في تجسيد لوجه آخر من أوجه العطاء، التي يتبناها بنك الرياض، قام البنك بدعم ورعاية وتمويل برنامج التدريب الزراعي لذوي الإعاقة العقلية البسيطة في الأحساء لمدة 5 سنوات متتالية. البرنامج الذي تنظمه جمعية الأشخاص ذوي الإعاقة في الأحساء، وبشراكة مع هيئة الري والصرف، حقق جوائز عدة على جميع المستويات، فعلى المستوى الرسمي، فاز البرنامج بجائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي، وعلى المستوى الشعبي ترك التعاون الفاعل بين البنك وبرنامج التدريب الزراعي أثراً طيباً في نفوس أفراد المجتمع لما يرونه من مخرجات مشرفة لهذه الفئة الغالية، وعلى المستوى الشخصي أهَّل 77 معاقاً للاعتماد على أنفسهم في بناء حياتهم بكل مقوماتها «عمل ونفقة وزواج…». ويعد برنامج التدريب الزراعي برنامجاً تدريبياً تأهيلياً زراعياً، يقوم على شراكة مجتمعية، تضم القطاعات الحكومية والخاصة، ويستهدف تدريب وتأهيل ذوي الإعاقة البسيطة بتنمية مهاراتهم في أساليب الري وأعمال البستنة والتربة، لتحويلهم إلى أشخاص فاعلين، وتغيير حياتهم نحو الأفضل من خلال إيجاد وظائف تناسب قدراتهم. ونظراً لما يحققه البرنامج من نجاحات تُكتب بماء الذهب؛ ولطبيعة المستفيدين من ذوي الإعاقة العقلية البسيطة، حيث إن نجاح هذا البرنامج يعزى لهم أولاً بعد الله، فقد نجح في استقطاب أعداد كبيرة من المنتسبين في كل عام، التحقوا جميعهم بوظائف في القطاعات الزراعية المختلفة. وعلَّق عضو مجلس الشورى رئيس مجلس إدارة جمعية الأشخاص ذوي الإعاقة بالأحساء، الدكتور سعدون السعدون قائلاً: «إن ما يميز برنامج التدريب الزراعي، هو قيامه على شراكة مجتمعية مميزة، تضم القطاعات الخيرية والخاصة والحكومية، الأمر الذي جعل منه برنامجاً تكاملياً بامتياز، أهَّله لتحقيق أهدافه، وتوَّج ذلك بحصوله على جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز آل سعود للتميز في العمل الاجتماعي، التي حملت عنوان: التمكين الاجتماعي والاقتصادي لذوي الإعاقة، في دورتها الثالثة، وباستثمار الطاقات الكامنة لدى هذه الفئة». من جانبه، قال محمد عبدالعزيز الربيعة، نائب الرئيس التنفيذي للتسويق المشرف العام على برامج خدمة المجتمع في بنك الرياض: «إن رعاية ودعم بنك الرياض لبرنامج التدريب الزراعي لذوي الإعاقة العقلية البسيطة في الأحساء، يأتي انطلاقاً من حرص البنك على أهمية هذه الفئة الغالية على قلوبنا، وبذل ما في الوسع لتأهيلهم ليكونوا فاعلين في المجتمع من خلال تدريبهم وتنمية مهاراتهم على الأعمال الزراعية التي يقومون بها، منطلقين في ذلك من استراتيجية بنك الرياض في خدمة المجتمع التي تعد خدمة وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة إحدى أهم ركائزها». وأضاف: «طوال 5 أعوام متتالية، ونحن وشركاؤنا في جمعية الأشخاص ذوي الإعاقة بالأحساء، وهيئة الري والصرف، نعمل سوياً يداً بيد لخدمة أبنائنا من ذوي الإعاقة العقلية البسيطة، وما حصول البرنامج على جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز آل سعود للتميز في العمل الاجتماعي إلا دليل على أن شراكتنا آتت أُكلها، فأخرجت أشخاصاً مؤهلين التحقوا بوظائف زراعية مختلفة». من جهة أخرى، قال أحمد المازني، أحد المستفيدين من برنامج التدريب الزراعي في الأحساء، إن الدورات الزراعية المقدمة في مجال العمل في البرنامج مفيدة جداً؛ حيث تعلمنا فيها كثيراً من أعمال الزراعة مثل زراعة شتلات التوت والتين وتقديمها إلى المزارعين، مضيفاً: تعلمنا أيضاً كيفية الري بالتنقيط، وطرق التعامل مع زراعة النخل، وطرق تقليمه، وتعبئة البذور والمواد الزراعية الأخرى. وعلى الصعيد ذاته، أبدى مبارك العلي، أحد المستفيدين أيضاً، سعادته بانضمامه إلى الدورات المقدمة في برنامج التدريب الزراعي، مؤكداً تعلمه كثيراً من أنظمة الزراعة، ومواسم بعض المحاصيل، واكتساب خبرات تمكنه من أن يكون مؤهلاً للقيام بأعمال زراعية خارج البرنامج، سواء في وظائف وزارة الزراعة، أو ما شابهها، أو حتى القيام بأعمال خاصة، مقدماً شكره إلى كل مَنْ شارك في تقديم التدريب والدعم والرعاية لهذا البرنامج ليخرِّج شباباً فاعلين يفيدون المجتمع. جدير بالذكر، أن بنك الرياض يحمل في أجندته لخدمة المجتمع سجلاً حافلاً بعديد من البرامج الموجهة إلى خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة التي يرعاها ويمولها، ومنها برنامج التدريب الزراعي لذوي الإعاقة، ودعم «مبادرة يدوي» الخاصة بشراء منتجات سيداتٍ من ذوي الاحتياجات الخاصة وتقديمها هدايا إلى عملاء البنك، ورعاية مراكز الأندية الصيفية لذوي الاحتياجات الخاصة في الرياض والباحة وحائل وتبوك.