بدأت الأندية السعودية لكرة القدم استعداداتها للموسم الكروي الجديد بشكل مختلف عن الموسم الماضي حيث اقامت جميع فرق زين معسكرات خارجية تأهبا لمنافسات الموسم المقبل . الأندية السعودية تدفع في الوقت الراهن ثمنا باهظا للحالة الهستيرية التي انتابت الاندية من اجل الاستعداد القوي وتجهيز لاعبيها سواء للمنافسات المحلية او الآسيوية او حتى العربية والخليجية . في السنوات الماضية كانت تلك الفترة الجنونية تتسبب في أزمة مالية حقيقية للأندية .. لم يتنبه لها إلا من كان ينظر للمستقبل من كل الزوايا وليس من زاوية واحدة .. وكان التيار القوي المدافع عن نظرية استحقاق الاندية ومدى حاجتها لاقامة معسكرات خارجية هنا او هناك يغوص في دوامة معارك التحدي ربما كانت من أجل شخص أو اثنين .. ولا علاقة لتلك المعارك بالمنطق الرياضي والحالة الواقعية للأندية .. ولكن للأسف الشديد ذلك الصوت اندفع معه الكثير بقصد أو بدون قصد .. وداست عجلة التسرع آنذاك كل الأصوات التي كانت تنادي بوقف الحالة الهستيرية المبالغ فيها لاقامة معسكرات خارجية . يبدو أن الأندية منذ الموسم الماضي .. فاقت من غفوتها .. فلم تعد تطيق الاكتفاء بمعسكرات داخلية لا طائل منها سواء من ناحية تجهيز اللاعبين بدنياً او خوض مواجهات ودية متدرجة المستوى للاطمئنان على حالة اللاعبين قبل بدء غمار منافسات الموسم . المرحلة الجنونية لاقامة معسكرات خارجية مازالت تبعاتها سارية المفعول .. فلم لا فالفرق التي اكتفت باقامة معسكرات داخلية في الموسم الماضي خرجت من المولد بلا حمص في الموسم الماضي ولم تقترب حتى ولو على استحياء من منصات التتويج . ** لنا في فريقي الاتحاد والنصر اللذين فضلا اقامة معسكر في مدينة الطائف في الموسم الماضي والمشاركة في بطولة "المصيف" خير مثال لنكتشف ان البون شاسع بين المعسكرات الخارجية والداخلية ، فالاتحاد مثلا عاش اسوأ مواسمه منذ عقد من الزمن تقريباً ، ونال 9 هزائم في موسم واحد وهو ما لم يقبله الفريق في 4 مواسم مجتمعة . مصائب الاتحاد لم تتوقف عند هذا الحد بل وصلت الى ما هو ابعد من ذلك بكثير بعدما قضت الاصابات على القوة الضاربة للفريق ، ويرجع ذلك لسوء فترة الاعداد وضعف اللياقة البدنية للاعبين حتى ان كانيدا اضطر في نهاية الموسم الى اشراك بعض اللاعبين في غير مراكزهم لكثرة الاصابات التي لاحقت نجوم الفريق . ما ينطبق على الاتحاد ينسحب على فريق النصر حيث ان الفريق لم يستطع ان ينهي السنوات العجاف والسبب يعود ايضا لضعف فترة الاعداد وهو ما انتبهت له الادارة النصراوية بإيعاز من مدرب الفريق الكولومبي ماتورانا الذي اصر على اقامة معسكر خارجي للفريق لتأهيل لاعبيه بالشكل الامثل قبل بدء فعاليات الموسم . على النقيض تماما سنجد اندية مثل الشباب البطل ، والاهلي الوصيف والهلال الثالث والفتح والاتفاق وغيرها من الاندية التي قدمت موسماً مميزاً استفادت من اقامة معسكرات خارجية وظهر ذلك جلياً على مدار الموسم وليس لفترات محدودة . ما يجعل المعسكر الخارجي مطلبا ملحا بالنسبة للاندية ، هو ان جميع مدربي زين من المدربين الاجانب وليس بينهم مدرب وطني واحد وجميعهم يفضلون شد الرحال الى اوروبا او الى بعض الدول العربية حسب ميزانيات الاندية للاعداد للموسم الجديد. حتى الأندية الصغيرة او اندية الوسط دخلت في معمعة المعسكرات الخارجية فالامر لم يعد يقتصر على الاندية الكبيرة او اندية القمة كما يقولون فالجميع اصبح يملك من الطموح ما يؤهله للمنافسة برغم ما تعانيه تلك الأندية من أزمة مالية تجبرها على التقشف وشد الحزام والاكتفاء بالمعسكرات الداخلية. الملاحظ أن هذه الأزمة لم تستطع أن تقف في وجه موضة المعسكرات الخارجية .. فهناك موضة سارت عليها الأندية الكبيرة منذ ما يقارب الأربع سنوات وانتقلت العدوى للأندية صاحبة الدخل المحدود ونهجت نفس المسار .. أي أنها لبست ثوبا غير ثوبها .. وبالتأكيد ستعاني كثيرا في المرحلة القادمة ، الا انها لبت نداء المعسكرات الخارجية التي اصبحت ضرورة ملحة في عالم المحترفين ، وليس كما كان في السابق ترف لا طائل منه .