لفتت الهجرة الجماعية لأندية دوري زين السعودي للمحترفين هذا الموسم إلى الخارج بغرض إقامة معسكرات إعدادية للموسم الجديد النظر، فللمرة الأولى تقيم ال14 نادياً معسكراتها خارج الوطن، وتوزعت المعسكرات بين الدول العربية والأوروبية وأميركا الجنوبية.وطالب المدرب الوطني والمحلل الرياضي يوسف خميس رجال المال والأعمال بالاستثمار الرياضي في المنشآت الرياضية، خصوصاً تلك التي تقع في المصائف، وذلك من أجل توفير العوامل التي تساعد الأندية على إقامة معسكراتها الصيفية داخل السعودية، وقال: «أتطلع من رجال المال والأعمال والتجار كافة خصوصاً المتواجدين في مناطق المصائف مثل أبها والباحة والطائف وغيرها من المناطق التي تتميز بروعة واعتدال أجوائها من أن يكون لهم بصمة تاريخية في الدخول للاستثمار الرياضي من خلال إنشاء ملاعب مجمعة رياضية تكون مجهزة وفق أحدث التصاميم العالمية والخدمات الفندقية الكبيرة والمميزة، وتوفر الكثير من العوامل التي تجعل من أنديتنا المحلية في درجاتها كافة يتوجهون لإقامة معسكراتهم الإعدادية فيها عوضاً عن الهجرة الجماعية التي تابعناها هذا الموسم». وأضاف: «يشكل الاستثمار الرياضي أحد عوامل التطور الكبير الذي تشهده الرياضة، وهي كذلك أحد العوامل الاقتصادية الرابحة للمستثمر أياً كان، ومتى ما تكاملت هذه العوامل التي واقتنعت إدارات الأندية بجدوى إقامة المعسكرات داخلياً فلن يكون للمعسكرات الخارجية أي اعتبار لاسيما وأن الفرق التي غادرت إلى خارج الوطن تبحث عن الإمكانات فقط لنجاح معسكراتها الإعدادية المميزة» من جانبه، شدد وكيل التعاقدات ومنظمي المعسكرات الخارجية أحمد القرون على ضرورة رسم إدارات الأندية التي تقيم فرقها معسكرات في الخارج الأهداف المرجو تحقيقها في تلك المعسكرات، وأشار إلى أن معظم الفرق تلعب مباريات ودية ضعيفة في مردودها الفني. وبين القرون أن عملية التحضير لأي معسكر لا تتطلب جهداً كبيراً فأي وكالة سفر يمكن أن تقوم بها، لكن تبقى المشكلة القائمة في تحضير مباريات قوية، وكشف القرون أن مصاريف الفرق التي تقيم معسكراتها في الخارج لا تقل بأي حال من الأحوال عن مصاريف المعسكرات الداخلية مبيناً أن الأجواء الحارة أجبرت الفرق على الهجرة الجماعية لإقامة معسكرات خارج السعودية، وقال: «تنظيم أو إقامة معسكر للفرق في الخارج لا يتطلب جهداً جباراً أو خارقاً فبإمكان أي وكالة سفر وسياحة أن ينظم مثل هذه الأمور، ومن هنا فعلى إدارات الأندية أن تفرق بين الإعداد الفني والإعداد البدني». وزاد: «عندما نسعى لتحقيق إعداد فني فالأمر سيكون معدوماً على اعتبار أن معظم الفرق تلعب مباريات ضعيفة، بدليل النتائج الكبيرة التي تحققها من خلال الكم الوافر من الأهداف المسجلة في كل مباراة». وواصل: «يعاب على بعض الأندية السعودية التي تقيم معسكراتها في الخارج عدم وجود مباريات قوية، وبالتالي فان هدف توفير الإعداد البدني معدوم، لكن إذا كان الهدف هو الإعداد البدني واللياقي فان الأمر متوفر بسبب تناسب الأجواء وإمكان إقامة فترتين تدريبيتين في كل يوم، لأن الأجواء هناك تساعد عكس ما هي عليه في السعودية التي تصل درجة الحرارة فيها إلى ما فوق 40 درجة مئوية». وعن الفرق بين المعسكرات الخارجية والداخلية قال: «المعسكرات الداخلية هي الأفضل من الناحية المالية، على رغم أن الفارق ليس كبيراً، ولعل الأجواء تقف عائقاً، وكذلك محدودية المناطق التي تتلاءم أجواؤها وتتناسب لإقامة معسكرات فيها، ولا يمكن لها أن تحتضن الأندية كافة، وهذا ما دعا للهجرة إلى الخارج». وحول تكاليف المعسكرات ما بين الداخلية والخارجية قال: «ليست القضية هنا مالية فالفروق المالية ليست كبيرة، ولو توفر المكان فالأمر سيشمل اللقاءات التجريبية، فعلى سبيل المثال هناك 3 فرق سعودية تعسكر في المدينة نفسها في مصر ويعتمد نجاحها على توفر اللقاءات التجريبية التي ستجريها ومدى قوتها». من جهته، امتدح المدرب الوطني سلمان نمشان إقامة الفرق السعودية لمعسكرات إعدادية في الخارج استعداداً لمنافسات الموسم الجديد، مشيراً إلى أن تلك المعسكرات تحقق للفرق المحترفة مكاسب عدة، يأتي في مقدمها الوصول إلى معدل لياقي مرتفع إثر الجرعات اللياقية المكثفة التي يعتمد عليها الجهاز الفني في كل فريق، وقال: «الأجواء الباردة أو المعتدلة تسهم في ارتفاع المعدل اللياقي جراء التدريبات اللياقية التي تعتمد عليها الأجهزة الفنية في الفرق من خلال التدريبات الصباحية والمسائية، سيما وأن السعودية تشهد موجة حر شديدة لا تساعد اللاعبين على التدريبات الصباحية أو حتى المسائية، وارى بأن هذه المعسكرات مفيدة جداً فضلاً عن إيجاد الأجهزة الفنية لتوليفة متجانسة في ظل تصعيد عدد من اللاعبين الشباب إلى الفريق الأول وكذلك اللاعبين المنضمين من صفوف الفرق الأخرى». واعتبر النمشان أن المعسكرات الخارجية تسهم في الحفاظ على البرنامج التدريبي والنظام الغذائي لكل لاعب من خلال متابعة مباشرة ودقيقة من الجهازين الفني والإداري. وأضاف: «في المقابل نجد هناك سلبيات أخرى أبرزها تغير حالة الطقس بالنسبة للاعب إذ انه تدرب في أوروبا وسط أجواء باردة وممطرة، وبالتالي ستؤثر فيه في أول أيامه بعد العودة إلى السعودية، كما أن المعسكرات مكلفة مالياً وتحمل الأندية التي ليس لها رعاة كالاتفاق والقادسية والفتح تكاليف إضافية، إلا أنه في الأخير تظل إيجابياتها لا شك أكثر من سلبياتها».