حمّل أحد أعضاء مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم (فضّل عدم ذكر اسمه) أسباب خروج المنتخب الأولمبي من بطولة كأس آسيا للمنتخبات الأولمبية الثانية، إلى رئيس الاتحاد أحمد عيد وعضو مجلس الإدارة سلمان القريني، وقال ل«الحياة»: «بكل صراحة ووضوح ما حدث لمنتخبنا الأولمبي تكرار لما حدث لمنتخبنا الأول، فهناك غياب لأهمية مصلحة المنتخب الوطني لدى مسؤولي الاتحاد للأسف الشديد، فخلال اجتماعات مجلس الإدارة نسمع الأقوال ولا نرى الأفعال سواءً من رئيس الاتحاد مع احترامي وتقديري له أم من بعض الزملاء الأعضاء للأسف الشديد، فمصلحة منتخبنا غائبة عن المجلس منذ ثلاثة أعوام، وهذه حقيقة واقعة داخل مجلس إدارة الاتحاد، ونحن جميعاً نتحملها». وأضاف: «هناك أعضاء مع احترامي لهم يجيدون فقط الكلام الطويل العريض لساعات طويلة جداً خلال اجتماعات المجلس، بينما تغيب المساءلة والمناقشة عمّا يحدث في منتخباتنا، حتى تقارير المنتخبات الإدارية والفنية لا تحظى بمناقشة عميقة وصريحة، فكل مشرف من مشرفي المنتخبات السابقين والحاليين كان يحرص كثيراً خلال أي اجتماع على إخفاء مشكلات وأسباب إخفاقات المنتخبات، لكي لا يتم مناقشتها بشكل مفيد ووضع حلول ومعاقبة المخطئين من إداريين أو مدربين أو حتى لاعبين، وذلك يتم للأسف باستغلال الطيبة الزائدة والاحترام والتقدير الذي يكنّه رئيس الاتحاد أحمد عيد للأعضاء كافة». وزاد المصدر: «في فترة سابقة تخلّى سلمان القريني عن المنتخب الأول وحينها كان المنتخب بحاجة إلى استمراره بسبب عناده في مسألة إقالة المدرب لوبيز، وبعدما استقال كان يتدخل للأسف، ثم عاد بعد فترة وطلب العودة من جديد للإشراف على المنتخب بعدما كان يرغب الاتحاد في تعيين عادل البطي مشرفاً عاماً على المنتخبات كافة، وقد كان عدد كبير من الأعضاء مؤيدين لتعيين البطي، لكن للأسف كان هناك معارضون من الأعضاء، ومع ذلك أغلق ملف تعيين مشرف جديد، وبالنسبة لما حدث لمنتخبنا الأولمبي في البطولة الآسيوية فهو متوقع حدوثه، بسبب عدم وجود برنامج إعدادي مناسب للمنتخب وضعفنا أمام الأندية، إذ لم يستطع الاتحاد استدعاء لاعبي الأندية بما فيهم الاحتياطيون لإقامة معسكر لمدة شهر، كما أن من الأخطاء استمرارية المدرب بندر الجعيثن، فصحيح بأنه حقق نجاحات خلال فترة سابقة مع المنتخبات السنية بما فيها الأولمبي، لكن لهذه البطولة كان يفترض إحلال مدرب متمكن منذ ستة أشهر على الأقل، ولا يكون مدرباً من ضمن الجهاز الفني للمنتخب الأول كما حدث مع المدرب كوستر ولا حتى مدرباً وطنياً، فهذه البطولة تختلف عن النسخة الأولى منها التي أقيمت في عمان، فهي مؤهلة لأصحاب المراكز الثلاثة الأولى إلى أولمبياد البرازيل، كما أن القرعة أوقعت منتخبنا في مجموعة قوية، وكان لا بد من وجود جهاز فني قوي، فبندر الجعيثن تفرغ منذ المعسكر الذي أقيم في الإمارات للظهور الإعلامي بشكل مستمر في مختلف وسائل الإعلام، واستمر على ذلك للأسف خلال منافسات البطولة، ما كان له تأثير سلبي على العمل الفني في المنتخب الأولمبي، وكان يتوجب على الجعيثن ألا يقبل العمل مع كوستر عندما وضِع معه في الجهاز الفني، لكنه استمر وليته لم يستمر». وحذّر العضو من خروج مماثل لمنتخبي الناشئين والشباب في بطولتي كأس آسيا المقبلتين في الهند والبحرين، مؤكداً بأن «الخلل الإداري الذي كان في المنتخبين الأول والأولمبي موجود حالياً في منتخبي الناشئين والشباب، إذ يوجد المدير العام للمنتخبات السنية وهو عبدالله المصيليخ في هذا المنصب من دون أن يتم تعيينه كمدير عام من مجلس إدارة الاتحاد، ويشرف عليه عضو المجلس خالد الزيد، وهناك تدخلات وفوضى إدارية كبيرة وقائمة منذ ثلاث سنوات في منتخبي الناشئين والشباب، فالمصيليخ موجود في الأجهزة الإدارية لمنتخباتنا السنية منذ ثمانية أعوام، وموظف في الأمانة العامة للجنة الأولمبية، وبهذا يخالف قرار الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد الأخير المتمثل بمنع موظفي الرئاسة واللجنة الأولمبية من العمل في الاتحادات الرياضية ولجانها، ومن هنا أتمنى أن يتم تدارك الوضع قبل أن يلحق منتخبا الناشئين والشباب بالمنتخبين الأول والأولمبي في كأس آسيا».