اتجهت أنظار ملايين اليمنيين مساء أمس إلى العاصمة السعودية الرياض لمتابعة مراسم توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بين أطراف الأزمة الراهنة، وكلهم أمل في إنتهاء تداعياتها المستمرة منذ نحو عشرة أشهر والإنتقال باليمن إلى مرحلة جديدة من التغيير والاستقرار والتداول الديموقراطي للسلطة وبناء الدولة الجديدة على أسس قوية ومتينة وطي صفحة الماضي ولملمة الجراح. وفي حين أعتبر اليمنيون توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في الرياض أمس تطوراً تايخيا، فقد شهدت ترتيبات الساعات الأخيرة اجتماعات ومشاورات ساخنة على مختلف الجبهات السياسية استمرت حتى الساعات الأولى من فجر أمس. وفي حين عقدت قيادات المعارضة مشاورات واسعة مع مختلف مكونات قوى المعارضة الفاعلة المتحالفة معها كرست لاختيار وفد المعارضة التي سيمثلها في الرياض، بمن فيهم العسكريون المنشقون على النظام، كانت قيادات في حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم تعقد مشاورات مع حلفائها لوضع اللمسات الأخيرة على مشاركتها وتنسيق المواقف في ما بينها لجهة التعاطي الإعلامي والسياسي مع التطورات الجديدة للأزمة، وردود الأفعال المتوقعة من قبل المناوئين والمؤيدين للنظام على التوقيع، والمرحلة القادمة من الشراكة في الفترة الانتقالية للسلطة، واجراءات تنحي الرئيس صالح عن السلطة وفقا لجدول زمني محدد. وفي هذا السياق علمت «الحياة» في صنعاء من مصادر مطلعة ان الرئيس صالح عقد سلسلة إجتماعات مع كبار مستشاريه في الحكومة والمؤسسة العسكرية والأمنية أول من أمس بعد إعلان المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر عن توصل الأطراف السياسيين إلى إتفاق على الآلية التنفيذية لنقل السلطة. وأضافت المصادر ان صالح عقد في وقت لاحق من ليل الثلثاء - الأربعاء اجتماعا مع بن عمر بحضور مستشاره السياسي الدكتور عبد الكريم الإرياني ووزير الخارجية أبو بكر القربي، اجرى بعده اتصالا بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تناول تطورات الوضع اليمني وابلغه فيه انه سينتقل الى نيويورك بعد التوقيع لمتابعة علاجه من الجروح التي اصيب بها في محاولة اغتياله في حزيران (يونيو) الماضي بتفجير مسجد قصر الرئاسة.