جدة – بدر الحربي, عبدالله عون رحيمي: لن يتحقق الهدف إلا في وجود مدرب صارم القروني: المعسكرات الداخلية تشجع اللاعبين على عدم الالتزام فودة: الطائف وأبها مكانان مثاليان للإعداد الجارالله: طول فترة الإعداد تصيب اللاعبين بالملل اختلف عدد من المدربين والمحللين حول المكاسب الحقيقية التي تعود على الأندية من إقامة معسكرات خارجية استعدادا للموسم الجديد، وفي الوقت الذي شدّد فيه البعض على أهمية هذه المعسكرات في الإعداد كونها تتيح للفرق خوض تجارب قوية أمام أندية قوية، رأى آخرون أنها ترهق ميزانية الأندية دون فوائد تذكر، مستشهدين بالنتائج السلبية لبعض الأندية في المواسم الماضية رغم أنها استعدت خارجيا. واتفقوا في حديثهم ل»الشرق» على أهمية الإعداد المبكر والتخطيط السليم للموسم الرياضي، لكنهم اعتبروا أن التحضيرات لن تحقق أي نتائج إيجابية في حال لم يكن الانضباط والالتزام شعارا للمعسكرات سواء كانت خارجية أو داخلية، معتبرين أن المعسكرات ليست تجمعا للاعبين فقط بل خطط احترافية وعمل مكثف وصولا إلى الأهداف الحقيقية المتمثلة في الانسجام بين اللاعبين والإعداد الأمثل للفريق. كاريزما المدرب وأيد المحلل الرياضي مدني رحيمي فكرة إقامة المعسكرات الخارجية، مشدِّدا على ضرورة أن يتميز المدير الفني بقوة الشخصية، مؤكدا أن أي معسكر سواء داخلي أو خارجي لن ينجح ما لم يكن هناك مدرب قوي الشخصية ويجيد التعامل مع اللاعبين، مشيرا إلى أن المعسكرات الخارجية أفضل بكثير من الداخلية كونها تتوفر مجهزة بالكامل من ملاعب وصالات رياضية، كما أنها تتميز بالانضباط وهو لا يتوفر للأندية إذا أقامت معسكرات محلية في أبها أو الطائف على سبيل المثال، إذ إن كثيرا من اللاعبين يتعذرون بزيارة أقاربهم. واعترف رحيمي أن المعسكرات الخارجية مكلفة ماديا ولا تستطيع معظم الأندية تحمل نفقاتها في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها، غير أنه أكد على أهميتها في إعداد الفريق بشكل مثالي يؤهلها للظهور الجيد في المباريات الرسمية، معتبرا أن المادة والانضباط تحددان وبدرجة كبيرة نجاح المعسكرات من عدمها. أجواء خاصة وأيد المدرب الوطني خالد القروني ما ذهب إليه مدني رحيمي، مؤكدا أن المعسكرات الخارجية أفضل من الداخلية لأن أجواءها تكون معتدلة مقارنة بالأجواء الحارة في السعودية ما يتيح للفرق الفرصة في إقامة أكثر من مران في اليوم، إضافة إلى خوض عدد من اللقاءات الودية مع فرق قوية. ورأى أن المعسكرات الداخلية لن تعود بمكاسب حقيقية للفرق، ومعظم اللاعبين لا يتقيدون بالتعليمات ودائما ما يتغيبون عن التدريبات بحجج وأعذار واهية مثل حضور مناسبات عائلية وغيرها، مبينا أن الانضباط يكون كبيرا في المعسكرات الخارجية كما أنها تبعد اللاعبين عن ضغط الإعلام والجماهير، مشددا على ضرورة أن يكون المعسكر متكاملا من جميع النواحي ويتخلله عدد من التجارب الودية ليتسنى للمدرب الاطمئنان على سير تحضيراته والوقوف على مستوى جميع اللاعبين. معسكرات ترفيهية ولم يتفق الحكم الدولي السابق محمد فودة مع آراء رحيمي والقروني، موضحا أن أغلب المعسكرات الخارجية تخرج عن السيطرة الإدارية وتعود الأندية وكأنها لم تستعد أو تخوض أي مران، مستدلا بعديد من الأندية التي عسكرت الموسم الماضي في دول أوروبية، وظهرت بمستويات لم ترتق إلى طموحات جماهيرها. وأشار إلى أن المشكلة الحقيقية ليست في وجهة المعسكر أو مكانه، بل في الإهمال الإداري والفني أثناء سير المعسكر، لافتا إلى أن معظم المعسكرات التي تلجأ إليها الأندية داخليا أو خارجيا مجهزة بالكامل، لكن أغلب الإداريين وللأسف الشديد يعتقدون أن المعسكر يخص اللاعبين فقط وأحيانا يكون وقت الراحة والترفيه أكثر من التدريبات، مبينا أن إقامة معسكرات في أبها والطائف والباحة أفضل للأندية في حال اهتمت باستقطاب فرق خارجية لها وزنها للتباري معها وديا. خيار مثالي وإذا كان الفودة فضل المعسكرات المحلية على الخارجية، فإن لاعب المنتخب السعودي والنادي الأهلي السابق بندر الجار الله رأى عكس ذلك تماما، وبرر ذلك بأن المعسكرات الخارجية تبعد اللاعبين عن الضغط النفسي والعصبي وتسهم في إعدادهم بالشكل المطلوب، مستشهدا بتجربته إبان مشاركته مع المنتخب السعودي والنادي الأهلي في معسكرات سابقة. ووصف الدول الأوروبية بالخيار المثالي للأندية رغم تكلفتها العالية لما تتميز به من أجواء تساعد اللاعبين على تقديم أفضل ما عندهم، مضيفا أن معسكرات بداية الموسم لا تحقق الهدف منها ما لم تكن تتخللها معسكرات قصيرة في فترة التوقف، مطالبا إدارات الأندية الاهتمام بفترة المعسكر، لأنه كلما طالت المدة فإن اللاعبين يصابون بالملل ما يؤدي إلى نتائج عكسية. الشلهوب والعابد النصر يواصل تحضيراته بمعسكره الحالي في برشلونة