تقع محافظة قرية العليا على بعد 320 كيلومتراً شمالي مدينة الدمام، و150 كليومتراً جنوبي الحدود السعودية الكويتية، فيما تتبع إدارياً إمارة المنطقة الشرقية وتعدّ من أكبر محافظاتها من حيث المساحة، ويتبعها 18 مركزاً وهجرة، ويفوق عدد سكانها عشرين ألف نسمة. وتتمثل نشأة قرية العليا في بئر قديمة كانت تستقطب أبناء البادية الذين كانوا يفدون إليها من المناطق الصحراوية المجاورة، وتم إنشاؤها كبلدة في عهد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود عام 1335ه 1916م وتعرف قرية العليا قديماً باسم (النباج) وكان شيخ مطير في قرية عند التأسيس هو هايف بن هزاع بن شقير الدويش، وقد أنشأ (قصر عالي) سنة 1354ه وتم بناؤه ضمن عدة قصور في بلدان أخرى بالمملكة بأمر من الملك عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) وقد زاره الأمير سعود بن عبدالعزيز ولي العهد حينذاك، واستخدم كمركز حدودي ومقر للدوائر الحكومية حتى بني قصر حكومي مسلح بمحاذاته من جهة الجنوب في بداية الثمانينيات الهجرية. انتهى دور قرية العُليا كمركز حدودي وجمركي، بالانتهاء من رسم الحدود السياسية مع الكويت، وافتتاح منفذي الخفجي والرقعي، وكان ذلك في نهاية الثمانينيات الهجرية 1389 ه/1969 م، حيث بدأ دورها في الإنتاج الزراعي، إذ يبلغ ما يدخل صوامع الغلال من إنتاج مزارع قرية العليا حوالى (200) ألف طن سنوياً. حظيت محافظة قرية العليا بدعم ورعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وبإشراف ومتابعة دائمة من قِبل أمير المنطقة ونائبه وسعادة محافظ قرية العليا ومديري الإدارات الحكومية، لتتوالى مشروعات الخير والنماء بالمحافظة في القطاعات كافة، لتشهد قفزة هائلة في نوعية وحجم المشروعات لتواكب حركة البناء. وتأتي المشروعات البلدية والتعليمية والمياه والطرق بالمحافظة نواة البناء التي خطط لها أمير المنطقة ونائبه، التي أحدثت نقلة نوعية بالمنطقة بوجه عام والمحافظة بوجه الخصوص، ومن ضمن الملامح الطبيعية والبيئية: تعدّ محافظة قرية العليا أرضاً زراعية خصبة، حيث تشتهر بزراعة الحبوب كالقمح والذرة والشعير والنخيل وبعض الفواكه، وتتميز قرية العليا بخصوبة الأرض ووفرة المياه على أعماق قريبة جداً من السطح، وتقع على خط الطول (47.42) درجة شرقاً وخط العرض (27.33) درجة شمالاً، مناخ محافظة قرية العليا مثل طبيعة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، فهو حار جاف صيفاً وبارد ممطر شتاءً، وتتراوح درجة الحرارة صيفاً ما بين 45-50 درجة مئوية، وتصل أحياناً في فصل الشتاء إلى أقل من صفر، تعدّ محافظة قرية العليا ثاني أكبر محافظة في المنطقة الشرقية من حيث المساحة الجغرافية، ومن أكبر مصدري القمح في المملكة العربية السعودية، حيث يوجد بها أكثر من ثلاثة آلاف مزرعة يستخرج منها القمح والأعلاف والخضراوات، كما يوجد بها مخزون كبير للمياه الجوفية، وتعدّ من أجمل المناطق الربيعية، وهي منطقة الصمان تتوسط موقعاً استراتيجياً بين عاصمة المملكة ودولة الكويت والمنطقة الشرقية والشمال ومنطقة القصيم، ويوجد لديها أكبر مشروع لتربية النعام في الشرق الأوسط وهو مشروع البابطين.