جدد امس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، خلال استقباله الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في الرياض، «موقف المملكة العربية السعودية الداعم ليمن موحد آمن ومستقر»، متمنياً «أن يتجاوز الفرقاء في اليمن الأزمة الراهنة». وشهدت صنعاء امس تجدداً للمواجهات بين المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس وقوات الأمن الحكومية، ما أدى إلى سقوط نحو 26 قتيلاً، في الوقت الذي وصل فيه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، لترتيب آلية توقيع المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة. وأفادت «وكالة الأنباء السعودية» بأن خادم الحرمين والرئيس اليمني بحثا في تطورات الأوضاع في اليمن. وجدد الملك عبدالله بن عبد العزيز»موقف المملكة العربية السعودية الداعم ليمن موحد آمن ومستقر»، متمنياً «أن يتجاوز الفرقاء في اليمن الأزمة الراهنة». وعبر علي صالح، خلال اللقاء، عن «شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين على الاهتمام والرعاية التي حظي بها وعدد من كبار قادة اليمن خلال تلقيهم العلاج في مستشفيات المملكة»، مثمناً «وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب إخوانهم في اليمن في ظل الأزمة الراهنة والجهود المبذولة لتجاوزها بما يحقق المصلحة الوطنية العليا للشعب اليمني». وحضر اللقاء رئيس الاستخبارات العامة السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ومن الجانب اليمني رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ورئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي. وإلى صنعاء، وصل امس الزياني وبن عمر في مسعى لتوقيع أحزاب المعارضة في «اللقاء المشترك» وشركائها وحزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم وحلفائه على آلية تنفيذ المبادرة الخليجية التي اقترحها بن عمر. على أن يوقعها لاحقاً نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، بناء على تفويض من الرئيس. وفيما تحدثت أوساط سياسية وديبلوماسية في صنعاء عن إمكان أن يحصل اليوم التوقيع على آلية تنفيذ المبادرة الخليجية، ذكرت هذه أن مهمة الوسيطين الخليجي والأممي ستتركز في الوقت الراهن على احتواء التداعيات التي نتجت من الأحداث الدموية الأخيرة في العاصمة بالتواصل مع كل الأطراف في السلطة والمعارضة، بهدف التوصل إلى اتفاق على وقف العنف ونزع فتيل المواجهات، وتهيئة الأجواء لتوقيع المبادرة الخليجية في أقرب وقت ممكن. وكانت مصادر مطلعة في صنعاء قالت إن سفراء الدول الخليجية والأوروبية وجهوا تحذيرات شديدة اللهجة إلى الأطراف في السلطة والمعارضة من مغبة تفجير الأوضاع عسكرياً. وأكدت أن السفراء التقوا بعض الأطراف وأجروا اتصالات هاتفية مع آخرين، وحذروا من أي أعمال تصعيدية يمكن أن تعطل الحوار الجاري في شأن آلية تنفيذ المبادرة الخليجية، والتي كان تم التوصل إلى صيغة توافقية حولها في وقت سابق. وكانت شوارع في صنعاء تحولت إلى جبهات حرب بدخول قوات الحرس الجمهوري الموالية وقوات الفرقة الأولى مدرع المنشقة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر على خط الاشتباكات الدامية بين قوات الأمن وآلاف المتظاهرين المطالبين ب «الحسم الثوري» لإسقاط النظام، والتي خلفت اكثر من خمسين قتيلاً، منهم نحو 26 امس، ومئات الجرحى من المتظاهرين برصاص قوات الأمن المركزي والقنابل الغازية، اضافة إلى سقوط خمسة قتلى على الأقل وجرح العشرات في مواجهات مماثلة في محافظة تعز (260 كم جنوب العاصمة). وذلك وسط تبادل الاتهامات بين السلطة والمعارضة بتفجير الأحداث وتحميل كل طرف المسؤولية إلى الطرف الآخر بالسعي إلى إشعال حرب أهلية، وتفجير الوضع عسكرياً. وشهدت أحياء في صنعاء انتشاراً غير مسبوق للدبابات والآليات الثقيلة تتبع الفرقة الأولى مدرع وقوات الحرس الجمهوري، وتحديداً في شارع الزبيري وشارع الزراعة وحي قاع العلفي وشارع بغداد والخط الدائري. وحدثت اشتباكات متفرقة في جولة كنتاكي، وتعرض عدد من المباني الحكومية والخاصة للقصف، بينها المستشفى الجمهوري في شارع الزبيري. وشوهد عدد من سيارات الإسعاف تتجه نحو مناطق الاشتباكات، في ظل تزايد المخاوف من اندلاع مواجهات عسكرية شاملة.