تجد المرأة العاملة الكثير من الصعوبة في التوفيق بين عملها وعمل البيت الذي يستدعي منها جهدا مضاعفا لإعداد وجبة الإفطار وما يتبعها من أطباق وخلافه ويتبعها العشاء ثم السحور في متوالية مستمرة طوال شهر رمضان، وهو ما يستنزف جهدها، ولا ننسى حاجاتها لبعض الوقت لأداء العبادات من صلوات وقراءة القرآن. وتحاول بعض الأسر مساعدة الزوجات العاملات عن طريق توفير الخادمات أو شراء بعض الوجبات جاهزة من الأسواق.. لكن لنتعرف عن كثب من بعض الزوجات العاملات عن كيفية تدبرهن لأمرهن في رمضان وما يواجههن من مشقة في هذا الجانب. وتقول استشارية النساء والولادة الدكتورة ثريا يونس «زوجها طبيب» إن عملها يبدأ من العاشرة صباحا وحتى الثالثة بعد الظهر، ومن التاسعة والنصف حتى الواحدة صباحا والفترة ما بين الدوامين كافية لإعداد وجبة الإفطار التي تحرص على أن تكون بسيطة وكافية. أما وجبة السحور فهي خفيفة ولا تستغرق وقتا طويلا لإعدادها: «إذا كان زوجي موجودا فهو الذي يعدها وأنا في العمل لنتناول سحورنا ونذهب للنوم». أما يوم الجمعة فذكرت أنها تخصصه لقبول دعوات الإفطار أو تدعو فيه أقاربها وصديقاتها للإفطار الذي يشتمل على كافة الأصناف من الأطعمة والحلويات بمثابة تعويض لعائلتها. واعتبرت الدكتورة ثريا أن العمل في رمضان عبادة وخدمة للمرضى وأي مشقة فيه محتملة لأن أجرها عند الله كبير. وأضافت غادة البلال «مديرة جمعية خيرية» أن عملها يتطلب منها جهدا مضاعفا لخدمة الأسر المحتاجة ورعاية الأيتام على مدار العام وخاصة في رمضان؛ حيث يعملون على فترتين صباحية ومسائية لتوزيع الصدقات والزكاة والتبرعات والسلات الرمضانية ووجبات الإفطار. «نعمل جميعا كخلية نحل لا نشعر بالوقت كيف يمضي، هذا عدا البرامج الحافلة التي نعدها لسيدات المنطقة من ندوات ومحاضرات توعوية». أما ندى الحويطي «موظفة بالشؤون الصحية» فوصفت العمل في رمضان بالمتعة لكنها اعتبرت أن الدوام غير مناسب خاصة أن الوقت لا يسعف لإعداد الإفطار: «عملي يبدأ في رمضان الساعة التاسعة والنصف صباحا وينتهي في الثالثة والنصف عصرا ما جعلني وزوجي ضيوفا دائمين على أسرتينا، أما أيام العطل فيتبدل الحال، حيث نقوم بدور المضيف». وأشارت إلى أن الوقت لم يسعفها لشراء كل حاجات رمضان حتى يستطيعوا أن يعدوا وجبات كبيرة يدعون إليها الأهل والأصدقاء. وعبرت عن أملها أن ينتهي دوام الموظفات مبكرا قليلا ربما في الواحدة ظهرا حتى يستطعن أن يقمن بواجباتهن في بيوتهن. من جانب آخر أشارت الأستاذ المحاضر بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة تبوك الدكتورة مريم عيسى العيس إلى أن رمضان ليس للنوم واللهو وتناول ما لذ وطاب من الأطعمة والشراب فهو شهر أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. وشددت على أهمية اقتناص الفرصة للاستفادة من رمضان بالصلاة والذكر والقيام وقراءة القرآن: «كم من شخص أحيا رمضان بالسهر واللهو وبالغيبة والنميمة طوال ليله حتى يجهده السهر فيذهب إلى منزله متعبا فينام حتى بعد منتصف النهار مضيعا على نفسه صلوات الفجر والظهر والعصر في كثير من الأحيان، وحتى بعد الإفطار يبدو متكاسلا عن صلاة الجماعة».