* عايشتهم عن قرب وشاركتهم في صناعة أفلامهم، رأيت فيهم الجدية والإبداع، وعبّروا عن كثير من الهموم والقضايا في أفلامهم الروائية بلغة سينمائية مدهشة، شغوفين في السينما وصناعة الأفلام، وفي الدورة الثانية أخذ عددهم يكبر ويكثر من كلا الجنسين. * في الأفلام الوثائقية شاهدنا جانبا من مدننا التي سمعنا عنها ولم نتمكن من رؤيتها. مهرجان أفلام السعودية الذي يقام في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وغيره من المهرجانات أو البرامج الأخرى المهتمة بصناعة الأفلام، والأنشطة التي تحفل بها كان لابدّ لها ولمثلها أن تكون. * لقد كان هناك جمهور شغوف بالسينما، يسمع عن فيلم سعودي حقق جائزة هنا وفيلم أثار الاهتمام هناك، لكنه لا يراه. ومن أبسط حقوقه أن يشاهده. * هذا الشغف السينمائي الذي رأيته في الدورة الأولى لمهرجان أفلام السعودية، أراه اليوم في الدورة الثالثة يتأكد، لم يقلّ ولم يتوقف ولم يخفت، بحجة عدم وجود قاعات سينما أو دعم أو تشجيع وخلافه من الكلام الذي لا يزال يتردد ويعاد كلما جاء الحديث عن السينما وصناع الأفلام في بلادي. * التذمر والتشكي لن يصنعا سينما، وصناع الأفلام لن ينتظروا بناء القاعات حتى يصنعوا أفلامهم، وأكثر الصعوبات التي يواجهها مهرجان أفلام السعودية هو الدعم المادي. كانت تلك فقرات من حوار عن التجربة السينمائية السعودية نشر في مطلع عام 2016 ومازلت أقول بأن السينما السعودية والفيلم السعودي يعيش وهجه وإنجازاته التي تفوقت على المسرح والتليفزيون. بثقة وإيمان يكبر ولا يقل بصناع الأفلام أرى بأن الفيلم السعودي كريم هذا العام. كريم عليّ وعلى كل السينمائيين الذين آمنو بما يفعلون ويصنعون. منذ أول فيلم سعودي بال «سلفّ والدين»، إلى الأفلام المدعومة مادياً ومعنويا، والفيلم السعودي يعلن عن تفوقه وحضوره في الصفوف الأمامية وفي أهم المنصات والمهرجانات السينمائية، يتقدم ويصعد ويحصد الإنجازات. وتحديداً في عام 2016م الذي أستطيع تسميته عام السينما والفيلم السعودي بامتياز. عندما قام مهرجان أفلام السعودية منذ دورته الثانية في 2015م بتقديم منح مالية لكتاب السيناريو الفائزين لتنفيذها لتكون جاهزة للعرض، شاهدنا نقلة نوعية في صناعة الفيلم السعودي. عندما بادر مركز الملك عبدالعزيز الثقافي مؤخرا بتمويل ودعم مجموعة من الشباب لصناعة أفلامهم شاهدنا ثراء كبيرا في صناعة الفيلم السعودي على مستوى الصورة والتمثيل والإخراج.