لم تكد تهدأ براكين الغضب التي أعقبت إقصاء الأخضر الأولمبي من مضمار البطولة الآسيوية تحت 23 عاما، إلا وأطلت برأسها فضيحة جديدة كشفت المتورطين في التخبط المواكب لعمل الجهاز الفني للمنتخب منذ تولي المدرب الجديد الهولندي كوستر مهمة الإشراف عليه، إذ يتفق النقاد والمراقبون على أن قرارا كهذا ساهم بشكل أو بآخر في إرباك الانسجام الذي تميزت به المجموعة منذ تحقيقها بطولة الألعاب الخليجية التحضيرية لهذه المسابقة الكبرى. إذ تكشفت أسرار جديدة تمثلت في تبني 3 مدربين وطنيين بإشراف المدير الفني في الاتحاد البلجيكي جان وينسل، قرارا بتحييد المدرب الوطني بندر الجعيثن عن تولي مهمة القيادة الفنية لصالح سلفه الهولندي، عبر تقرير سري موقع باسم أعضاء اللجنة الفنية الاستشارية بالاتحاد السعودي التي ضمت كلا من يوسف خميس ويوسف عنبر وعبداللطيف الحسيني إلى جانب المدير البلجيكي. وعلمت «عكاظ» من مصادرها الخاصة إلى أن التقرير سلم لرئيس الاتحاد أحمد عيد وأوصى بضرورة تولي المدرب كوستر زمام الأمور في المنتخب الأولمبي معللا ذلك بأهمية توحيد المدارس الكروية للمنتخبات ولجهة الإشراف على اللاعبين، على أمل الاستفادة منهم في المنتخب الاول خلال المشاركات المقبلة بما فيها التصفيات الحالية. إذ كشفت مصادر عن أن المشرف العام للمنتخب الاولمبي وعضو مجلس ادارة الاتحاد صالح ابو نخاع حاول قبل وصول التقرير السري إلى رئيس الاتحاد منع إصداره قبل أن يصطدم بتمسك أحمد عيد وبعض أعضاء مجلس الإدارة به، وحذر بحسب المصادر من تبعات هذا القرار وتأثيره على سير المنتخب والبرنامج العام، بتغيير النهج الفني والعناصر وأنه سينعكس على الانسجام الفني والمعنوي على الحالة الذهنية للاعبين مستندا في رأيه بتجارب مماثلة تسبب فيها ضيق الوقت في ضياع الألقاب، غير أن ذلك قوبل بتأييد مجلس إدارة الاتحاد للتقرير وأصدر القرار بتعيين المدرب الهولندي كوستر مدربا وهوم ما أحدث انقساما فنيا بين المدرب الوطني بندر الجعيثن والهولندي كوستر في تحديد التشكيل المناسبة للمنتخب فقد كان بندر متمسكا ببعض العناصر التي كانت مشاركة طوال فترة الاعداد إلى جانب تطعيمها ببعض العناصر الجديدة إلا أن كوستر كان لديه رأي آخر في التشكيل والتي فضل أن تكون من اللاعبين المؤهلين للانضمام للمنتخب الأول بحجة أن ذلك يهدف لدعم المنتخب الأول، وهو الأمر الذي كاد أن يفضي ببندر الجعيثن إلى تقديم اعتذاره لولا تدخل صالح ابو نخاع الذي طلب منه عدم فعل ذلك حتى لا يؤثر على سير المنتخب. وتشير المصادر إلى أن الاختلاف بين الجعيثن وكوستر تفجر بين شوطي مباراة المنتخب الاخيرة امام اليابان عندما رغب كوستر بإخراج اللاعب عبدالرحمن الغامدي وإشراك محمد الصيعري بينما كان رأي بندر الجعيثن هو الابقاء على الغامدي واشراك الصيعري كمهاجم ثان معللا ذلك بحاجة المنتخب للفوز وقد تأجل التبديل إلى منتصف الشوط الثاني حيث كان كوستر مصرا على استبدال الغامدي. وأضافت المصادر إن المشرف العام على المنتخب الاولمبي أعد تقريرا فنيا متكاملا سيرفعه إلى الامانة العامة لتضمينه أجندة مجلس ادارة الاتحاد لمناقشته في الاجتماع المقبل وقد دون في تقريره مايلي: رصد كل تلك التفاصيل التي حدثت خلال مسيرة المنتخب وما صدر من المدير الفني للاتحاد وإصراره ولجنته على إبعاد الجعيثن من قيادة الامور الفنية للمنتخب، وإشارة إلى وجود (اشخاص) كانوا يعملون لمحاربة المنتخب الاولمبي حتى لا يحقق انجازا مهما، والنأي بتحميل الاندية مسؤولية الاخفاق لعدم السماح للاعبيهم بالمشاركة مع المنتخب الاولمبي. «عكاظ» هاتفت صالح أبو نخاع لتعليقه على ما ذكرته المصادر ورفض التعليق بالنفي أو الإثبات مكتفيا بالتأكيد على أنه أعد تقريرا سيقدمه لمجلس الاتحاد احتراما للمجلس، ومؤكدا أنه لن يمانع من التحدث بعد أن يستمع لرأي مجلس إدارة الاتحاد فيه، ورفض تحمله مسؤولية إخفاق المنتخب الاولمبي وخروجه المرير من كأس آسيا تحت 23 وفقدان فرصة التأهل إلى أولمبياد ريودي جانيرو 2016، قائلا ما نصه «أمتلك الشجاعة أن أتحمل المسؤولية لو أخطأت لكنني لست المتسبب».