تفجرت الصراعات داخل تجمع أحزاب المعارضة السودانية المعروف باسم تحالف قوى الإجماع الوطني حول زعامته، وهو ما عكسه تعبير عدة قوى سياسية منضمة للتحالف عن عدم رضاها باستمرار المعارِض البارز فاروق أبو عيسى رئيساً له. وانتقل الصراع على رئاسة التحالف إلى صراعٍ داخل بعض الأحزاب الحاصلة على عضويته، فالحزب الشيوعي السوداني أعرق الاحزاب السياسية في إفريقيا يشهد تنافساً بين ثلاث مجموعات لخلافة زعيمه محمد إبراهيم نقد الذي رحل قبل 8 أيام. وفي هذا الإطار، تبرز المجموعات الشبابية التي تسعى لإحداث تغيير جذري في بنية الحزب، ويمثل هذه المجموعة القيادي فيه الدكتور الشفيع خضر، فيما يمثل مجموعة الحرس القديم، والتي تسيطر سيطرة تامة على مفاصل الأمور، القيادي سليمان حامد، فيما برزت مجموعة ثالثة تصارع أيضا على خلافة “نقد”. بدورها، اتهمت قيادات في الحزب جهاتٍ لم تسمها بتوجيه ضربة له لابعاده من الساحة السياسية باعتباره الاكثر فاعلية ودينامكية في صنع التغيير المقبل في البلاد. وتسيطر القيادات الكلاسيكية على مفاصل القرار داخل “الشيوعي”، الأمر الذي حدّ من قدراته على تحقيق أي اختراقات مجتمعية وانحسار عضويته وسط المثقفين والمهنيين وبعض النقابات العمالية . في السياق ذاته، تنادي مجموعة التغيير بقيادة “خضر” بإجراء اصلاحات هيكلية شاملة في صفوف الحزب، بدءاً من تغيير اسمه الذي يقف عائقاً أمام تمدده جماهيرياً رغم عراقته، مروراً بتطوير اطروحاته لتتماشى مع متطلبات المرحلة باعتبار أن الشعب السوداني خلفيته متدينة وانتهاءً بإفساح المجال أمام الشباب لتقلد زمام الأمور. وكان زعيم “الشيوعي” الراحل محمد ابراهيم نقد، أقر في حوار سابق مع “الشرق” أن تأثير حزبه أصبح محدوداً للغاية، وقال “لوعقد الحزب ندوة غرب الخرطوم تحدث فيها نقد، كم سيكون عدد الحضور؟ ومن سيعرف نقد؟ قطعاً سيكون الحضور ضعيفاً، وقليلون من سيعرفون نقد”. وفي صفوف حزب المؤتمر الشعبي المعارض، برزت أصوات تنادي بضرورة تنحي الأمين العام الدكتور حسن عبدالله الترابي، لإفساح المجال لقيادات أخرى للصعود. ووصفت هذه الأصوات احتكار “الترابي” لزعامة الحزب ب “النهج الديتكاتوري الاقصائي”، غير أن قيادات الحزب نفت بشدة أي اتجاه لتنحية “الترابي”، وقالت إن القواعد الجماهيرية هي التي طالبت ببقائه في سدة القيادة. ويثير تحالف حزب المؤتمر الشعبي المعروف بخلفيته الإسلامية مع الحزب الشيوعي استياء قواعد الأول واندهاش عموم المتابعين للسياسة في الشارع السوداني. الخرطوم | فتحي العرضي