أكد موفد الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن جمال بن عمر أن الحل في اليمن لا يمكن إلا أن يكون يمنياً، ودعا مختلف الأطراف في السلطة والمعارضة إلى التفاوض المباشر من أجل حسم الخلافات والوصول إلى اتفاق سياسي مبني على المبادرة الخليجية للخروج باليمن من أزمته، في حين أكد الرئيس علي عبدلله صالح، وللمرة الأولى بهذا الوضوح، أنه مستعد للتنحي خلال 90 يوماً من توقيع المبادرة وآليتها التنفيذية. وكان بن عمر التقى أمس الرئيس صالح ونائبه عبد ربه منصور هادي في إطار مشاوراته مع مختلف أطراف العمل السياسي اليمني. وقالت وكالة أنباء «سبأ» الرسمية إن صالح أكد للموفد تمسك حكومته بالمبادرة الخليجية وتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 2014 كمنظومة متكاملة غير قابلة للتجزئة. كما أكد استعداد حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم وحلفائه للجلوس مع أحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» وشركائهم لاستكمال الحوار حول آلية تنفيذ المبادرة في أسرع وقت ممكن وصولاً إلى توقيعها بالتزامن مع التوقيع النهائي لمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي وتنفيذها بما يفضي إلى انتقال سلمي للسلطة وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في موعد تتفق عليه جميع الأطراف. ودعا صالح قوى المعارضة إلى «التجاوب مع دعوات الحوار وإخلاص النوايا في التعامل الإيجابي مع قرار مجلس الأمن وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية والشخصية وبما يجنب اليمن الصراعات والانقسامات والفوضى». ونقلت الوكالة عن بن عمر تأكيده أن «الخلافات إن وجدت يجب أن تحل بالحوار وفي شكل سلمي»، مشيراً إلى أن «قرار مجلس الأمن دعا جميع الأطراف اليمنيين إلى الحوار وإجراء اللقاءات المباشرة». كما أكد بن عمر أن «الحل للقضية اليمنية لا يمكن إلا أن يكون يمنياً، وأن الوقت حان لليمنيين كي يتعاونوا من أجل حسم الخلافات والوصول إلى اتفاق سياسي مبني على المبادرة الخليجية للخروج باليمن من هذا الوضع». وأضاف أن «كلما تمت لقاءات مباشرة بين أطراف العمل السياسي تحقق التقدم لمعالجة أي نقاط مختلف حولها». وكان الرئيس اليمني بدا أكثر وضوحاً من ذي قبل لجهة تنحيه عن السلطة وفقاً للمبادرة الخليجية، عندما أكد في حوار تلفزيوني مع قناة «فرانس 24» التلفزيونية الفرنسية أول من أمس استعداده للرحيل خلال 90 يوماً من الاتفاق على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وتوقيعها، وقال «كنت أريد أن أتخلى عن حكم اليمن في عام 2006 ولكن ظروفاً قاهرة واستثنائية أجبرتني على الترشح، وأنا عندي تجربة أكثر من 33 سنة في حكم اليمن وأعرف ما هي الصعوبات وما هي السلبيات والإيجابيات، ومن يتشبث بالسلطة أعتقد أنه مجنون». وكانت أحزاب المعارضة اتهمت الأحد الماضي الرئيس صالح بالعمل على إحباط مهمة مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر، لتنفيذ المبادرة الخليجية بالإصرار على البقاء في السلطة إلى حين إجراء انتخابات جديدة».