وصف مبعوث أُممي رفيع ، بعد توقيع الأطراف اليمنية على المبادرة الخليجية بوقتٍ قصير، في حديثٍ خاصٍ ل”الشرق”، الوضع الإنساني في اليمن ب”المتدهور” نتيجة ما خلفته الأزمة السياسية، والاضطرابات التي تشهدها اليمن مُنذُ قرابة 8 أشهر، وفقدان الأمن الذي استمر لمدةٍ طويلة ، واعتبر مبعوث الأممالمتحدة لليمن جمال بن عمر، في أعقاب توقيع الأطراف اليمنية المُتنازعة على السلطة وإدارة الدولة على المبادرة الخليجية في العاصمة السعودية الرياض، مشاركة الأممالمتحدة وحضورها توقيع المبادرة، تعبيراً عن قلق المجتمع الدولي ككل، حول تدهور الأوضاع في اليمن، والذي يعتبر تهديداً لأمن المنطقة بأسرها، لوقوع اليمن في موقعٍ استراتيجي، عند نقطة تلاقي ممراتٍ هامةٍ للعالم بأسره، وليس لمنطقة الخليج فحسب. وتأتي تصريحات مندوب الأممالمتحدة لليمن، في وقتٍ خطفت الرياض انتباه ليس العالم العربي فحسب، بل العالم بأسره، وتحولت الأنظار للديوان الملكي السعودي، الذي شهد تآلف جميع أطراف النزاع والخلاف اليمني حول طاولة الحوار، للتوقيع على المبادرة الخليجية، التي وضعتها دول مجلس التعاون، على طاولة حوارٍ “يمنية – يمنية” مُنذُ أكثر من 6 أشهر، وكفلت المبادرة خروج اليمن من “عُنق الزجاجة”. وتحولت أنظار أكثر من 300 مليون عربي أمس، للعاصمة السعودية الرياض، التي طالما ما كانت شاهدةً، بل ومخططةً للتقارب العربي – العربي، على مر السنين، يُجسد ذلك حرص حكومة المملكة أن تنعم العلاقة بين الأطراف العربية أياً كان توجهها، بالتآخي والتسامح والتقارب، حتى وإن اختلفت التوجّهات والانتماءات السياسية.
التوقيع حدث تاريخي وأخذ على عاتقه، المطالبة بخارطة طريقٍ مُفصّلة، من شأنها إدارة العملية الانتقالية، في ظل المبادرة الخليجية، لقطع دابر ما يدور على الأرض من أزماتٍ واضحةٍ، وبالتالي وصول الشعب اليمني لبر الأمان، وتنتهي فصول التنازع التي اشتعل فتيلها قبل أشهر في اليمن، واعتبر بن عمر، الذي شهد توقيع الأطراف اليمنية المُتنازعة “الحكومة والمُعارضة” على المبادرة الخليجية، بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، وولي العهد وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز، ووزير الدفاع الأمير سلمان البارحة، حدثاً تاريخي هام، سيتذكره اليمنيين جيلاً بعد جيل، على اعتباره أمراً خلق نوعاً من الهدوء، بعد اتفاق الأطراف اليمنية المتصارعة على ضرورة أن تنقاد البلاد للأمان، الذي افتقده الشعب اليمني على خلفية التظاهرات والاحتجاجات المُنادية برحيل نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، واشترط بن عمر في حديثه ل”الشرق”، ضرورة تحقيق مبدأ العدالة بحق جميع أطياف الشعب اليمني، سواءً كان التي تنتمي للمعارضة أو الموالاة للنظام الحاكم، واضعاً العدالة وفقاً لرأيه، “طريقاً مؤدياً للأمن” الذي يجب أن ينعم به الشعب اليمني.
حان الوقت العمل لبناء اليمن وإعماره ورأى مبعوث الأممالمتحدة لليمن، في أعقاب توقيع الأطراف اليمنية للمبادرة الخليجية في الرياض، أهميةً في دفع العملية السياسية المبنية على المبادرة الخليجية، التي تتبناها دول مجلس التعاون الخليجي، وتدعمها في ذات الوقت الأممالمتحدة، ودول الاتحاد الأوربي. وقال بن عمر “حان الوقت للعمل من أجل بناء اليمن وأعمارها، وأن يضع اليمنيين أيديهم يداً بيد لتحقيق الاستقرار، نحن في الأممالمتحدة سنعمل جنباً إلى جنب مع دول مجلس التعاون الخليجي، لنقود اليمن إلى مستوى الأمان المطلوب”. ووصل بن عمر الرياض قادما من صنعاء، وتزامن وصوله مع وصول أكثر من 30 شخصية من المعارضة اليمنية، على متن طائرةٍ خاصة، ليشهدوا توقيع المبادرة الخليجية، التي حرصت المملكة على أن تتم في أراضيها، وعملت في ذات الوقت على تقريب وجهة النظر بين الأطراف المتنازعة. واشترط المبعوث الأممي، ضرورة التزام جميع الأطراف اليمنية بتنفيذ مبادرة دول الخليج، التي يهمها بالتأكيد استقرار اليمن، وأن يضع اليمنيين رغباتهم في بناء يمنٍ جديد مع بعضها البعض، والعمل سوياً، والابتعاد عن عزل كل طرفٍ للطرف الآخر، مُحذراً في ذات الوقت من التحيز والتحّزب، الذي لا يخدم بناء اليمن الجديد على حد تعبيره. المبادرة الخليجية | اليمن | علي عبدالله صالح