تبخرت أحلام الجماهير الرياضية بالوصول لأولمبياد ري ديو جانيرو 2016 ، بعد خيبة الأمل بخروج المنتخب السعودي الأولمبي من كأس آسيا تحت 23 سنة المؤهلة لأولمبياد البرازيل، في مشهد مُحبط للشارع الرياضي، لاسيما أن الانتكاسات تتولى على الكرة السعودية في كل مشاركة خارجية، وهذا انعكاس لسلبية العمل في اتحاد هش لا يملك أهدافاً مستقبلية، ولا يتعلم من أخطائه المتكررة، وأضحى الشارع الرياضي مشحوناً من ضياع هيبة الكرة السعودية ونحرها بتخبطات إدارية وقرارات عشوائية، وفي عالم كرة القدم يشكل الإعداد دعامة فنية ولياقية ونفسية للفريق، ويساهم برفع معدلات الجاهزية لأعلى مستوياتها، ودفع عجلة الانسجام الميداني نحو الانضباطية وإتقان لغة التفاهم بين العناصر الفنية، الأخضر الأولمبي كان ضحية إعداد سلبي من ناحية المدة القصيرة للمعسكر، مما انعكس سلباً على منتخب يعتبر نواة الكرة السعودية ومستقبلها، وبارقة أمل للجماهير السعودية بعودة الإنجازات، والمعضلة أن الاتحاد السعودي يدرك تماماً أن المنتخب يحتاج إلى عمل كبير، ولكنه تجاهل ذلك وظل في سبات عميق متفرغاً لصراعات داخلية، غير قادر على فرض شخصيته أمام الأندية الرافضة لانضمام اللاعبين للمعسكرات السابقة للمنتخب الأولمبي، وكانت هناك حلول أخرى باللعب مباريات ودية في أيام الفيفا لخلق التجانس والانسجام العناصري، وزاد الأمر سوءاً قرار تحويل المدرب بندر الجعيثن إلى مساعد مدرب، وإسناد المهمة التدريبية إلى الهولندي آدري كوستر تنفيذاً لأمر مدرب المنتخب الأول فان مارفيك، وذلك يعتبر تخبطاً إدارياً ومن تبعاته الخروج من البطولة، فالمدرب يحتاج لوقت لمعرفة إمكانيات اللاعبين، وألقت تلك التخبطات بظلالها على منتخب المستقبل، وهذا الخروج امتداد لإخفاقات الكرة السعودية بالسنوات الماضية، والسقوط في كل مهمة خارجية يعكس فشل الاتحاد السعودي على مدار ثلاث سنوات ونصف السنة بإعادة هيبة الكرة السعودية، والفشل لا يصنع إنجازاً فذلك الاتحاد فشل في المهمة الإدارية. من مصلحة رياضة الوطن أن يرحل ذلك الاتحاد، وأن يُنتخب رئيس يملك الشخصية القوية والفكر الإداري القادر على إعادة أمجاد الكرة، بوضع استراتيجات وخطة عمل مدعومة بإهداف محددة.