تبددت آمال أهالي القطيف بعد انقضاء خمسة أعوام على موافقة الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- على إنشاء مركز الأمير سلطان الحضاري في القطيف خلال زيارته الأخيرة للمحافظة، وتبرعه حينئذ بعشرة ملايين ريال لتنفيذ المشروع، الذي لم يرَ النور حتى اللحظة. الأهالي، الذين استبشروا خيراً قبل عامين وحداهم الأمل بأن المشروع لن يذهب أدراج الرياح، عندما أعلنت بلدية محافظة القطيف أن الاختيار وقع على أرض بمساحة عشرة آلاف متر مربع في واجهة القطيف البحرية، وأن الاتفاق قد تم مع الجهات ذات العلاقة على تخصيصها لإنشاء المركز الذي سيضم أنشطة متنوعة، ويمثل نقلة نوعية للمنطقة، حيث عدّ الأهالي تلك التصريحات مؤشراً على قرب بدء العمل في إنشاء المركز، إلا أن شيئاً لم يستجد على الأرض. ويؤكد الباحث والمؤرخ علي الدرورة ل”الشرق” أن المشروع في حال إبصاره النور، من شأنه أن يمثل وجهة حضارية مرموقة، تتماشى مع العمق التاريخي للمنطقة، وسيساهم في إثراء المعرفة. وسألت “الشرق” عضو المجلس البلدي السابق في محافظة القطيف الدكتور رياض المصطفى، عن أسباب تعثر إنشاء المركز، بصفته أحد أفراد اللجنة التي شُكلت لمتابعة المشروع، فأوضح أن اللجنة التي تضم عضو مجلس الشورى محمد رضا نصرالله، محافظ القطيف عبدالله العثمان، ورئيس بلدية القطيف خالد الدوسري، اتفقت بعد عامين من قرار اعتماد المركز، على توصيف المشروع واقتراح موقعين له، الأول على واجهة القطيف البحرية، والثاني غربي المحافظة، مع توجيهها أن يكون موقع الواجهة البحرية هو الأولى، وأضاف أنه تم تقديم الاقتراح للإمارة وعرضت اللجنة المشروع بعد ذلك على البلدية كمشروع حضاري، مفيداً بأنه تم اعتماد المشروع قبل نحو عام ضمن مشروعات البلدية، “والآن دخل في مرحلة التصميم”. بدورها، سألت “الشرق” رئيس بلدية محافظة القطيف المهندس خالد الدوسري، عن المرحلة التي وصل إليها المشروع بعد نحو خمس سنوات من اعتماده، فأوضح أنه تم إعداد دراسة للمواصفات والشروط العمرانية المطلوبة للمركز، وإرسال دعوات لمكاتب استشارية لدخول منافسة لتنفيذها.