واصل طيرن الأسد وروسيا استهداف مدينة حلب وريفها أمس لليوم الثالث على التوالي، وقالت شبكة شام الإخبارية إن أسراب الطائرات الروسية والأسدية استهدفت بالقنايل العنقودية والفسفورية والارتجاجية والفراغية جميع أحياء حلب وكذلك مدن وبلدات الريف الحلبي، أدت الغارات حتى اللحظة لسقوط أكثر من 85 شهيداً، بالإضافة إلى أكثر من 200 أصيبوا في القصف على أحياء الأنصاري والصالحين والشعار والميسر والهلك وقاضي عسكر والقاطرجي وبستان الباشا وأرض الحمرا والزبدية، بالإضافة إلى مناطق في الريف الحلبي، كما استهدفت الطائرات الروسي مركزاً للدفاع المدني في حي الصاخور أدى لخروجه عن الخدمة. وألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مركز الدفاع المدني «مركز هنانوا» أصاب ساحة المركز وأسفر عن تضرر المركز وآلياته بشكل كبير، وذلك بعد يوم من استهداف مركز إنقاذ هنانوا ومركز الأنصاري الذي دمرته الطائرات الحربية الروسية بشكل كامل بكل ما فيه من آليات. أعلنت مشافي مدينة حلب المحاصرة عن عدم قدرتها على استيعاب مزيد من الجرحى بسبب كثرة عددهم وتعذر نقلهم إلى خارج المدينة جراء الحصار الذي يفرضه نظام الأسد وحلفاؤه. وقال مركز حلب الإعلامي إن المشافي في المدينة تغصّ بالجرحى الذين فاق عددهم ال200 أمس الأحد جرّاء القصف الجوي المتواصل الذي تشهده أحياء مدينة حلب منذ الصباح الباكر. واستهدف الطيران المروحي لقوات الأسد صباح أمس، مركزاً جديداً للدفاع المدني في مدينة حلب، بعد يوم واحد من استهداف مركزين للدفاع المدني في المدينة، وإخراجها عن الخدمة بشكل كامل، ما ينذر بكارثة إنسانية في حال توقفت مراكز الإسعاف عن إنقاذ الجرحى جراء القصف المتواصل.وطالب مجلس محافظة حلب الحرة الفصائل العسكرية بالتوحد وتشكيل مجلس قيادة واحد معني بالشأن العسكري، للتخفيف من وطأة الموت والتدمير الذي يقوده العدوان الروسي – الأسدي، باتت على أثرها مدينة حلب منكوبة. وقال مجلس المحافظة، في بيان صادر عنه أمس، إن مدينة حلب منكوبة بالكامل، وتغيب عنها كل مظاهر الحياة اليومية بسبب مئات الغارات وآلاف القذائف الصاروخية التي تستهدف البنى التحتية ومراكز الدفاع المدني والمساجد والأسواق. وطالب المجلس العالم العربي والإسلامي والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي ب «إيقاف المحرقة وفرض حظر جوي في المنطقة وفك الحصار عن المدينة»، داعياً لإحالة ملف حلب إلى المحكمة الجنائية الدولية. كما طالب المجلس الفصائل العسكرية بالتوحد وتشكيل مجلس قيادة واحد يختص بالشأن العسكري. وقطع رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات وأنس العبدة رئيس الائتلاف الوطني السوري والوفد المرافق زيارتهم للولايات المتحدة، إثر التصعيد العسكري وحرب الإبادة التي تشنها روسيا على حلب، الذي أسفر عن استشهاد المئات، أغلبهم أطفال ونساء. وكان المنسق العام استنكر أثناء لقاءات عقدها على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك العجز والشلل الدولي إزاء الانتهاكات والمجازر المروعة التي ترتكبها روسيا وإيران والنظام بحق المدنيين السوريين، مشيراً إلى أنّه لم يعد ممكناً الاستمرار في سياسة ترضية القتلة بحجة محاربة الإرهاب، لأنّ الركون لشروط القتلة ومهادنتهم يخالف الميثاق الذي قامت عليه الأممالمتحدة. وقال «آن الآوان أن يرمم المجتمع الدولي والأممالمتحدة الثقة المفقودة مع الإنسان السوري، الذي أمسى على قناعة تامة بأن جنسية الفرد هي المعيار الذي يحدد قدسية الإنسان في القانون الدول». وقالت سفيرة أمريكا في الأممالمتحدة سامنثا باور، أمس، إن أفعال روسيا في سوريا وحشية ولا تتعلق بمحاربة الإرهاب. وتدعم روسيا الرئيس السوري بشار الأسد ضد مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة به. وقال مبعوث الأممالمتحدة الخاص بشأن سوريا ستافان دي ميستورا، خلال نفس الاجتماع، إنه مقتنع بأن الوضع في سوريا يمكن تغييره وأنه لن يستقيل. وتحاول روسيا والولايات المتحدة إنقاذ الهدنة. وقال وزير خارجية فرنسا جانمارك أيرولت، أمس، إن سوريا وإيران قد تصبحان شريكتين في جرائم حرب إذا واصلتا إطالة أمد الحرب في سوريا. وطالب أيرولت البلدين اللذين وصفهما بأنهما داعمان للرئيس السوري بشار الأسد «بالاضطلاع بمسؤولياتهما من خلال التخلي عن هذه الاستراتيجية التي تقود إلى طريق مسدود». وقال الوزير في بيان مكتوب «وإلا فسوف تصبح روسيا وإيران شريكتين في جرائم الحرب التي ترتكب في حلب» في إشارة إلى القصف الذي تتعرض له المدينة السورية والذي أودى بحياة عشرات الأشخاص. وأبلغ سفير روسيا في الأممالمتحدة فيتالي تشوريكين مجلس الأمن الدولي أمس بأن السلام في سوريا أصبح «مهمة شبه مستحيلة الآن».