غيب الإهمال وانعدام المشاريع الخدمية آثار «جبل طلان» الضاربة في القدم عن المشهد السياحي في منطقة جازان، ما حرم السياح والزوار من الاستمتاع برؤية المباني الأثرية والنقوش التاريخية المنتشرة على سفوح الجبل، الأمر الذي يستدعي من الجهات المعنية تنظيم حملات تعريفية بالموقع، وما يضمه من مقومات طبيعية خلابة، والعمل على تهيئته وتجهيزه بما يتوافق مع التطلعات والخطط السياحية في المنطقة. يقول رائد علي، (من زوار المنطقة): «سمعت الكثير عن جبل طلان شرق جازان وشاهدت العديد من المناظر الجميلة للمنطقة، فقررت مع مجموعة من أصدقائي التوجه إلى الجبل لرؤية المباني الأثرية والنقوش التاريخية التي تزين جوانبه، ولكن فوجئنا أن الطريق الموصل إلى الجبل غير مسفلت ووعر ولا تستطيع عبوره إلا سيارات الدفع الرباعي، ويجب على بلدية العارضة العمل بشكل عاجل على تنفيذ مشروع لسفلتة الطريق الموصل إلى الجبل وتأهيل المنطقة المجاورة له، من خلال إنشاء جلسات مظللة وتوفير مواقف للسيارات ومواقع للخدمات العامة». وأضاف «استطعت الوصول إلى الجبل بعد معاناة طويلة مع الطريق الوعر، ولكن المناظر الطبيعية الرائعة التي استمتعت بمشاهدتها أنستني تلك المعاناة، مطالبا الهيئة العامة للسياحة والآثار بالعمل على تأهيل الجبل، لجذب السياح والزوار من داخل وخارج المنطقة، والعمل على تنفيذ المشاريع التنموية في الموقع لدعمه سياحيا، مع التعريف به من خلال الحملات الإعلانية التي تشجع على زيارة الجبل». ووصف عبدالله القحطاني: «جبل طلان» بالفريد من نوعه والغريب في شكله, مشيرا إلى أن الجبل مشهور بتاريخه العريق وآثاره العتيقة ونقوشه القديمة، لافتا إلى أن المباني الأثرية والنقوش التاريخية والطبيعة الخلابة تزين سفوح الجبل الشاهق. ودعا بلدية العارضة وهيئة السياحة والآثار للاهتمام ب«جبل طلان» الأثري، خاصة فيما يتعلق بتأهيله سياحيا، كون العديد من السياح تجذبهم وتستهويهم المباني الأثرية، ما يساهم في زيادة عوامل الجذب السياحي للمنطقة. وطالب موسى مخضري الهيئة العامة للسياحة والآثار وبلدية العارضة الاعتناء ب«جبل طلان» والترويج له وتنفيذ مشاريع لسفلتة الطرقات المؤدية إليه، لتسهيل الوصول إلى المنطقة كون طريقها وعرا جدا وغير معبد، مشيرا إلى أن الجبال المجاورة ل«طلان» تعتبر منطقة سياحية طبيعية بحد ذاتها، الأمر الذي يستوجب افتتاح مكتب للسياحة والآثار في العارضة لما تضمه من مواقع أثرية طبيعية، مثل «جبل طلان» و «بحيرة السد» و «جبال هروب» و «الأسود» و «سلا»، يجب الاعتناء بها وتعريف السياح عليها. من جانبه، أوضح مدير فرع هيئة السياحة والآثار في منطقة جازان رستم الكبيسي، أن فرع هيئة السياحة والآثار في المنطقة يصب جل اهتمامه على كورنيش جازان وجزيرة فرسان، علما بأن تأهيل المناطق الجبلية سيكون في المستقبل القريب، وهناك خطوات جادة للحفاظ على التراث العمراني والآثار الموجودة في مختلف أنحاء المنطقة.