تعد قلعة أبو عريش إحدى الأوابد التاريخية في منطقة جازان، لكن لا يعرف أحد شيئاً عن بانيها الأول، وما تبقى منها يدل على قدم عهدها، فقد جاء ذكرها في كتاب العقيق اليماني في حوادث 989 990 ه. وفي سنة 991 ه قام الحاكم التركي لمنطقة جازان بترميمها وإصلاحها بعد الخراب الذي طالها نتيجة الحروب في تلك الفترة، وظلت عامرة إلى نهاية الدولة العثمانية الأولى 1036ه، وبعد ذلك طالها الخراب والإهمال، وامتدت إليها يد العابثين. يقول المواطن غازي جبلي ل «الشرق» القلعة معلم حضاري في جازان، ومدينة أبو عريش خصوصاً، ويسوء الجميع ما تتعرض له من إهمال، وما يحصل لها من خراب». وانتقد جبلي غياب الاهتمام والتطوير في ظل وجود هيئة عامة للاستثمار لها ميزانية مستقلة. وناشد المسؤولين حمايتها وتطويرها.ويقول المواطن يحيى جابر يحيى: إن أطراف القلعة آخذة في الانهيار، بسبب عدم الاهتمام. وأضاف أنها أصبحت مأوى للمخالفين والحيوانات السائبة، وأنه يأمل الاستفادة منها في دعم وتطوير السياحة في منطقة جازان، خصوصاً أن المنطقة تمتلك مواقع أثرية مهمة، لكن للأسف يطالها الإهمال، وعدم المبالاة بتاريخها البعيد.من جانبه، أوضح موسى مقبول أنه يقترح على الهيئة العامة للسياحة والآثار أن تضع لوحات إرشادية تبين تاريخها، وأن تعمل على ترميمها، واقترح أن تكون مكاناً عاماً للزيارة، ليُوظف فيها شباب تكون مهمتهم استقبال السياح والزوار، والاهتمام بنظافتها، وإنشاء لجنة إعلامية يكون اختصاصها التعريف بالمواقع الأثرية، وتنظيم زيارات لها بدلاً من إهمالها، وطالب بتطويرها وإنشاء مطاعم حولها لتنشيطها سياحياً، لأنها ستعود بالنفع على أبناء المدينة، وسترفع من عدد الزوار والسياح للمدينة. «الشرق» أجرت اتصالاً بالمدير التنفيذي لهيئة السياحة والآثار بجازان، رستم مقبول الكبيسي، الذي أوضح وجود خطة عامة للهيئة لتطوير جميع المرافق والآثار التاريخية في منطقة جازان، وأن التنفيذ بدأ. مشيراً إلى أن قلعة أبو عريش سيأتي دورها قريباً، مبدياً حرص الهيئة على تطوير ومتابعة الآثار في منطقة جازان، مؤكداً أن منطقة جازان تحتوي على أماكن أثرية عديدة هي محل الاهتمام.