تعيش الموظفات خلال شهر رمضان ضغوطا كبيرة، بسبب تزايد التزاماتهن الأسرية، وضيق الوقت الموزع ما بين العبادة والعمل، إضافة إلى تلبية احتياجات المنزل وتحضير سفرة الإفطار للزوج والأولاد. وترى الممرضة منى عبد الهادي ضرورة تفهم الزوج لظروف عمل زوجته، والرضا بمائدة إفطار معقولة وبسيطة، وأن لا يرهقها بكثرة الطلبات، أو اشتراط الأطعمة الطازجة، فيتقبل الطعام الذي قد تعده ليلا وتعيد تسخينه، كما يمكنه مساعدتها في الطهي، فهو ليس عيبا أوانتقاصاً من رجولته، بل دليل تفاهم وتراحم بين الزوجين، من شأنه أن يسمو بالعلاقة الزوجية لتحقيق الحب والتفاهم. و توضح منيرة عبد العزيز موظفة قطاع خاص، بأنها تعتمد على طهي طعام أسرتها ليلا وتبريده، ليقتصر عملها فيما بعد على التسخين والتحمير، وقد يبدو هذا الحل مرضيا، و لكنه متعب، فلا وقت للعبادة و النوم أو الاستمتاع بليالي رمضان. و تعتمد سحر خليفة «موظفة» على الأكلات الجاهزة التي تملأ مراكز التموين، والأطعمة التي تعدها بعض السيدات المحترفات في منازلهن، ويبعنها لربات البيوت، مثل ورق العنب والكبة، مع التناوب على الإفطار في منزل والديهما، وتشير سحر إلى أن رمضان لا يعني مدّ سفرة طويلة مليئة بالأطعمة، ما قد يؤدي إلى اضطراب الوزن والجهاز الهضمي، وهي تسعى لتعويض زوجها وأبنائها بطهي ما يحبونه في أيام العطلة الأسبوعية. وتنصح سها موظفة بنك السيدات بالإسراع في استقدام خادمة، لأنها برأيها الحل، ولهذا حرصت على تعليم خادمتها كل أصناف الطعام، حتى لا يأتي موعد الإفطار إلا وقد امتلأت السفرة بها. و تختلف الموظفة عالية عبد الله مع أمل، حيث تحذر الموظفات من الاعتماد على الخادمات، مشيرة إلى أن وجود الخادمة باستمرار، مع غياب الزوجة عن البيت، يقلل من شأنها أمام زوجها، ويقلص صلاحياتها، و تعتبر عالية اللجوء إلى الخادمات أسوأ الحلول، وتنصح السيدات بالتفاهم والتعاون بين الزوجين، لأن أي حلول توضع لا تتحملها المرأة بمفردها، مما يعني تعرضها لمعاناة حقيقية، لأنها ستصاب بالقلق والتوتر الشديد، إضافة للإرهاق الناتج عن قلة النوم، وقد يصل الأمر إلى إصابتها بأمراض جسدية مختلفة.