اجتمع مجلس الأمن الدولي أمس لإجراء مشاورات طارئة حول سوريا، فيما تتعرض مدينة حلب لغارات جوية، ويزداد التوتر الدبلوماسي بسبب هجوم تعرضت له قافلة إغاثة تابعة للأمم المتحدة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال الاجتماع، إن العالم «يواجه لحظة حاسمة» في الحرب السورية. وفنّد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مزاعم روسيا بخصوص استهداف قافلة المساعدات الإنسانية التي قصفتها الطائرات الروسية إلى جانب طائرات الأسد، يوم الإثنين الماضي. ورد كيري على ادعاءات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قائلاً «أشعر أنني من كوكب آخر موازٍ لكوكبنا بناء على كلامكم». وكان لافروف قال في كلمته إن على جميع أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا أن يعطوا ضمانات بالتزام المجموعات التي لهم تأثير عليها من أجل ضمان تنفيذ أي اتفاق لوقف الأعمال القتالية. وأضاف لافروف أنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة في سوريا الذي يقوم على الحوار السياسي الشامل السوري السوري. ولفت لافروف إلى أنه يجب استئناف الحوار السوري – السوري في جنيف دون أي محاولات من قبل بعض الأطراف لفرض شروط مسبقة. ورد كيري أن «4 مرات سابقة، تم مثل هذا الاتفاق، وفي المرات الأربع كان يتم تمزيق هذا الاتفاق، وقف إطلاق النار ليس شرطاً مسبقاً، إنه اتفاق تم هنا بيننا». وأضاف كيري: كيف نجلس هنا ونتفاوض وهناك نظام يقصف المستشفيات المرة تلو المرة ويتصرف بمنأى عن المحاسبة؟ هذا شيء اتفقنا عليه جميعاً في الأممالمتحدة وفي أماكن التفاوض الأخرى. وأشار كيري إلى أنه لا ضرورة لقراءة الوثائق التي أعدت، قائلاً لروسيا والنظام السوري «لست بحاجة لتقرأ هذه الوثائق كي تتوقف عن قصف المستشفيات ولكي تتوقف عن استخدام النبالم لقتل الأطفال». وتابع كيري: «أريد أن أضع الأمور في نصابها وحضرت إلى هنا لأفعل ذلك»، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة ما زالت مقتنعة بأن بنود جنيف هي الصائبة». وطالب كيري بفرض حظر الطيران ل «منع النظام من استهداف المعارضة الشرعية بذريعة أنها تستهدف النصرة». وعن استهداف قافلة المساعدات الأممية في ريف حلب، قال كيري: القصف استهدف قافلة تحمل علم الأممالمتحدة، ولم يكن هناك في الجو سوى الطيران الروسي والسوري تلك الليلة. ميدانياً شن طيران الأسد أمس أكثر من سبع غارات بالصواريخ على مدينة خان شيخون في ريف محافظة إدلب الجنوبي، خلفت 15 شهيداً وعشرات الإصابات في صفوف المدنيين، ودماراً كبيراً في المباني السكنية. وقال ناشطون إن الطيران الحربي استهدف أحياء المدينة بسبع غارات، استخدمت فيها صواريخ شديدة الانفجار مزودة بمظلات، خلفت 15 شهيداً والعشرات من الجرحى في صفوف المدنيين، ودماراً كبيراً في المباني السكنية، وعملت فرق الدفاع المدني على إجلاء المصابين والضحايا للمشافي والنقاط الطبية. وواصل طيران الأسد شن الغارات المكثفة على مدن وبلدات الريف الشمالي لحمص، موقعاً العشرات من الجرحى، في الوقت الذي عادت فيه الأسطوانات المتفجرة إلى حي الوعر بغية الضغط على الأهالي لتنفيذ اتفاق التهجير بعد رفض الأممالمتحدة المشاركة فيه. وقال ناشطون إن الطيران الحربي يواصل حملته التصعيدية على بلدات ريف حمص، حيث استهدف أمس بأكثر من ثماني غارات على مدينة تلبيسة وبلدات الريف الشمالي، أوقعت شهيدين امرأة وطفلاً والعشرات من الجرحى في صفوف المدنيين، فيما تعرَّض حي الوعر لقصف بالأسطوانات المتفجرة.