في خطوة غير مسبوقة، قدم نائب عن حركة مجتمع السلم أحد أبرز أطراف التحالف الرئاسي سؤالاً شفوياً حول التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي مؤخراً أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الفرنسي، حيث كانت تصريحات الوزير التي أطلقها في باريس محل جدل بالجزائر، إذ أعلن «ليس هناك أوروبيون أكثر من الجزائر، ولو كان للتاريخ منحى مختلف لكنا اليوم بلد كامل العضوية في الاتحاد الأوروبي، ذلك أننا في اللحظة التي وقعت فيها معاهدة الاتحاد الأوروبي كنا لا نزال فرنسيين». في إشارة إلى الاحتلال الفرنسي للجزائر الذي ناهز القرن ونيف. وفي اتصال هاتفي مع النائب عبدالعالي حساني شريف صرح ل»الشرق» بأنه «ينبغي علينا أن نصحح لفرنسا التي تتعامل معنا بمنطق المستعمر والوصاية ومنطق التاريخ، الذي أدارته فرنسا لصالحها» في إشارة إلى قانون تمجيد الاستعمار الذي أقره البرلمان الفرنسي منذ سنوات. وحول إن كان هذا السؤال يأتي في إطار تبدل مواقف حركة مجتمع السلم التي انتقلت مؤخراً إلى المعارضة عند مناقشة قوانين الإصلاح، أكد النائب ل»الشرق» أن الموضوع غير مرتبط إطلاقاً بمواقف الحركة من هذه المشروعات»، مشيراً إلى أن سؤاله لوزير الخارجية الجزائري «مرتبط بالجزائر وذاكرة الشعب الجزائري، وتاريخه النضالي والجهادي، لأن الشعب بمؤسساته الرسمية والشعبية يطالب فرنسا بالاعتراف بجرائمها، التي اقترفتها في حق الشعب الجزائري» في إشارة إلى أن موقف الوزير أمام الهيئة الفرنسية لا ينسجم مع تطلعات الجزائريين، التي تطالب فرنسا الرسمية بالاعتذار عن جرائمها ضد الشعب الجزائري. كما عَدَّ عدد من السياسيين تصريحات ممثل الدبلوماسية الجزائرية بالممجدة للاستعمار الفرنسي، في ظل التجاذب الحاصل بين باريس والجزائر بخصوص الخطوات، التي اتخذتها مؤخراً حكومة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي باتجاه تكريم بعض الحركيين (مواطنون جزائريون انضموا لفرنسا إبان احتلالها للجزائر وكانوا مؤيدين لبقاء الاستعمار). وكذلك تكريم الجنرال بيجار المتهم بارتكاب جرائم حرب في حق الجزائريين، وفي مقدمتهم الشهيد العربي بن مهيدي أحد أبرز مفجري ثورة التحرير الجزائرية.