باشر مؤخرا العديد من المنتديات الإلكترونية بتنظيم مسابقات لأفضل سفرة رمضانية، فأضحت السيدات يصورن تفاصيل أطباقهن ويبدعن في التنويع والتزيين والترتيب للفوز بلقب "أفضل سفرة". حيث لم يعد ثناء الأسرة على جودة الأطباق المقدمة في رمضان هو الدافع الوحيد خلف سعي النساء للإبداع والتنويع في تقديم أكبر وأجمل صنوف الطعام على السفرة الرمضانية. ومن المنتديات التي أعلنت عن هذه المسابقة منذ بداية شهر رمضان منتديات حلا الكون ومن عذابك وحركات بنات وأطباق عالم حواء ومنتديات سنا وغيرها الكثير وذلك عبر أقسام خاصة في الخيمة الرمضانية للطهي، فيما تفوز العضوة الفائزة بلقب "صاحبة أفضل سفرة رمضانية" بعضوية مجانية في المنتدى أو بأطقم عطور أو بنقاط ترفع من معدل التميز في العضوية في المنتدى حتى تصبح مشرفة لأحد الأقسام، فيما تتم آلية الاختيار من خلال تصويت العضوات لأفضل سفرة مشاركة ضمن القسم المعني بالمسابقة. تقول عبير الفاضل وهي عضوة بمنتدى ربيع الكون إنها لمحت انتشار هذا النوع من المسابقات الرمضانية عبر الكثير من المنتديات الإلكترونية وهو فرصة جميلة لتبدع النساء في تقديم أجمل ما يعرفن من أطباق وتزيين وترتيب، والهدف من مثل هذه المسابقات هو إثارة إبداع السيدات والفتيات في سفرة رمضان التي تشتهر في كثير من الدول بضرورة الإبداع والتنويع في صنوفها، لافتة إلى أنها شاركت العام الماضي بإحدى هذه المسابقات وفازت بعضوية مجانية في أحد المنتديات، بالإضافة إلى فوزها بالإشراف على قسم اجتماعي في منتدى آخر. وأضافت الفاضل أن شروط الاشتراك غالبا ما تتضمن أن تكون الصور واضحة وذات حجم معين يناسب صفحات المنتدى ، وأن يتم تصوير السفرة بالكامل ثم كل طبق على حدة ، ويتم الفوز بناء على أفضل أطباق من ناحية التنويع وترتيب السفرة وتزيين الأطباق ووضوح الصور، فيما يتم عرض السفر من اليوم الأول في رمضان حتى ال25 وبعدها يبدأ التصويت من قبل عضوات المنتديات على أفضل سفرة وصاحبة أكبر عدد من الأصوات تفوز بلقب "صاحبة أفضل سفرة رمضانية"، وتنال من الجوائز ما يقدمه لها المنتدى وذلك يختلف من منتدى لآخر. وبينت فدوى الحبيب وهي إحدى المشاركات بعدد من المسابقات الرمضانية أنها شاركت هذا العام بمسابقة أفضل سفرة رمضانية في 4 من المنتديات، مبينة أن هدفها من ذلك ليس نيل الجائزة وإنما إظهار الإبداع في الطهي حيث إنها تهواه. وعن الأطباق التي شاركت بها قالت فدوى "شاركت بسفرة اليوم الأول في رمضان وكانت محتوية على الطبقين المشتركين في كافة مناطق المملكة في سفرة الإفطار وهما السمبوسة والشوربة، وصنعت صينية معكرونة بالبشاميل ، وصينية بطاطس بيوريه ، وكرات التونة المقلية ، ودوائر البيتزا، واللقيمات والقطايف بالجبن وصينية التوست بالجبن والدجاج، وكعكة الشوكولاتة وعصير قمر الدين والتوت. وقالت فوزية عبد الحكيم وهي ربة منزل إن مثل هذه المسابقات جميلة فعلا لكن ليس كل سيدة تستطيع تصوير أطباق سفرتها حيث إن بعض الأزواج يمانعون من ذلك لأسباب مختلفة، لافتة إلى أن دافع بعض السيدات خلف الاشتراك بهذه المسابقات ليس الفوز وإنما المديح والثناء على ما تقدمه خاصة إن كانت تفتقر للمديح من زوجها وأسرتها. ومن جانبه بين الأخصائي الاجتماعي خلف الشمري أن سفر رمضان تعتبر كاللوحات الفنية التي أضحت النساء من ربات المنازل والفتيات يبدعن في رسم أطباقها لإثارة إعجاب الأزواج والأهل ولنيل أجر إفطار صائم، ولعل مثل هذه المسابقات باتت دافعا إضافيا للنساء ليبدعن أكثر، فهي إيجابية من ناحية إثارة روح التنافس بين السيدات لتقديم الأفضل وللترتيب بالصورة القصوى من الجمال والنظافة وللتزيين والإبداع بصورة غير معتادة، وهي دافع وحيد لمن لا ترى ثناء من زوجها أو أسرتها على أطباقها، فلا شك أن إقبال النساء على مثل هذه المسابقات يعود لعشقهن للتنافس فيما يعنيهن كنساء، ويعود كذلك لرغبات حقيقية في وجود ثناء ومديح على ما يقدمن، ويعود كذلك لرغبة البعض منهن في التعلم والإبداع من خلال البحث عن كل جديد في طريقة الطهي والتقديم والترتيب، وأنا أؤيد هذه المسابقات لإيجابيتها من هذه النواحي، فيما لا بد أن تحرص السيدات على ألا يخرجن من إطار التقديم والطهي بما يكفي الأسرة إلى الإسراف والتبذير وصنع أطباق غير مرغوب فيها فقط لغرض الفوز بالمسابقة، لأن الإسراف مذموم ونهى عنه الدين الإسلامي. ودعا الشمري الأزواج والرجال بشكل عام إلى الثناء على ما تقدمه النساء من أطباق على سفرة الإفطار، لأن في ذلك محوا لتعبهن، وإثارة رغبتهن في تقديم الأفضل ليحظين بإعجابهم، مبينا أن كلمات الثناء والمديح على أطباق المرأة كقول "سلمت يداك" أو "يعطيك العافية" أو "أبدعت اليوم" أو "أفخر بك" فيها إشباع لرغبتها في سماع هذا الثناء وبالتالي استغناؤها عن اللهاث خلف المسابقات أو ما يشبع لديها هذا الجانب.