لا يعتقد أحد أنني سأكتب عن قضية «فتاة المناكير» -لا أدري كيف أصبحت الألقاب الرائعة تصرف بهذه السهولة وهذه السرعة- ورجل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي حدثت مؤخراً في الرياض، ولو تحدثت فأنا بالطبع مع المواطن إن كان على حق من ناحية، ولأن المروءة تفرض على الإنسان أن يكون مع الأضعف من ناحية أخرى.. فما بالكم لو كان هذا الأضعف «امرأة»! كما أنني لن أتحدث -كثيراً- عن شجاعة الفتاة، ومعرفتها حقوقها، وكيف أن ثقافتها الحقوقية جعلت الموقف في آنيته لصالحها، وكيف أن معرفتها التكنولوجية جعلت الدنيا «شعلولة»!. أنا بحق أريد التحدث عن هذا اللقب الرائع «فتاة المناكير».. فبعد سنوات من إطلاق ألقاب مركبة يكون المقطع الأخير منها هو اسم مدينة أو اسم محافظة أو قبيلة أو حارة، فقد أثبت مجتمعنا أن لديه حسّاً إعلامياً عالياً وأطلق هذا الاسم الرائج الذي فعلاً كما لو أن من أطلقه أحد أساطير الإعلام في «هوليود». إن المجتمع يمتلك مواهب ولكن لا أحد يلتفت لها أو يعيرها اهتماما. ولو أردنا قليلاً التعمق في جمالية هذا اللقب «فتاة المناكير» لوجدنا أولاً أن الشق الأول هو محفّز عاطفي باعتبار «الفتاة» من الكائنات الممنوعة والغريبة بالنسبة لنا، وفي الشق الثاني «المناكير» تجتمع ألوان الطيف مع ألوان «أم الصبيان» في قلب الفتيان بوصف المناكير ثوب الأظافر الأنثوية ودليل البياض اليقق في الكف الرهيف!. أصدقائي القراء.. هذه حقاً موهبة، ولكن ختام القول: المواطن يزداد قوة و»مواطنة» وينتصر عندما يعرف حقوقه جيداً كما يعرف واجبات الآخرين عليه تماماً.. دمتم.