نائب وزير الخارجية يفتتح القسم القنصلي بسفارة المملكة في السودان    القبض على ثلاثة مقيمين لترويجهم مادتي الامفيتامين والميثامفيتامين المخدرتين بتبوك    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    استشهاد أربعة فلسطينيين في غارة إسرائيلية على منزل وسط قطاع غزة    إقبال جماهيري كبير في اليوم الثالث من ملتقى القراءة الدولي    "مجدٍ مباري" احتفاءً بمرور 200 عام على تأسيس الدولة السعودية الثانية    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    مدرب البحرين: رينارد مختلف عن مانشيني    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    رينارد: مواجهة البحرين صعبة.. وهدفنا الكأس الخليجية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    200 فرصة في استثمر بالمدينة    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    «الأرصاد»: طقس «الشمالية» 4 تحت الصفر.. وثلوج على «اللوز»    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    سفارة السعودية بواشنطن تحتفي باليوم العالمي للغة العربية    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي    ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف الشريف    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    الحربان العالميتان.. !    رواية الحرب الخفيّة ضد السعوديين والسعودية    هل يجوز البيع بسعرين ؟!    ضبط (20159) مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    12 مليون زائر يشهدون أحداثاً استثنائية في «موسم الرياض»    رأس وفد المملكة في "ورشة العمل رفيعة المستوى".. وزير التجارة: تبنّى العالم المتزايد للرقمنة أحدث تحولاً في موثوقية التجارة    الإستثمار في الفرد والمجتمع والوطن    وزير الطاقة وثقافة الاعتذار للمستهلك    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    لمحات من حروب الإسلام    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الكويت وعُمان في افتتاح خليجي 26    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    المؤتمر الإعلامي الثاني للتصلب المتعدد: تعزيز التوعية وتكامل الجهود    طريقة عمل شوربة البصل الفرنسية    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    أمير القصيم يرعى انطلاق ملتقى المكتبات    محمد بن ناصر يفتتح شاطئ ملكية جازان    القبض على شخص في الرياض لترويجه المخدرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي    محمد آل فلان في ذمة الله    ضيوف خادم الحرمين يشيدون بعناية المملكة بكتاب الله طباعة ونشرًا وتعليمًا    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لمحة تاريخية عن مدينة جازان لؤلؤة الجنوب وعروس الفل والكادي ..بمناسبة انطلاق مهرجان الجنادرية \"اليوم\"
نشر في جازان نيوز يوم 17 - 03 - 2010

لمحة تاريخية عن مدينة جازان لؤلؤة الجنوب وعروس الفل والكادي ..بمناسبة انطلاق مهرجان الجنادرية "اليوم"
جازان نيوز : عبدالله السبيعي :
* جازان لؤلؤة الجنوب وعروس الفل والكادي *
موقع إستراتيجي جعلها في قلب أحداث التاريخ أكثر من ثلاثة آلاف سنة من العلاقة التجارية مع أفريقيا 4000 مدينة وقرية تُشكِّل خارطة جازان السكانية
جازان لؤلوة الجنوب وعروس الفل والكاذي.. جازان التاريخ العريق.. جازان الأدب والثقافة.. جازان يا كل جميل ورائع.. يقول مؤرخ المنطقة محمد بن أحمد العقيلي عن حبيبتي:
جازان إني من هواكِ لشاكي ... فتنصتي لهزارك وفتاك
اصغي إلى همسات قلب طامح ... متوثب الإلهام والإدراك
مشبوب أرجاء الشغاف يلوح من ... خلل الأضالع كالسراج الذاكي
من هذه المنطقة المتكئة على جبال الجنوب نصحبكم في حلقات شيقة من حدود الوطن نتجول خلالها بمدن وقرى المنطقة ننقل خلالها للقارئ ملامح النهضة والطبيعة التي تتميز بها لؤلؤة الجنوب.
تاريخ منطقة جازان:
مرت منطقة جازان بأطوار عديدة في الجاهلية والإسلام، ويلاحظ المتمعن في تاريخها ارتباطاً وثيقاً باقليم الحجاز وبخاصة في عهد النبوة إلى عصر القوة من أحداث التاريخ بنهاية الدولة العباسية ثم أخذت تكون كياناً مستقلاً عُرف في القرن الرابع الهجري بالمخلاف السليماني وهو الاسم الذي تميزت به المنطقة عن بقية اقاليم الجزيرة العربية حتى دخول المنطقة في العهد السعودي بأطواره المختلفة، ورغم تعاقب هذه الأطوار والعهود فإن المنطقة احتفظت بمكانتها السياسية الهامة لعدة اعتبارات منها:
أولاً: موقعها على ساحل البحر الأحمر على الضفة الشرقية منه قبالة الشواطئ الشرقية لافريقيا مما سمح باقامة علاقات تجارية بينها وبين هذه القارة منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة كما تشير إلى ذلك الكتابات التوثيقية في المتاحف الوطنية في المملكة.
ثانياً: تُشكِّل سهولها وجبالها صلة الوصل بين الحجاز شمالاً واليمن جنوباً من أجل رحلة الشتاء القرشية فقد مدت عليها قريش نفوذها لتضمن سلامة رحلة الشتاء إلى اليمن.
ثالثاً: حدوث المتغيرات في الحجاز وفي اليمن وخاصة في العصر الحديث.
رابعاً: وجود الموانئ الطبيعية وتمددها على شواطئها حيث تبلغ عشرة موانئ، وخصوبة أراضيها ووفرة مياهها حيث تنحدر من أعالي جبال السروات إلى البحر الأحمر أكثر من تسعة عشر وادياً كل ذلك جعل لهذه المنطقة مكانة مرموقة في السلم والحرب قديماً وحديثاً. لكننا سنقتصر في الحديث عن هذا الجانب على مطلع القرن الرابع عشر الهجري فقد شهد ذلك القرن منذ بدايته متغيرات سياسية جسيمة على المستوى الدولي والاقليمي، فبدأت في الفترة سمات الضعف وبدايات الانهيار في الحكومة التركية ذات السيادة على المنطقة حتى لم يعد لها نفوذ ملموس، ويصوِّر لنا مؤرخ المنطقة القاضي عبدالله العمودي هذه الفترة وهو ممن عاصر هذه البدايات وضع المنطقة قبل قيام دولة الأدارسة يقول: «.. والشعب في غاية الهمجية لعدم الضغط من الحكومة التركية». ويقول العقيلي: «والأتراك في جازان لا يتعدى حكمهم أول السبخة» وفي الضفة الغربية للبحر الأحمر في الجزء المقابل للمنطقة أخذت ايطاليا تبسط سيطرتها على القرن الافريقي في اطار السباق الاستعماري المحموم على بلاد العالم العربي ومازالت تشدد قبضتها على تلك البلاد حتى أعلنت عام 1890م ان اريتريا أصبحت جميعها مستعمرة إيطالية «وقاعدتها مدينة مصوع على الضفة الغربية من البحر الأحمر المقابلة لتهامة»، وأصبحت «الحكومة الإيطالية على معلومات تامة ودراية كاملة بأحوال المخلاف السليماني».
تطلعات الأشراف في الحجاز في شمال المنطقة، وأئمة صنعاء في جنوبها، ولكلا الجانبين نواياه وتربصاته.
أما على المستوى الاقليمي:
قيام دولة الأدارسة «1326 1351ه»
ففي عام 1326ه ونتيجة للصراع السياسي الذي أوجده ضعف الدولة التركية، دعا محمد بن علي الإدريسي لنفسه في صبيا ولاقت دعوته قبولاً كبيراً بين قبائل المنطقة مما أثار حفيظة الدولة التركية فعقدت معه معاهدة الحفاير بجازان سنة 1328ه فأظهرت المعاهدة شرعية أمره في المنطقة مما دفع الحكومة التركية للصدام المسلح معه في معركة الحفاير في جمادى الأولى سنة 1329ه فخرج منها منتصراً.
وعندما لاحت نذر الحرب العالمية الأولى سارع الإدريسي بعقد معاهدة نيسان 1915م مع بريطانيا الحلفاء وضمت بها حرية الملاحة في موانئ المنطقة في الوقت الذي كانت في بريطانيا تفرض الحصار على جميع الموانئ التركية في البحر الأحمر.وبعد ان وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها وعلى اثر موقعة عام «1337ه» وانتصار عبدالعزيز آل سعود «1293 1373ه» فيها على اشراف الحجاز.. أدرك الإدريسي «ان هناك قوة ينبغي الركون إليها» وللعداء المستحكم بينه وبين جيرانه في الشمال والجنوب عقد محمد بن علي الإدريسي اتفاقية عام 1339ه مع الملك عبدالعزيز المؤرخة في 10 صفر 1339ه، ولكن ما لبثت الأحداث ان عصفت بالبلاد بعد استقرار لم يدم طويلاً حيث نشب الصراع بين الأسرة الإدريسية نفسها بعد وفاة محمد علي الإدريسي في 6 شعبان 1341ه حيث قام بالأمر بعده ولده السيد علي الإدريسي ولم يرق هذا لعمه الحسن بن علي الإدريسي وبعض أفراد الأسرة الإدريسية.
وعند تفاقم الحالة ووقوع النزاع بين الإمام وعمه بعثت الحكومة السعودية وفداً برئاسة محمد بن دليم يحاول اصلاح ذات البين وفعلاً وصل الوفد إلى المنطقة وبدأ اتصالاته، ولكن التوتر كان على أشده فظل الوفد يراقب الحالة حتى تمكَّن الحسن الإدريسي من السيطرة على الأوضاع، غادر الوفد البلاد عائداً إلى عسير. استغل إمام اليمن اضطراب الأحوال في المملكة الإدريسية فزحف على أجزائها الجنوبية والشرقية فاستولى على جبل شدا، وزحف على الحديدة وميدي.
وعاودت إيطاليا اطماعها في المنطقة وأهدت للإمام سيارة جديدة فيات وكاد ان يقع في حيلها الاستعمارية لكن المجاهد الإسلامي أحمد شريف السنوسي نصح الحسن بطلب الحماية من السعودية لما بين الأسرتين من الصداقة التقليدية فعقدت معاهدة مكة المكرمة بين الملك عبدالعزيز آل سعود والإدريسي بواسطة السنوسي وعرفت بمعاهدة مكة في 24 ربيع الآخر 1345ه «1926م» وعلى إثر ابرام المعاهدة كتب الملك عبدالعزيز إلى إمام اليمن بما تم الاتفاق عليه للاحاطة ورجاء التوقف عن الزحف عن بقية إمارة الإدريسية وفي عام 1351ه صدر الأمر الملكي بتوحيد البلاد السعودية باسم المملكة العربية السعودية، ويصبح لقب حاكمها ملك المملكة العربية السعودية. وفي أول شهر رجب 1351ه انقلب الإدريسي على الحكومة السعودية وحاصر الحامية السعودية في قلعتهم بمدينة جازان حتى استسلمت وما هي إلا بضعة أيام حتى وصلت الجيوش السعودية إلى المنطقة وفرَّ الأدارسة، ومازالت الحكومة السعودية تعمل على استقرار الأمن وتأمين الناس وبدأ الإنسان السعودي يتنفس أنفاس الأمن والأمان في هذه المنطقة وغيرها من مناطق المملكة العربية السعودية إلا ان هذا الاستقرار لم يطب لإمام اليمن فتقدم جند من جيش الإمام يحيى سنة 1352ه 1932م إلى جبال جازان ونجران وعلم الملك عبدالعزيز بالأمر فاستعظمه وأنذر الإمام بوجوب سحب القوات اليمانية فلم يستجب وبعد عدة برقيات ومفاوضات بين الجانبين نشبت الحرب وأقبلت قبائل المنطقة شبابها وشيوخها إلى أمير المنطقة حمد الشويعر يطلبون منه التقدم إلى أرض القتال فرفع للملك بذلك فكانوا أثناء تقدم القوات في مقدمة طلائع الجيش السعودي لما لهم من خبرة في الحدود، والبلاد المجاورة وفي يوم 27/12/1352 ه 1933م وصل الأمير فيصل بن عبدالعزيز إلى مدينة جازان واحتفى به المواطنون احتفاء بهيجاً ثم تحرك ركب سموه إلى خط الحدود ليتولى قيادة الميدان وفي 11 محرم 1353ه أمر الملك عبدالعزيز بوقف الزحف بعد وصول القوات السعودية إلى الحديدة وبناء على طلب إمام اليمن جرت المفاوضات بين الدولتين بعقد معاهدة اخوية فكانت معاهدة الطائف المعروفة في 6 صفر 1353ه 21/5/1934م التي أنهت حالة الحرب بين البلدين ورسمت خط الحدود بينها وسلم الأدارسة للحكومة السعودية وبدأ الملك عبدالعزيز رحمه الله مواصلة البناء والتنمية. وفي عام 1376ه تولى الأمير تركي بن أحمد السديري حتى عام 1397ه إمارة المنطقة خلفاً للأمير سليمان بن جبرين، ثم خلفه ابنه الأمير محمد بن تركي السديري مكث أميراً لها إلى ان أُحيل عام 1421ه وخلفه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود بتاريخ 7/2/1422ه ومنذ تولي سموه الكريم إمارة منطقة جازان شهدت العديد من المشاريع التنموية والحيوية فأهالي جازان كلهم أمل في أميرهم المحبوب.
الموقع والمساحة:
تقع منطقة جازان في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية بين خطي الطول 42 درجة و8 ،43 درجة وخطي العرض 5 ،16 درجة و17 درجة، ويحدها من الجنوب والشرق الجمهورية اليمنية ومن الشمال منطقة عسير ومن الغرب البحر الأحمر وتبعد عن مدينة الرياض بمسافة 1632 كيلومتراً وعن مدينة مكة المكرمة بمسافة 819 كيلومتراً. وتتميز المنطقة بطول سواحلها على البحر الأحمر والتي تُقدَّر بحوالي 200 كيلومتر وجبالها الشاهقة الخضراء في الجهة الشرقية ويتبع المنطقة عدة جزر في البحر الأحمر أهمها وأكبرها جزيرة فرسان وتقدر مساحة منطقة جازان بحوالي 40000 كيلومتر مربع وهذا يعني انها تحتل مساحة 6 ،0% من مساحة وطننا الغالي.
جغرافية جازان:
منطقة جازان منطقة تتميز بتنوع جغرافي رائع وتختلف عن بقية مناطق المملكة بجغرافيتها الفريدة وتملكها لكافة التضاريس وهذا ما جعلها منطقة مؤهلة لكافة الأعمال السياحية، فنجد المناطق الجبلية تحدها شرقاً..
وتتميز بجوها الرائع الساحر ونجد البحر بشواطئه الجميلة يحضنها من الغرب.. فضلاً عن الكثبان الرملية والسهول والتلال الزراعية الخضراء التي تتميز بها المنطقة وتجعلها من أجود مناطق المملكة زراعة وهذا ما انعكس شعراً على أبنائها..
إن التنوع الجغرافي للمنطقة يُعد فرصة مناسبة للاستثمار السياحي إن وجد من يُثمِّن هذا التميُّز.
أشهر المرتفعات بجازان:
جبال بني قيس والعبادلة وأعلاها جبل سلا وهذه المرتفعات تقع في القسم الجنوبي الشرقي من المنطقة. جبال فيفا الشهيرة والواقعة في الشرق من المنطقة والمزدحمة بالسكان. جبل بني مالك وهو جبل يقع بالقرب وإلى الشمال من جبل فيفا على الحدود اليمنية السعودية. جبال بلغازي الواقعة شرقي المنطقة. جبال هروب. جبال الريث. جبال الربوعة. جبال القرشة. جبال الحشر.
أودية منطقة جازان:
الفصل الرئيسي في المنطقة هو فصل الخريف، تنعقد الغيوم وتهطل الأمطار وتفيض السيول، وفي المنطقة حوالي 29 وادياً وإذا عرفنا ان كمية المياه التي تتخزن في سد وادي جازان هي 45 مليون لتر مكعب، وليس هذا الوادي بأكبر أودية المنطقة وإنما نفذ مشروع السد فيه للتحكم في مياهه واستغلالها في ري أراضيه الخصبة، لاعتبارات فنية كقربه من العمران واعتدال كمية المياه به فرأت ان تتخذ منه مشروعاً نموذجياً، وإلا فهناك وادي بيش وهو على أقل تقدير يفيض من المياه بكثافة أضعاف ما يفيض به وادي جازان وان في المنطقة أودية في منسوب وادي جازان وهناك اثنان وعشرون وادياً من الدرجة الثانية إلى السادسة، وفيما يلي أودية منطقة جازان: «وادي بيض، وادي بيش، وادي ذهبان، وادي تعشر، وادي الكور، وادي خلب، وادي المعاين، وادي جازان، وادي نخلان، وادي ضمد، وادي الرباح، وادي صبيا، وادي الأملح، وادي عتود، وادي سمرة، وادي واسع، وادي شهدان، وادي حمضة، وادي الخمس، وادي الردحة، وادي رملان، وادي بلاج، وادي ريم، وادي عرمرم، وادي غوان، وادي الفجا، وادي مقاب».
سد وادي جازان:
افتتح في شهر محرم سنة «1391ه» هو أول سد بُني في جزيرة العرب في التاريخ الإسلامي وما قبله إذا استثنينا سد مأرب قبل الإسلام، ويختلف مستوى مياه «وادي جازان» من سنة إلى أخرى ففي السنوات الست التي تم خلالها جمع المعلومات من الجهة المختصة بلغت مياهه حداً يقارب 7 ،136 مليون متر مكعب، بينما كان الحد الأدنى لهذه المياه 32 مليون متر مكعب وبذلك يكون معدل الجريان 90 مليون متر مكعب، وكثيراً ما تحدث الفيضانات في فصل الصيف.
إن الغاية من إنشائه تنظيم مياه الوادي والتحكم في جريانه وتخزين فائض مخزون احتياطي لأوقات الجفاف يعد لري الأراضي الزراعية والمحافظة على منسوب المياه والتحكم في الفيضانات التي تجرف التربة وتهدم القرى وتخرب السدود الترابية وتلحق الخسائر الفادحة في الأموال والأرواح علاوة على استفادة المياه الجوفية من تخزين الماء في بحيرة السد.
فوائد السد
جمع وتخزين المياه في خزان سعته 70 مليون متر مكعب.
التحسينات على السدود وقنوات الري.
السماح بتدفق تيار دائم من الماء تبلغ غزارته 50 مليون متر مكعب في الثانية.
زيادة المساحات المروية إلى 800 هكتار من الأراضي الخصبة مستفيدة من مياه السيول الصيفية، لذلك فإن السد سيؤدي إلى تحسن ملموس في اكثار المنتجات الزراعية وتنوعها.
خصائص الخزان
المستوى الأعلى للمياه 71 ،169 فوق سطح البحر.
المستوى الأعلى للتخزين 20 ،166 فوق سطح البحر.
مستوى حوض التسكين 50 ،158 فوق سطح البحر.
حجم الخزان
أغراض التسكين 20 مليون متر مكعب.
لأغراض الري 20 مليون متر مكعب.
المناخ
تختلف درجة الحرارة والرطوبة في المنطقة تبعاً لانخفاض وارتفاع المواقع في الشواطئ والسهول والجبال، فمتوسط درجة الحرارة في شهر يناير حوالي 26 درجة مئوية وفي شهر اغسطس حوالي 33 درجة مئوية، كما ان معدل الرطوبة النسبية في شهر يناير 74% وفي اغسطس 66% والمتوسط على مدار العام 68% وتسقط الأمطار على المنطقة في الشتاء والربيع والخريف ويصل معدل سقوطها 90 ملم/ السنة.
السكان والمساكن
يُقدَّر عدد السكان بمنطقة جازان أكثر من مليون ومائتي ألف نسمة ويسكن هؤلاء السكان في أكثر من أربعة آلاف مدينة وقرية وحلة.
أما المساكن فهي مختلفة الأنواع ففي المدن الكبيرة مبان مسلحة متعددة الأدوار وهي عبارة عن فلل أو عمارات ذات شقق وفي القرى غرف ذات سقوف مسلحة أو ذات سقوف خشبية إما متفرقة أو مكونة بيتاً شعبياً وفي الجبال مبان قديمة وهي اسطوانية الشكل متعددة الأدوار أو مبانٍ حديثة متعددة الأدوار أو غرف موادها من الأحجار الجبلية أو من البلك الخرساني، أما العشش والصندقات فتكاد تختفي حتى في القرى الصغيرة.
تاريخ جازان العريق خلَّف من خلْفه آثاراً عريقة شهدت بما كانت تحتله هذه المنطقة من أهمية كبرى رغم اختلاف الزمان بين الماضي والحاضر إلا أن المكان بقى خالداً وشامخاً يحكي حضارة سلف لم نعرف عنهم الكثير ولكن من خلال الأطلال عرفناهم وعرفنا مدى تاريخ لؤلؤة الجنوب.
الآثار بمنطقة جازان:
يقصد بالآثار عموماً الأشياء التي صنعها الإنسان أو استعملها من مسكن ودور للعبادة وأثاث وأدوات وفن ثم خلفها وراءه وقد عرفت البشرية منذ القدم بعض مظاهر العناية بالأشياء القديمة ذلك أن الاهتمام بآثار السلف والحرص على امتلاكها وتخليد ذكر أصحابها والاستمتاع بجمالها مرتبط بالنوازع والغرائز البشرية التي تمثل حب التملك وتذوق الجمال وحب المعرفة فمنطقة جازان والتي وصفها المؤرخون بلؤلؤة الجنوب وعروس الفل والكاذي غنية بالآثار القديمة والتي تدل على عراقتها تاريخياً ومن هذه الآثار ما يلي:
1- مدينة عثر:
وهي مدينة أثرية على ساحل البحر الأحمر غرب مدينة صبيا بمسافة 16 كيلو متراً تقريباً باتجاه قوز الجعافرة وهي مدينة مشهورة وقد لعبت دوراً مهماً في التجارة والاقتتصاد وكان سوقها من الأسواق المعروفة في الجزيرة العربية وأما مكانها حالياً فهو عبارة عن مدينة اندثرت وطغت الرمال على أطلالها وفي النصف الثاني من القرن الرابع الهجري ضمها سليمان بن طرف الحكمي أمير المخلاف إلى مخلافه وضرب بها الدينار العثري الذي عرف بذلك الاسم ونقل حكومته إلى عثر لتصبح عاصمة المخلاف ما زاد أهميتها السياسية والجغرافية والاقتصادية وأصبح ميناؤها من أنشط المواني بعد ميناء جدة في ذلك الزمان.
2- مدينة الشرجة:
وهي مدينة آثرية في ساحل الموسم وذكر أن السيل أجتاح أنقاضها وممن نوه بها ابن خردازية والبشاري وياقوت الحموي وابن بطوطة في رحلته وهي اليوم لا عين ولا آثر لها وقد قامت وزارة المعارف بإقامة شبك حولها.
3- موقع السهي:
ويعتبر أهم موقع ساحلي يبعد 40 كيلو متراً جنوب مدينة جازان وأنقاضها مشكلة بأكملها من القواقع البحرية مختلطة بمجموعة كبيرة من كسر الأواني الفخارية وتشغل مساحة 900x100م على ساحل رملي قديم وقد قامت وزارة المعارف بإقامة شبك حولها.
4- بلدة المنارة:
اسم بلدة أثرية تتناقل عنها الأخبار والإشاعات من وجود نقود وآثار وأوان فخارية الشيء الكثير ويقال إنها بلدة طغت فسخط الله سبحانه وتعالى عليهم والله أعلم وهي تبعد عن مدينة جازان بحوالي 15 كيلو متراً شرقاً وهي قريبة من بلدة الريان الواقعة على الضفة الشمالية لوادي جازان ويوجد بالموقع بقايا فخار مبعثرة بكثافة وتشغل مساحة 1x2 كيلو متر وقد قامت وزارة المعارف بإقامة شبك حولها.
5- موقع المغلة:
وهو موقع كبير تبلغ مساحته 200x500 متر على بعد 15 كيلو متراً من الساحل بين وادي نخلان ووادي صبيا ويحتوي الموقع على فخار مصقول أسود مزخرف بالنقوش المحرزة وبقايا من أحجار الرحى.
6- بيوت الأدارسة:
وهي أطلال قصور ومباني أسرة الأدارسة التي حكمت المنطقة سنين معدودة من الزمن وتقع شمال شرق محافظة صبيا.
7- قلعة أبو عريش:
لا يعرف شيئاً عن معمرها الأول وهي قلعة تدل على قدم عهدها وقد جاءذكرها في كتاب العقيق اليماني في حوادث سنة 989 ه وسنة 990 ه وفي سنة991ه قام الحاكم التركي لمنطقة جازان ببناء القلعة وإصلاح ما خربته الحروب وظلت عامرة إلى نهاية الدولة العثمانية الأولى 1036 ه وبعد ذلك تعاقب عليها الإصلاح من كل من تولى أمر المنطقة وأخيراً طالها الخراب وانهار الكثير من مبانيها ومازالت معدمة وكان يطلق عليها دار النصر بأبي عريش.
8- مدينة جازان العليا:
وهي مدينة تاريخية تعرف بإسم جازان الأعلى وتسمى بدرب النجا وتقع شرق بلدة حاكمة أبو عريش وتدل آثارها الماثلة على ما كان لها من ماض عمراني وتاريخ اجتماعي عريق ولا يعرف على وجه التحقيق شيء من ماضي تاريخها القديم سوى أنها أتخذت قاعدة من قبل أسرة الأمراء الشطوط والأمراء القطبيين وقد وصف منعتها وقوة تحصينها وعظمة بنائها الشاعر ابن هتيمل في القرن السابع الهجري وكذا الشاعر الجراح بن شاجر في القرن التاسع الذي وصف زهو بنيانها وجمال قصورها وقد كتب عنها بإسهاب المؤرخ الأستاذ محمد بن أحمد العقيلي في كتابه الآثار في منطقة جازان.
9- آثار تاريخية في جزيرة فرسان:
جزيرة فرسان تزخر بالعديد من المواقع الأثرية والتي أعطت الجزيرة أهمية خاصة ومن أهم هذه الآثار:
* القلعة العثمانية:
القلعة العثمانية هي إحدى المباني الأثرية بجزيرة فرسان وأحد رموزها وتقع في شمال فرسان أي بين فرسان وقرية المسيلة على مرتفع يمنحها موقعاً إستراتيجيا لأنه يطل على عموم بلدة فرسان، هي مبنية من الحجارة والجص الموجودة خاماته بكثرة في جزيرة فرسان وسقفه مصنوع من جريد النخيل الموضوعة على أعمدة من قضبان سكة حديد.
* مباني غرين:
منطقة غرين يبلغ فيها مساحة الحجر الواحد منها حوالي 5،2x5،1 متراً أو أكثر كما يزن عدة أطنان إن قدر له أن يوزن. وفي موضع آخر يدعى«بالقريا» يوجد آثار مشابهة أبرز ما فيها الأسرة المصنوعة من الحجارة وبقايا غرف لايزيد الضلع الواحد من أضلاعها عن حجرين منحوتين بشكل هندسي. ويقول الأستاذ/ إبراهيم مفتاح إن هذه الأشكال جميعها سواء في وادي مطر أو في الكدمي بقرية القصار أو قلعة لقمان وغرين والقريا ظلت جميعها تضع أمامي تساؤلات أجهل الإجابة عنها حتى جاء بعض الخبراء التابعين لقسم الآثار بوزارة المعارف واستنتجوا من الكتابات الموجودة على بعضها أنها تعود إلى عصور ما قبل الإسلام.
* وادي مطر:
في جنوب بلدة فرسان وعلى بعد تسعة كيلو مترات تقريباً وفي المنطقة التي تعرف«بوادي مطر» توجد بعض الأطلال ذات الصخور الكبيرة والتي كتب على بعضها بعض الكتابات الحميرية فسرت من قبل بعض الخبراء التابعين لقسم الآثار بوزارة المعارف بأنها كتابات حميرية تعود إلى عصور ما قبل الإسلام والشيء العجيب في معظم المناطق الأثرية في الجزيرة هو الصخور الضخمة المستخدمة في تلك المباني وذلك يضع أمامنا علامة استفهام في كيفية إحضار هذه الصخور والمكان الذي أحضرت منه.
* مسجد النجدي:
من مساجد جزيرة فرسان القديمة والذي شيده تاجر اللؤلؤ إبراهيم التميمي في عام 1347ه وأهم ما يميز هذا المسجد هو النقوش والزخارف الإسلامية والتي تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في مسجد قصر الحمراء.
* منزل الرفاعي:
من المعروف أن فرسان مليئة بالمعالم الأثرية والمباني الرائعة ولعل أروعها من حيث التصميم وجمال نقوشها هو منزل تاجر اللؤلؤ أحمد منور رفاعي رحمه الله والذي يعد تحفة حقيقية في مجال الفن المعماري القديم حيث يعكس الثراء والترف بفرسان أيام ازدهار تجارة اللؤلؤ.
ولمنزل الرفاعي نسخة طبق الأصل موجودة في الرياض يستطيع رؤيتها كل من يزور قرية جازان التراثية بمهرجان الجنادرية وقد تم عمل هذه النسخة لهذا المبنى لصعوبة نقل المبنى إلى الرياض ولتعريف الناس بأحد آثار بلادنا العزيزة.
* بيت الجرمل:
مبنى يقع على ساحل جزيرة قماح يقال أن الألمان قاموا ببنائه بهدف جعله مستودعاً للأسلحة والذخيرة نظراً لما يمثله موقع الجزيرة الاستراتيجي من أهمية لتوفير الذخيرة لسفنهم المتجولة في البحر الأحمر أثناء الحرب العالمية الأولى، ويعتقد أن السبب في عدم إنهاء بنائه هو انتهاء الحرب سنة 1918م وعلى الرغم من الجهد المبذول في إنشاء هذا المستودع إلا أن الكثير من أعمدته قد انهارت نتيجة تأكلها بسبب عوامل التعرية. ويبلغ طوله حوالي 107 أمتار وعرضه حوالي 34 متراً.
* منطقة الكدمي:
وتقع هذه المنطقة الأثرية في قرية القصار وهي عبارة عن أبنية متهدمة ذات أحجار كبيرة يغلب عليها الطابع الهندسي ويتمثل في مربعات ومستطيلات بقايا أحجار تشبه إلى حد كبير الأعمدة الرومانية. وبعض هذه الحجارة قد لا تخلو من كتابات قديمة بالخط المسند.
* قلعة لقمان:
قلعة لقمان أو جبل لقمان كما يسميها أهالي فرسان وتقع على يسار الطريق المتجه إلى قرية المحرق وهو عبارة عن مرتفع مكون من مجموعة من الصخور مربعة الشكل تقريبا وتدل على أنها أنقاض لقلعة قديمة ولكن مع الأسف لا توجد هناك أي معلومات عنها.
* مباني العرضي:
يقع العرضي في جنوب فرسان خلف مبنى إمارة محافظة فرسان بالضبط وهي عبارة عن مبان دائرية أو مستطيلة الشكل مبنية على شكل حلقة دائرية على مساحة لا بأس بها، وتعتبر هذه الثكنات العسكرية هي إحدى الدلائل على وجود العثمانيين بالجزيرة إبان العهد العثماني. وتكمن المشكلة أنه لم ينظر إلى هذه المعالم نظرة جادة كونها إحدى الدلائل المرتبطة بالقلعة العثمانية ولم يتم تسويرها أسوة ببقية المناطق الأثرية التي تم تسويرها وذلك لحمايتها من الاعتداء عليها.
10- مسجد القباب
بأبي عريش:
بناه الشريف حمود بن محمد الخيراتي الملقب أبو مسمار وتمم بناءه الشريف الحسين بن علي حيدر في عام 1248ه.
11- قلعة الدوسرية
بمدينة جازان:
وهي قلعة تعود للدولة العثمانية وكانت مقراً للحاكم التركي وتوجد في وسط مدينة جازان فوق جبل يطل على ميناء جازان الحالي.
ولمعرفة المزيد من آثار منطقة جازان ندعوكم لزيارة متحف المنطقة والذي يقع شمال محافظة صبيا وتشرف عليه إدارة تعليم محافظة صبيا.
متحف آثار منطقة جازان
يشرف المتحف على كامل المنطقة.. ويهتم بدراسة التراث والأثريات بكافة أنواعها واتجاهاتها.. ويقع في محافظة صبيا بجوارالدوارالشمالي.. يضم صالات عرض رئيسية دائمة ومعامل إصلاح وترميم..
ومكتبة تحوي مراجع تاريخية وتراثية.. والزيارة متاحة للجميع دون استثناء في أوقات الدوام الرسمي بما في ذلك العطلة الصيفية.
تاريخ التأسيس
تأسس متحف منطقة جازان عام 1403ه، ويقع تحت إشراف إدارة التعليم بمحافظة صبيا وهو يخدم منطقة تحدها جبال فيفا وبني مالك من الشرق والبحر الأحمر من الغرب وحدود المملكة مع الجمهورية اليمنية من الشمال إلى منطقة القنفذة شمالاً.
الغرض من إنشاء الموقع
- صيانة وحماية المواقع الأثرية والتاريخية.
- تيسير عملية تسجيل هذه المواقع واستقصائها.
- احتواء القطع الأثرية والتاريخية وتوثيقها وصيانتها وخزنها.
- استقصاء وتسجيل ألوان التراث الشعبي المادية والشفوية.
- ايجاد مراكز لجمع قطع التراث الشعبي المحلي.
- إطلاع الجمهور على الآثار والتراث الشعبي.
- التعبير عن مساهمة المجتمع المحلي في تاريخ المملكة العربية السعودية.
أقسام المتحف
توجد بالمتحف أقسام عدة من أهمها:
- قسم ترميم الاثار.
- قسم التصوير.
- قسم المساحة والرسم.
- القسم الهندسي.
- مستودع المساحة والتنقيب.
- صالة العرض.
- مستودع الآثار والتراث.
- غرفة المحاضرات والعرض.
- الاستراحة.
- الورشة الخارجية.
بالإضافة إلى مكتب مدير المتحف والسكرتارية والشؤون الإدارية.
جازان يا هبة الرحمن العاني ... يا لوحة مالها في الحسن ثان
أناجيك شطآناً وأودية ... وربوة وحقولاً طلعها داني
عنيت للشاطئ المسحور فارتعشت ... أهدابه وتمطى غير وسنان
وعانقتك السهول الخضر فأتلفت ... فيك الفتون تهادت بين أغصان
من قصيدة لشاعر حجاب بن بحيى الحازمي.
جازان اسم يطلق على وجه العموم على الوادي المعروف من أعلاه إلى مصبه وما على عدوتيه من قرى. وورد اسم جازان في كتاب اليعقوبي وذكرها الهمداني في كتابه «صفة جزيرة العرب» وهي حاضرة المنطقة وبها المركز الإداري وتتوفر فيها جميع الخدمات الحكومية وبها مراكز تجارية وأسواق عامرة ونهضة عمرانية كبيرة، وميناء بحري، هو ثالث الموانئ الرئيسة في المملكة ويعتبر البوابة الرئيسة لواردات الجزء الجنوبي الغربي ومجهز بكافة المرافق والخدمات والمعدات الحديثة، يوجد بالمدينة مطار اقليمي مجهز بمختلف المعدات والممرات لاستقبال الطيران الداخلي وبها النادي الأدبي للمنطقة وكذا نادي التهامي الرياضي ومدينة الملك فيصل الرياضية.
بلغ عدد سكان المدينة مائة وعشرين ألف نسمة تقريباً في عام 1421ه.
الإمارة
تتولى إمارة منطقة جازان الإشراف الإداري على المنطقة وقد قسمت المنطقة إدارياً إلى ثلاث عشرة محافظة هي:
محافظة صبيا
دون العقيق وتحت السدر والطنب
مرأى تتوق إليه النفس في رغب
زمردي الحواشي حيث ما نظرت
عيناك منه بدا في منظر عجب
والأرض قد لبست أفواق زينتها
مرموقة الحسن في أثوابها القشب
وحاضرتها مدينة صبيا والتي تبعد عن مدينة جازان بأربعين كيلاً اتجاه الشمال وهي مدينة عتيدة قائمة على عدوة الوادي الذي سميت به وادي صبيا وقد ذكرها الهمداني في القرن الرابع الهجري في كتابه «صفة جزيرة العرب» وكانت عاصمة المنطقة في النصف الأول من القرن الرابع عشر «1326ه 1351ه» عندما حكمها الأدارسة وقد تغنى بها عدد من الشعراء القدامى والمعاصرين أمثال الشاعر القاسم بن علي الذروي والشاعر الجراح ابن شاجر والإمام الشاعر محمد بن علي الإدريسي والشاعر المعاصر محمد بن أحمد عيسى العقيلي.
وتعد مركزاً تجارياً كبيراً لمخالفها ولها سوق اسبوعي يعقد يوم الثلاثاء حيث تعرض فيه ما يبتغيه المتسوق وبها كافة الخدمات الأساسية ويوجد بها نادي الأمجاد الرياضي.
محافظة أبو عريش
عج بوادي الهضاب في الأسحار
وترنم هناك بالأوتار
بربا أبي عريش حيث الغواني
لابسات الحجول والأسوار
الصبا والصبا بها يا معنى
وطلوع البدور والأقمار
ليت شعري أكون فيها دواما
أتمشى في حلة الجلنار
وحاضرتها مدينة أبو عريش التي تبعد عن مدينة جازان بخمسة وثلاثين كيلا اتجاه الشرق ورد ذكرها في كتاب البلدان لليعقوبي وكتاب صفة جزيرة العرب للهمداني وقد رجح المؤرخ الشيخ محمد بن أحمد عيسى العقيلي أن أبو عريش موجودة باسم «العرش» في القرن الثالث الهجري وقد تغنى بها الشاعر الهبي الصعدي من شعراء القرن العاشر والشاعر عبدالرزاق اليمني في القرن الثالث عشر. تتوفر بها كافة الخدمات الأساسية وبها أسواق تجارية متنوعة ومتعددة ولها سوق أسبوعي يعقد في يوم الأربعاء يعرض فيه ما يلبي رغبات المتسوقين.
محافظة صامطة
أول ما عرفت مدينة صامطة باسم قرية مصبري ويدل على ذلك وجود بئر بهذا الاسم معروفة في الوقت الحاضر إذ تقع في ساحة سوق الاثنين المعروف بمدينة صامطة وقد أقفلت بغطاء خرساني عندما نفذت شبكة للمياه في المحافظة في الثمانينات في القرن الرابع عشر الهجري وقد وردت قرية مصبري في بعض المراجع التاريخية مثل كتاب «السلوك في طبقات العلماء والملوك» لصاحبه القاضي عبدالله بهاء الدين بن يوسف الجندي التوفي في العقد الثالث من القرن السابع الهجري. وكانت تسمى صامدة لصمودها أمام الغزاة بمرور السنين وتأثير اللهجات العامية على مخارج الحروف تحول حرف الدال إلى حرف الطاء فأصبحت تسمى صامطة، ومحافظة صامطة محافظة علم إذ استقر بها الداعية الكبير الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي رحمه الله عام 1358ه. و أسس فيها مدرسة وتتلمذ على يده عدد كبير من أبناء المنطقة فأصبح عدداً منهم يشار إليه بالبنان في العلوم الشرعية والعلوم العربية، وذاع صيتهم ومن هؤلاء العالم النابغة: الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي وكان من مآثر الشيخ عبدالله محمد القرعاوي انتشار المدارس في كل مدن وقرى وهجر المنطقة، وتعداها إلى بلاد غامد وزهران فكان له الفضل بعد الله في تبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم، وقد أمدته حكومتنا الرشيدة بالمال وبكل ما يحتاجه التعليم ونشر الدعوة إلى الله فرحمة الله عليه رحمة واسعة.
وصامطة حاضرة من القطاع الجنوبي لجازان وتتبعها عشرات القرى والهجر وهي ذات كثافة سكانية عالية كما أنها بوابة المنطقة إلى الحدود الدولية مع اليمن الشقيق، وبها أسواق تجارية حديثة وأسبوع شعبي يعقد كل يوم اثنين يفد إليه المتسوقون من أنحاء المملكة حتى من اليمن الشقيق.
محافظة الحرث
وتبعد عن مدينة جازان ب88 كيلاً باتجاه الشرق وحاضرتها بلدة الخوبة يقام فيها سوق أسبوعي كل يوم خميس يعرض فيه كل احتياجات المتسوقين كما ينفرد بعرض بعض الحيوانات البرية المفترسة كالذئاب والضباع وكذا الأليفة كالغزلان وغيرها.
محافظة ضمد:
ما ضمد يا صاح إلا جنة
وهل تساوي جنة جهنم
نسيمها وتربها من عنبر
وماؤها الكوثر عذب شيم
إذا تغنى سحراً قمري بها
أيقظ منها من ينام نغم
وإن تلا الأسحار في مسجدها
تال به عنك يزول السقم
ومحافظة ضمد حاضرتها تسمت باسم الوادي «ضمد» وقد قال صاحب كتاب «الذهب المسبوك» إن أول عمرانها في زمن القاضي محمد بن علي عمر الضمدي وبنى فيه مسجد الحجر الذي جرفه السيل عام 1201ه.
ومحافظة ضمد محافظة العلم والعلماء حتى اشتهر على الألسنة أن ضمد لا تخلو من عالم محقق أو أديب بليغ إلى زمننا هذا.
وتتوفر فيها كل المرافق الخدمية والأسواق التجارية وتقام فيها سوق أسبوعي كل يوم اثنين تعرض فيه ما يلبي احتياجات المتسوقين.
محافظة الريث
تقع بلدة الريث في الجزء الشمالي الشرقي من منطقة جازان وهي ذات طبيعة جبلية خلابة وتبعد عن مدينة جازان ب118 كيلو والريث اسم قبيلة من قبائل المنطقة والتي أقامت في تلك الجبال فتسمت الجبال باسمها.
وتتميز جبال الريث بمناخ معتدل أملته الطبيعة الجبلية والارتفاعات الشاهقة روعة وجمال فقد غطتها النباتات الطبيعية والغابات الكثيفة من الأشجار والأعشاب وترتفع أعلى قمة في جبالها بأكثر من 2000 متر عن سطح البحر وتسمى هذه القمة قمة جبل القهر ويتميز واديها بمجراه الجذاب وأشجاره العملاقة وشلالاته الرائعة وهي منطقة جذب للسياح الذين يعشقون فنون العمارة والتراث وتتوفر بها معظم الخدمات الحكومية.
محافظة بيش
ورد ذكرها في كتاب البلدان لليعقوبي المتوفى سنة 278ه وذكرها الهمداني التوفى عام 350ه في كتابه المشهور صفة جزيرة العرب كما ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان وذكرها البكري في كتابه معجم ما أستعجم وقد ذكر الشيخ محمد بن أحمد عيسى العقيلي في كتابه المعجم الجغرافي لمنطقةجازان أن قرية بيش الأولى قد جرفتها سيول وادي بيش وأن محافظة بيش الحالية يطلق عليها أم الخشب وتتوفر فيها كل الخدمات الحكومية والخاصة والأسواق التجارية ويقام فيها سوق أسبوعي كل يوم سبت وتمتلك شاطئاً بحرياً جميلاً تتوفر فيه الخدمات التي يحتاجها الزوار.
محافظة فرسان:
فرسان يا أنشودة السمار
يا بهجة الأسماع والأبصار
يا منبه الموج الطروب إذا ارتمى
في دفء حضنك والرياح ضوار
وقف الزمان على رحابك خاشعاً
يتلو عليك قصيدة الإكبار
تعتبر جزيرة فرسان أكبر جزيرة في البحر الأحمر حيث تبعد عن مدينة جازان خمسين كيلاً وقد عرف سكان هذه الجزر بشدة البأس وكانت تقوم حروب بينهم وبين قوم يدعون بنو مجيد بالقرب من باب المندب وأن لهم رحلات وتجارة مع البلدان المجاورة. ولجزيرة فرسان جزر أخرى تابعة لها تشكل أرخبيلاً من الجزر المتناثرة تربو على تسعين جزيرة مأهولة بالسكان منها فرسان الكبرى وفرسان الصغرى والسجيد وختب وجزيرة قماح ويوجد في فرسان آثار تاريخية كقلعة لقمان ومباني غرين ومسجد الشيخ إبراهيم النجدي ومنزل أحمد منور الرفاعي وتتوفر في جزيرة فرسان كافة الخدمات الحيوية وقد بلغ حرص حكومتنا الرشيدة ذروته في خدمة أهالي الجزيرة بأن أمنت عبارات بحرية للذهاب إلى فرسان والعودة منها انطلاقاً من ميناء جازان لنقل المواطنين والزائر والوافد بمفرده وبمتاعه وبسيارته مجاناً دون مقابل كما أن هناك زوارق خاصة تقطع المسافة في زمن قصير وبمقابل أجر مادي معقول. ويوجد في فرسان أكبر محمية للغزلان وبها نادٍ رياضي يطلق عليه نادي الصواري «سوف نذكر الكثير عن جزيرة فرسان في الحلقة الخامسة».
محافظة الداير
بلدة الداير حاضرة قبيلة بني مالك تقع على ضفاف أودية ثلاثة هي وادي هراي ووادي جوار ووادي عرفي. يقام فيها سوق أسبوعي يعقد كل أربعاء تجتمع فيه أعداد كبيرة من متسوقي قبيلة بني مالك وراغبي التسوق من مختلف مدن وقرى المنطقة وخارجها. وقبيلة بني ما لك تنتسب لمالك بن زيد بن أسامة بن زيد بن أرطأة بن شراحيل بن مالك بن حجر بن الربيعة بن سعد بن خولان، وبني مالك إحدى قبائل خولان قضاعية حميرية قحطانية وتسكن هذه القبيلة مرتفعات جبلية تقع شرق جبال فيفاء ويقدر عدد سكانها بنحو ثمانين ألف نسمة وتنقسم إلى سبع قبائل فرعية وهي «آل خالد آل سعيد آل علي آل سلمه أهل حبس أهل عزة بني رام» ولكل قبيلة من هؤلاء شيخ شمل ومن أبرز الأماكن المأهولة بالسكان: الداير وخاشر وجبل طلان والعزة ووادي الجنة وحبس وقرن الحزام وذات الخلفين وحراز والذاري الأغبر وعثوان والرفيه ووادي جورا وأعالي ضمد وتعتبر أعلى قمة في جبال بني مالك هي قمة جبل طلان ومن القرى الأثرية المشهورة: قرية قيار عند آل خالد وقرية المسترب عند آل علي وقرية آل يحيى كالولجه والحدبة والجزعة وتبعد الداير عن مدينة جازان بحوالي 103 كيلو مترات شرقاً بطريق معبد تكثر فيه المنعطفات خاصة عند الدخول في منطقة الجبال وجبالها باردة في الشتاء دافئة في الصيف وتعتبر من أهم المواقع السياحية بالمنطقة.
محافظة أحد المسارحة:
قاعدتها بلدة الأحد التي تبعد عن مدينة جازان بأربعة وخمسين كيلاً إلى الجنوب الشرقي بطريق معبد تتوفر فيها كافة الخدمات الحكومية ويسكن فيها العديد من أعيان ومشائخ المنطقة وأبرزهم الشيخ عبده بن حسن الحكمي رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة جازان.
محافظة العيدابي
تقع في الشمال الشرقي لمدينة جازان وتبعد عنها 75 كيلاً بطريق معبد وحاضرتها العيدابي وبها مقر المحافظ وتتوفر فيها معظم الخدمات وتعتبر مرجع قبيلة بلغازي ويقام في أحد قراها عيبان سوق أسبوعي يعقد كل يوم خميس يجتمع فيه الناس ما بين بائع وشار.
محافظة العارضة
وتقع شرق مدينة جازان وتبعد عنها 63 كيلاً بطريق معبد والعارضة هي حاضرة المحافظة وقاعدة قبيلة سفيان تتوفر فيها جميع الخدمات الحكوميةويقام بها سوق أسبوعي يعقد في كل يوم خميس يعرض فيه كل ما يحتاجه المتسوقون.
محافظة القياس
وتبعد عن مدينة جازان بحوالي 110 كيلو شمالاً على طريق مكة المكرمة وحاضرتها الدرب ويسمى درب بني شعبة وكان يعرف بدرب ملوح وتتوفر فيها الخدمات الحكومية وتقام فيها سوق أسبوعية في كل يوم خميس من كل أسبوع يجتمع فيها الناس للبيع والشراء.
فرسان واللؤلؤ
الإنسان ابن بيئته كما يقولون، وبطبيعة الحال فإن البيئة تفرض عليه أن يتأقلم معها وتفرض عليه نوع الحياة التي يجب أن يعيشها. والبحر بجماله الأخاذ ومعطياته المتنوعة الوفيرة غالباً ما يجتذب سكان السواحل إلى امتطاء أمواجه وارتياد أعماقه للحصول على تلك المعطيات خاصة إذا كانت ذات قيمة مالية كبيرة كاللؤلؤ الذي توجد مناطق صيده بكثرة على سواحل هذه الجزيرة أو الجزر المجاورة لها. ومن هذا المنطلق فرض البحر على سكان جزر فرسان حياة خاصة من الناحية المعيشية والاقتصادية. فهي ليست ذات موارد مائية تساعد على الزراعة فيها، وإن الزراعة البسيطة الموجودة بها ليست إلا استثناء في حياة سكان هذه الجزر أو من الشواذ اللواتي تثبت القاعدة، فهي حياة زراعية لا تكاد تذكر إذا قورنت بغيرها خاصة وأنها تعتمد على الأمطار غير المنتظمة في الغالب. ومن ذلك كله اتجه هؤلاء الناس إلى البحر يجوبون أرجاءه ويغامرون بحياتهم في مداه الواسع، ويقضون الأسابيع بعيدين عن الأهل والوطن يصارعون أمواجه وأنواءه ويستمتعون بسويعات تجمعهم فيها لياليه المقمرة أحياناً، والضاحكة نجومها أحيانا أخرى فيرسلونها آهات وزفرات شجية خلفت لنا ثروة هائلة من الألحان والكلمات الرقيقة التي أبدعها الحرمان والفراق والمعاناة. لقد كانت السفن الفرسانية تسافر إلى الغوص في مواسم معينة من العام بحثا عن اللؤلؤ الذي توجد مصائده قريبة من شواطئ هذه الجزر أو بالقرب من الجزر المجاورة لها الواقعة على الساحل الجنوبي الغربي للبحر الأحمر مثل جزائر «دهلك» ثم تعود محملة بالمحصول الجيد الوفير الذي يتركز فيما بعد في أيدي قلة من تجاره المشهورين إذ يقومون بشرائه من الغواصين في الأسواق المحلية، وعندما تتجمع لديهم الكميات التجارية الكافية للتسويق والبيع في الخارج فإنهم يسافرون لبيعه في «عدن» عندما كانت سوقاً مفتوحة أو في إمارات الخليج العربي آنذاك «دول الخليج حالياً».
وللحقيقة والتاريخ فإن الحياة المليئة بالشاعرية والوجدان والكفاح والمعاناة والانصهار قد شوه ملامحها تجبر وجشع أصحاب رؤوس الأموال وملاك السفن الذين كانوا يسلطون سيوف جشعهم وطموحاتهم المادية على المشتغلين بالغوص الذين كانوا يقضون الشهور والأيام بعيدين عن أهلهم وذويهم بحثا عن الجوهر الثمين «اللؤلؤ» هؤلاء التجار أو من يسمونهم «بالنواخيذ» كانوا يعطون هؤلاء الغواصين من بضائعهم ما يقيمون به الود أو ما يخرجهم قليلا من دائرة الكفاف، فهم يعطونهم ما يدعونه «السلاك» وهو بعض المواد الغذائية الضرورية كالذرة والدقيق والسمن وزيت السمسم والسكر وقشر البن، وكذلك يعطونهم «الوسية» وبعض النقود لشراء بعض احتياجات الأسرة كالسمك والحطب وأشياء أخرى، جانبية، هذا السلاك وهذه الوسية يعطيها البحار لأسرته قبل سفره لينفقوها أثناء غيابه بحذر شديد، وهي في الوقت نفسه مقيدة «مسجلة» عليه بدفتر الناخوذة بأسعار قد تصل إلى ضعف ثمنها العادي بحكم أنها مال معطل عن التحرك التجاري، وهذا ما يجعل البحار دائما مدان للناخوذة بالإضافة إلى أنه عندما يأتي بمحصوله من اللؤلؤ إن رزقه الله فالناخوذة هو الذي يحدد أسعار الشراء وبالثمن الذي يناسبه، وبطبيعة الحال فإن هذه الأسعار تقل كثيرا عن الأسعار الحرة في السوق، وفي هذه الظروف يجد البحار نفسه مرغما على البيع بتلك الأسعار الجائرة، فإذا ما تمرد على ناخوذته أقام الدنيا عليه وأقعدها وطالبه إما بتسديد الديون التي قد أرهقه بها أو البيع منه مجبرا. وأحيانا يكون البحار عنيدا ويلجأ إلى ناخذوة آخر يقوم بشراء محصوله منه وبتسديد الديون التي عليه للناخوذة الأول، ولكن المسكين يكون كما قال الشاعر: كالمستجير من الرمضاء بالنار. ومن الأشياء القاسية أيضاً أن من حق الناخوذة الدائن بتسفير الغواص إلى الغوص مع من يريده الناخوذة وغالبا ما يقع الاختيار على سفينة اشتهر ربناها بالقسوة والشراسة. وإلى كل هذا تضاف صور خشنة جدا منها إصابات بعض البحارة بمرض الأسقربوط «نزيف الدم من اللثة» الناتج عن نقص فيتامين «ج» ومنها تقنين ماء الشرب أثناء فترة الغوص حيث لا يوجد منه سوى كميات في آنية فخارية يسمونها «مواعين» يتسع الواحد منها لعشر صفائح وربما اثنتي عشرة صفيحة. كذلك توجد قوارير زجاجية كبيرة تتسع الواحدة منها لخمس أو ست صفائح ويسمونها «دبجان» والبعض صور سوء الحال عندما يدخل فأر إلى إحدى هذه الآنية ويتعفن بداخله فالماء لا يكفي في هذه الحالة ولكن يتم تعقيمه بطريقة تدخين بدائية حيث يغمس فيه عود من الحطب نصف مشتعل يسمونه «كسكوس» ثم ينزع هذا العود ويغطى الإناء ليظل الدخان محبوساً فيه أطول وقت ممكن. وبالنسبة للطعام فكل بحري لديه كمية من الذرة زوده بها الناخوذة قبل سفره، ولديه أيضاً صبي يتراوح عمره بين العاشرة والخامسة عشرة يقوم بتعليمه العوم والغوص والصبي يقوم في مقابل ذلك ببرح الغواص من البحر بعد أن يملأ سلته بالمحار. ويقوم أيضاً بطحن ما يكفي لإطعامه من الذرة المحلية يوميا على قطعة حجر منحوت تسمى «مطحنة» وبعض الأسر الفقيرة التي لا يوجد لها عائل تأخذ مبلغا من المال مقابل أتعاب ابنها، والبحري يتمتع بالصلاحية الكاملة في تربية ذلك الابن حتى ولو أدى ذلك إلى الضرب والعض في الرجلين ليعود إلى أهله وقد أتقن العوم والغوص وليصبح في المستقبل بحارا يعتمد عليه وتعتمد أسرته عليه.
ويجدر بنا أن نشير إلى مكامن اللؤلؤ أو معادن اللؤلؤ كما تسمى في فرسان التي كانت منتشرة بالقرب من الجزيرة وأيضا إلى تلك المعادن التي كان الفرسانيون يتكبدون عناء السفر لها لاستخراج اللؤلؤ حيث انها لا تعد ولا تحصى ولكن مع كثرتها فإن الفرسانيين كانوا يضطرون إلى الذهاب إلى ما هو أبعد من الجزيرة فإلى جانب مكامن اللؤلؤ التالية: «جنابة» ويقع في خليج جنابة، «أبو شوارية» بالقرب من جزيرة سولين شمال غرب فرسان«السليل» ويقع بالقرب من جزيرة قماح في الجنوب، سلوبة فقد كانت هناك مكامن «معادن» أخرى بالقرب من دهلك واليمن وربا الواقعة بين اليمن وجزيرة فرسان وتستمر هذه الرحلات البحرية إلى عدة أشهر وذلك لاستخراج اللؤلؤ، وقد يضطر الناخوذة للتوقف في بعض الجزر للراحة، مثل جزيرة نورة بالقرب من دهلك التي كانت بمثابة مركز تجاري مصغر يرتاح فيها المسافرون من الصيادين والتجار حيث كانت مورداً للماء ولأخذ بعض الحاجات من سمن وسكر وغيره. وعن حصيلة اللؤلو التي تجمع في عملية جمع اللؤلؤ أو «القماش» كما يسميه الفرسانيون فقد كانت تباع إما في فرسان أو في عدن واللحية إحدى مدن اليمن التي كانت مركزاً تجارياً للؤلؤ آنذاك الذي كان يصدر فيما بعد إلى الهند.
فرسان والعنبرٌ
سواحل جزر فرسان التي تميزت بغناها بمصائد اللؤلؤ ومصائد الأسماك وتنوعت فيها الحياة المرجانية والأحياء المائية من رخويات وقواقع. إلى جانب ذلك كله فهي تعد مناطق غنية بمادة «العنبر الخام» الذي يشكل وجوده على سواحلها مصدرا من مصادر الرزق بالنسبة لبعض سكانها الذين يمارسون هواية البحث عنه في موسم الشتاء. ففي هذا الفصل من كل عام تهب الرياح العكسية الجنوبية الغربية الشديدة التي تهيج معها الأمواج هذه الرياح يسمونها محليا «الأزيب»، ففي هذا الموسم يخرج بعض الفرسانيين فيما يشبه النزهة على السواحل الجنوبية والغربية لهذه الجزر للبحث عما يسمونه «الصوابي» وهي الأشياء التي تطفو على سطح البحر كالأخشاب وبعض الآنية أو الزجاجات الفارغة التي يرميها بحارة البواخر العابرة للبحر الأحمر، وفي بعض الأحيان تكون هذه الصوابي «متفجرات» تأتي طافية على شكل معلبات أعطى تكرار وجودها للفرسانيين خبرة بعدم الانخداع بها وفتحها بل يقومون بدفنها في أماكن بعيدة عن حركة الآخرين خوفا على غيرهم من انفجارها. غير أن هذا ليس هو المهم، ولكن المهم هو أن البحث عن هذه الأشياء يكون استثنائيا، والهدف الأساسي من وراء المشي لمسافات طويلة على الساحل هو البحث عن العنبر الذي يكون وجوده صدفة وحظ. والبحث عن العنبر لا يتم أثناء اشتداد الرياح ولكن بعد سكونها حيث يكون البحر هادئاً، ويوجد على شكل كتل طافية على الساحل أومنبوذة في العراء بعد انحسار البحر عنها وهي متفاوتة الأحجام بين صغير وكبير، وبعضها على شكل حبات «الكمثرى». ومن لا يعرفه لا يفرق بينه وبين كتل «الزفت» الذي يوجد أيضاً بكثرة على الساحل. وخبراء العنبر الفرسانيون يقسمونه إلى نوعين:
1- النوع «الدخني» نسبة إلى لونه الذي يشبه لون الدخن، وهذا النوع هو النوع الجيد وثمنه في العادة مرتفع، ومحظوظ من يجد منه كمية كبيرة لأنها ستعود عليه بمردود نقدي حسن إذا كان ممن يعرفون نوعيته وقيمته.
2- النوع الأسود وهذا أقل جودة وأقل ثمناً.
والفرسانيون يفسرون هذا التفاوت في النوعية بأن العنبر عبارة عن شجر ينبت في قاع البحر يسقط منه ثمره «الكمثرى» الذي يعتبر غذاء رئيسياً للحوت «حوت العنبر» الضخم، فإذا كان هذا الثمر قد وصل إلى الشاطئ بشكله الخام فهو نوع جيد، يدل على ذلك لونه الأشهب وشكله الكمثري. أما إذا كان هذا العنبر قد ابتلعه الحوت وقذفه من جوفه مره أخرى فإن هذا يعني أنه عنبر من الدرجة الثانية لأن شيئاً من فائدته ورائحته قد استهلك ويسمونه «العنبر المبلوع». ما أجمل فرسان وتميزها في وجود مواسم خاصة بها زادتها جمالاً لفرسان مواسم معروفة عند أهلها منذ القدم.
موسم الحريد
موسم الحريد «سمك الببغاء» ويعد من الظواهر الفريدة من نوعها وتتكرر سنوياً في جزيرة فرسان في منطقة تسمى بنفس المسمى المتداول للسمك ألا وهي منطقة «الحريد» وبالتحديد في «ساحل حصيص» وذلك خلال شهري أبريل ومايو ويأتي هذا السمك دائما على شكل مجموعات يسميها الفرسانيون «بالسواد» وجمعها «أسودة» أما المجموعة الصغيرة فيطلقون عليها اسم «القطعة». وقديما كان الناس يتوجهون إلى منطقة الحريد في موسمه طبعا على ظهور الحمير والجمال وذلك بعد صلاة الفجر مباشرة إلى أن يصلوا هناك مع طلوع الشمس ويبدأون بالتجمع على طول الجبال القريبة من الساحل بغية مراقبة سطح الماء ويمكن معرفة وجود سمك الحريد من وجود بعض الاضطرابات الخفيفة التي تظهر على سطح الماء وما أن يلحظ الناس تلك الاضطرابات التي بصدرها الحريد حتى يتوجه بعض صيادي الأسماك ممن قد اختيروا من قبل كبار البلد الموجودين هناك ويقومون بإحاطة الأدوال «الشباك» حول السواد مع العلم أنهم لا يخرجون ما اصطادوا من حريد من الماء حتى لا يموت ومن الممكن رؤية سمك الحريد أثناء وجوده في وسط حلقة الشباك وهو يدور دون الاصطدام بالشباك ا لموجودة حوله ويكررون الطريقة نفسها لاصطياد أسودة «مجموعات» أخرى من الحريد ومن ثم يقومون بسحب تلك المجموعات لإدخالها داخل حلقة واحدة وبعدها ينادون على الشباب والأطفال لجمع شجيرات «الكِسْب» الموجودة على طول الساحل ويقال إن جزيرة فرسان تنفرد بهذا النوع من الشجيرات الساحلية وبعد جمع كمية لا بأس بها يبدأون بإحاطة السواد «مجموعة سمك الحريد» بالأشجار وإزالة الأدوال «الشباك» من حول سواد الحريد بحيث تكون الشجيرات هي التي تحيط بالحريد في عمق لا يتجاوز النصف متر أحياناً وعندما يكون كل شيء جاهزاً تماما يصيح كبير الصيادين بأعلى صوته.. «الضويني» فما يلبث الناس الموجودون على الجبال وعلى الساحل بالركض كل يحمل كيسه المطوق ليجمع ما يستطيع من الحريد وسط جو مليء بالفرح والسرور.
موسم الجراجيح
يبدأ موسم الجراجيح أو موسم «الطيور المهاجرة» خلال شهري أبريل ومايو من كل عام، وتأتي هذه الجراجيح في أسراب كبيرة جداً من دول أوروبا الشرقية وأوروبا الغربية لتتوقف للراحة على جزر فرسان ويهب الكثير من سكان فرسان وخصوصا سكان جزيرة قماح لصيدها لغرض أكلها وذلك لطعمها اللذيذ والمميز وهذا حسب عادة متوارثة منذ زمن قديم ولا يعرف متى بدأت هذه العادة بالضبط، ويتوجه من يريد صيد هذه الطيور إلى جزر بعيدة مستوية قليلة الأشجار والمرتفعات ويبدأون بوضع الشباك على الشجيرات الموجودة على الجزيرة أو وضع ما يسمى بالصمص على الأماكن المرتفعة لخبرة الأهالي ومعرفتهم بأن أغلب هذه الطيور تفضل الأماكن المرتفعة والصمص هو عبارة عن عصوين مرتبطتين بحلقة معدنية في الأسفل وخيط مربوط بالطرف العلوي لإحدى هاتين العصوين ويمر خلال فتحة صغيرة في العصا الأخرى وبعد أن تضم العصوان إلى بعضهما تثبت عصا صغيرة في الفتحة التي يمر الخيط من خلالها ويوضع هذا الخيط الذي هو على شكل حلقة على العصا الصغيرة وما أن يقف الطائر عليها حتى تسقط العصا ويشد الخيط ليمسك بالطائر وقديما عند حلول موسم الجراجيح كان الناس يرقصون احتفالاً ببدايته وينشدون في فيها أشعارا رقيقة.. وتبدأ هذه الأفراح والرقصات بمجرد صيد أول طائر من النوع الذي يسمونه «بالأكحل» أو «اليعقوبي» إذ يحمل أحدهم الطائر على إشارة بارزة «عصا طويلة مثلاً» ويدور به في الشوارع وبين المنازل، وعندئذ يتجمع الناس حوله ينقرون دفوفهم وطبولهم يغنون ويرقصون معلنين بداية الموسم الراقص ومن أغانيهم البسيطة الشعبية:
أكحل قال يعقوبي شلوا بي وحطوبي
في السطح تهنو بي ما أسوى بروحي
أكحل جيت لك عاني قد تركت خلاني
وأنت ما تهنيني ما أسوي بروحي
موسم البيض
يأتي هذا الموسم بعد موسم الجراجيح «الطيور المهاجرة» مباشرة، تتجمع فيه الطيور البحرية لتشكل مستعمرات كبيرة لأجل وضع البيض في جزر فرسان وفي بقع مختلفة منها والمسميات المحلية لأنواع هذه الطيور كثيرة جداً، نظرا للعدد الهائل من الطيور البحرية المتنوعة وهي «الدقيق، الدخيس، العجام، الحنكران، الحليل،...» في هذا الموسم يتوجه عدد من أهالي الجزيرة إلى الجزر البعيدة لجمع بيض بعض هذه الطيور وتعتبر هذه عادة أهالي الجزيرة التي توارثوها عن أجدادهم وما زالت مستمرة إلى الآن ولكن ممارسة هذه العادة باتت في تناقص مستمر. ولم يبق عن فرسان ما نذكره سوى أن نناشد المسؤولين بضرورة النظر في مستقبل هذه الجزيرة الحالمة التي ينتظرها مستقبل سياحي مشرق بشرط أن تتوافر بها الخدمات الحيوية كافة.. فهل يتحقق حلم هذه الجزيرة؟؟
كما أن على رجال الأعمال دوراً كبيراً في استثمار تلك الطبيعة الجميلة بالمنتجعات السياحية التي ستجعل فرسان من أجمل جزر العالم.
الكثير من رجال الأعمال يرغبون في إقامة مشاريع استثمارية بالمنطقة
استثمارات سياحية كبيرة تبحث عن رجال الأعمال في جازان - منافع صحية للعيون الحارة يمكن أن تكون عامل جذب سياحي
صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نا صر
امير منطقة جازان
في حلقة اليوم نتطرق الى اهمية ما تتمتع به جازان من مواقع طبيعية تشكل ارضية خصبة لأن تكون منتجعاً سياحياً يعتمد على الطبيعة التي ينشدها الكثير من الناس.
الطبيعة هنا تراهن على نجاح مثل هذه المشاريع التي بالتأكيد ليست بعيدة عن أذهان رجال الأعمال.
جزر عنوانها الجمال والهدوء
كلمة تفاؤل
لعل البداية تكون اكثر تفاؤلا عندما تكون بكلمات قلب جازان النابض اميرها المحبوب صاحب السمو الملكي الامير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز الذي قال: (الشكر لله تعالى ثم لولاة الامر حيث شرفت ان اكون اميراً لهذه المنطقة الغالية من بلادنا الحبيبة واتمنى من الله العلي القدير ان يوفقنا جميعا في ان تصبح جازان بحق الواجهة الفاتنة بجمالها وتخطيطها ومرافقها الحديثة في الجزء الجنوبي الغربي من وطنا الحبيب وهو امر يحتاج الى الكثير من الجهد والتخطيط ونحمد الله ان هناك بوادر مشجعة لتحقيق مثل هذه الآمال ومنها رغبة الكثير من رجالات الاعمال والقطاع الخاص في إقامة مشاريع استثمارية في مختلف انحاء المنطقة التي تمتلك بحق مقومات فريدة في إنجاح اي خطط للتنمية السياحية والاقتصادية إضافة الى مؤشرات المشاريع الحكومية المتعددة التي اعتمدت في العام المالي الحالي وما هو متوقع بحول الله في العام المالي المقبل وكل ذلك يجعلنا نستبشر مستقبلا مشرقا لمنطقة جازان في شتى المجالات. كما لا يفوتني بأن اتقدم بجزيل الشكر والتقدير لجريدة الجزيرة على اهتمامها ودعمها للمنطقة».
السياحة في جازان مستقبل مشرق
تعتبر السياحة في منطقة جازان من الاستثمارات الواعدة التي تنتظر المستثمرين من رجال الاعمال في تنميتها.. فمنطقة جازان تمتلك العناصر السياحية لاقامة سياحة داخلية متطورة بما حباها الله تعالى من مساحات شاسعة ومناخ دافىء وطبيعة بكر.. إن هذه المنطقة تستمد جمالها وروعتها من جبالها الشامخة المكسوة بالخضرة، وسهولها الفسيحة وشواطئها وآثارها التاريخية.. إذن فمنطقة جازان في مجمل طبيعتها الجغرافية تعد منطقة ذات جذب سياحي فهي تجمع بين الشواطىء الجميلة والجزر الرائعة والمساحات الخضراء والجبال الشامخة والسهول الفسيحة والجو الدافىء في فصل الشتاء مما يبعث في النفس البهجة والسعادة.. وفضلا عن ذلك يوجد بهذه المنطقة الكثير من الينابيع التي تعتبر مشافي لكثير من الامراض الجلدية والروماتيزمية والعيون الحارة التي توجد في عدة مواقع اهمها في جبال بني مالك التي اصبحت فيها هذه العيون كمنتجع سياحي.. ومن هذا المنطلق يحق لنا القول أن المستقبل السياحي لهذه المنطقة مشرق بمشيئة الله تعالى في ظل توافر هذه المعطيات السياحية التي تدعو رجال الاعمال الى القناعة التامة بجدوى الاستثمار السياحي بهذه المنطقة خاصة في ظل وجود الامير الطموح صاحب السمو الملكي الامير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز الذي جعل من جازان لوحة طبيعية جميلة مستغلا قدرة خالق الابداع والجمال في جازان الطبيعة، فهنيئا لها بالامير المحبوب الذي ترى في عينه مستقبل جازان المشرق وفي كلماته الصدق والإخلاص لخدمة هذه المنطقة، وأدهشتني سعة صدره وسماعه لآهات وأحزان الأهالي مرحبا باقتراحاتهم والأكثر عجبا بأنه لم تعجزه قسوة الجبال ووعورة طرقها ولم تقف الأمواج في وجهه ما أجمل أن تجد إنساناً يحمل صفات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز والأكثر جمالا أن نقف بجانبه ونجاهد سويا لتحقيق هدف سموه السامي نهضة جازان ومستقبلها المشرق لم يبق على مهرجانات جازان السياحية الا الوقت القليل في ظل دعم حكومتنا الرشيدة اللامحدود واستثمار رجال الاعمال في أرض جازان الخير وحبهم لجازان هو وقدوها صوب الحلم الجميل للؤلؤة الجنوب عروس الفل والكادي.
فيفا
جبل ممتد تكسوه الخضرة.. وتتربع على قممه السحب ويحتضنه الضباب بشوق عارم.
تقع جبال فيفاء في أقصى الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية وتتبع منطقة جازان التي تبعد عنها حوالي 110 كم وترتفع عن سطح البحر حوالي (7) آلاف قدم وهي عبارة عن سلسلة جبال متصلة بعضها ببعض ويطلق عليها جبال فيفا. وتمتاز جبال فيفا باعتدال مناخها طول العام وخضرتها الدائمة التي أبهرت الزائرين بالإضافة الى مدرجاتها الدائرية الشكل والتي تكسوها الأشجار والنباتات من كل جانب وكذلك منازلها القديمة الأسطوانية الشكل والتي شيدت مع المدرجات من الأحجار الصلبة. تعتبر جبال فيفاء جميعها مناطق سياحية حباها الله طبيعة بكر خلابة، وقد أدت كثرة الامطار في فيفا على مدار العام إلى تحول المدرجات الزراعية والغابات الى رقعة خضراء تزينها السحب التي تمر بين منازلها ومدرجاتها الخضراء كل يوم. جبل ممتد تكسوه الخضرة.. وتتربع على قممه السحب ويحتضنه الضباب بشوق عارم، يقع هذا الجبل بين خطي طول 17 وخط طول 43، ذلك الجبل الاشم الذي يقدر ارتفاعه ب 7000 آلاف قدم وقد قال عنه العقيلي لبنان منطقة جازان فيفا قديمة قدم الزمن، ولكن لانعزال جبلها وصعوبة المواصلات إليها لم يعتن بها احد من الرحالة والمؤرخين الأقدمين، فعاش الجبل باهله في توحد ووحشة وجهل وعزلة، فلم تخضع لدولة ولم يغزها جيش، يقول مؤرخ المنطقة الشيخ محمد بن أحمد العقيلي في كتابه (المعجم الجغرافي لمنطقة جازان) يشهد غير واحد من الأشقاء العرب الذين ارتادوا المملكة، أن جبل فيفاء من اهم المواقع السياحية، وأجمل الجبال بمناظرها الخلاقة، وصفاء جوها، وحسن طقسها، جو ساحر وافق غائم، من أحسن المصائف في البلاد العربية وان مناظره الطبيعية أشبه ما تكون ببعض مناطق (الأرز) في لبنان. وفيفا تحتوي على العديد من المواقع الجميلة والساحرة ومنها:
موقع العبسية
وهي أعلى قمة في جبال فيفاء وتطل على معظم أنحاء جبال فيفاء ومن جميع الجهات ويطل على مناظر خلابة ومدرجات زاهية الخضرة وتعطره أنسام محملة برائح الزهور المنتشرة في جنبات الجبل الشاهق ويمكن الوصول الى هذا الموقع من خلال طريق العبسية المتفرع من الطريق العام مرورا بمستشفى فيفاء العام في مروح حيث يعود ليلتقي بالطريق العام مرة أخرى في موقع النفيعة وطريق العبسية طريق مسفلت يمكن ان تسلكه أي سيارة وتوجد بالموقع جلسات من تنفيذ بلدية فيفاء.
موقع السماع
وهو موقع جميل منه تستطيع ان تطل على بقعة العذر ذات المناظر الجميلة والخلابة وتطل من هذا الموقع على النفيعة ووادي الحجوري والدفرة، وتشاهد من هناك الجبال المجاورة ومناطق السهول ويمكن رؤية مدينة جيزان ومدينة صبيا ومدينة أبو عريش وسد وادي جيزان والعارضة وغيرها من المواقع.
ويمكن الوصول الى هذا الموقع من خلال طريق السماع المعبد والمتفرع من طريق العبسية.
موقع الوشر
وهي بقعة منبسطة ذات مزارع جميلة وخلابة وهي تقع في مواطن قبيلة آل مشنية في موقع متوسط الارتفاع من جبال فيفاء. ويمكن الوصول إلى هذا الموقع من خلال طريق الوشر المتفرع من الطريق العام رقم 12 في غرب جبال فيفاء.
موقع الخطم
وهو موقع يوجد في بقعة حيدان يطل على غرب مواطن قبيلة آل عبدل وغرب مواطن قبيلة آل امداثر ومن هذا الموقع يمكن مشاهدة جبال بلغازي ويمكن مشاهدة المدرجات والمزارع ويمكن رؤية جذيمة وهي عبارة عن صخرة شاهقة الارتفاع والخطم أيضا يوجد به قصر للأفراح وهو مفتوح لجميع زوار جبال فيفاء من الخارج. ويمكن الوصول إلى هذا الموقع من خلال طريق بقعة حيدان المتفرع من الطريق العام بجوار استراحة فيفاء للشقق المفروشة.
جزيرة فرسان
يلفها السحر وتكسوها الروعة كلما خطوت على ارضها فهي الجمال دون مبالغة.. تزداد شوقا لها كلما ابتعدت عنها ويزداد شوقك كلما اقتربت طبيعتها ارضها، مياه بحرها وهدوءها بين طيات ذلك البحر المكتسي بالحمرة يبعث في نفسك الهدوء والسكينة، هذه هي جزيرة فرسان إحدى جزر المملكة العربية السعودية والواقعة في الجهة الجنوبية الغربية منها فرسان هي معنى السياحة الحقيقية لعشاق البحر وهواة الصيد ولقد سبق في الحلقات الماضية وصف كنوز جزيرة فرسان السياحية.
جبال بني مالك
ما أجمل الطبيعة في بني مالك السحاب تقبل قمم الجبال وتعانق الخضرة الأمطار تداعب الأهالي بين فترة وأخرى الجو معتدل الطيور تغرد بصوت جميل كأنها تصف طبيعة جبال بني مالك الساحرة ما أعظم الخالق وقدرته خالق الجمال وكاسي الجبال الشاهقة خضرة الهواء نقي الهدوء من كل جانب لا تسمع إلا صوت الشلالات المنحدرة من قمة الجبل إلى السهول الفاتنة فمن يعشق الطبيعة والجمال فأنصحه بزيارة لهذا الجبل الفاتن.. ومن اهم المعالم السياحية في جبال بني مالك:
جبل طلان
طلان: وهي أعلى قمة في جبال بني مالك.. تحيط بها غابات واسعة من أشجار المرعى، كما تكسو السحب هذه المنطقة معظم فصول السنة ويوجد بها عدد كبير من القلاع والحصون الأثرية تلك المعانقة للسحاب التي تتربع في شرقي المنطقة وتحتضن في شموخ عباب السماء وتغتسل بقطرات المزن وتتشح باخضرار النبات، وتعبق بأريج السكب والأزهار البرية، وتزدان بكرم اهلها ونخوتهم وجمالها الطبيعي الأخاذ، منطقة تتميز بارتفاعها عن سطح البحر مما اكسبها جوا لطيفا منعشا طوال أشهر السنة، ومكنها من اجتذاب الكثير من أهالي المنطقة وزائريها، كما ان الخدمات بكافة أنواعها متوفرة والطريق إليها ميسر، ومتعة التجوال فيها لاتضاهيها متعة.
ساحل بيش
ذلك الأزرق الممتد الهادر، المكتنز في أعماقه الخير والمتشح بالجمال، والآسر لألباب المغرمين بالجمال وسويعات المغيب المخضبة لأفق البحر باحمرار الشفق، شاطىء بيش تلك المدينة النائمة بجواره، المستقطب لآلاف الهاربين من برد الشتاء القارس في أعالي الجبال، المزدان بكثبانه الرملية الناعمة، والتي تزدان سماؤها بنجوم الليل، وتناجي الأحلام بدر لياليها المكتمل.
شاطىء جازان
شاطىء أزرق ممتد يحتضن في مده وجزره تلالاً رملية ناعمة صفراء تزداد جمالا في الليالي القمراء، يعد متنزها لأهالي المنطقة ومتنفسا جميلا، كما ان كافة الخدمات متوفرة فيه، فهناك المراكز الترفيهية والمقاهي ودور الألعاب ومقاهي الانترنت، وكافة فرص الترفيه.
سوق الخوبة
سوق أسبوعي يقام يوم الخميس من كل اسبوع المميز فيه انه يجتذب الكثير من هواة الغرائب لما يحويه من مختلف انواع السلع والبضائع التي تستهوي الكثيرين من المنطقة وخارجها. كما انها مدينة جميلة جبلية التضاريس بمناخ بارد جميل ولطيف ومناظر خلابة تأسر الألباب، وتمتاز الخوبة بخصوبة ارضها ونقاء هوائها، واخضرار أراضيها وكثرة امطارها، وأكثر ما يميزها هو سوقها الشعبي.
قرية المرجان الساحلية
ساحل ذهبي يمتد على طول ساحل بحر جازان الجنوبي يمتاز بهدوئه، وبنقاء رماله، وجمال لياليه القامرة. كما يتمتع بخدمات ومراكز ترفيه لم تلغ بكارة رماله، محاذ لمدينة الملك فيصل الرياضية بمنطقة جازان، يجتذب ليلا أهالي المنطقة حتى أنه يضيق بمن فيه.
ساحل الطرفة
ساحل يقع غرب مدينة صبيا بالقرب من قرية القوز يحتضن التاريخ بين رماله. فهناك مدينة عثر التاريخية، وما يميز هذا الساحل انه من المحميات الطبيعية في جازان، مما جعله ساحلا بكرا يضم بين امواجه العديد من الحيوانات البحرية، النادرة، ويمتاز بهدوء ليله، وصفاء رماله، غير ان ما يشوه هو وعورة الطريق المؤدية إليه، لكن لجماله ربما ضحي بكل شيء في سبيل الاستمتاع بهذا الشاطىء البكر.
العيون الحارة
تتميز المنطقة كتميزها دائما بالمياه المعدنية.. وتوافرها بشكل كبير.. تنوع موزع على نواحي المنطقة.. ولكن ينقص هذه العيون الشيء الكثير من الاستثمار الأمثل والإعداد الجيد لاستقبال المترددين عليها من داخل وخارج المنطقة.. ومما زاد جمالها أنها تتواجد في مناطق اكثر جمالا وإغراء للمستثمرين.
أما فوائد هذه العيون الصحية فقد أثبتها الطب والتجربة لما لها من منافع جيدة وعلاج لكثير من الأمراض. توجد في المنطقة عدد من الينابيع المعدنية منها الحارة ومنها الفاتر، والمياه المعدنية كما يعرفها العلم هي التي تحتوي على مواد معدنية في شكل أملاح ومواد كيميائية مذابة، وقد تكون درجة حرارة تلك المياه مرتفعة نتيجة لخروجها من أغوار بعيدة من طبقات الأرض أو لقربها من البراكين وقد تكون حرارتها اعتيادية، والمنطقة تكتنز في داخلها العديد من هذه الينابيع التي تشكل منتزها وملاذا طبيا لبعض مرتاديها. هذا القليل من سياحة وجمال جازان بقي الكثير لم يسعفني حبر البحر وورق الأرض من وصفها ولكن زيارة واحدة فقط لجازان سوف تجعلكم عشاقاً للجمال والطبيعة والأدب والثقافة.. بصراحة جازان قلب ينبض بالحب والوفاء وأنتم حبها وعشقها فمرحبا بكم في جازان الفاتنة. الرسالة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.