سقط المنتخب السعودي الأولمبي في فخ التعادل أمام منتخب تايلاند، في أولى مبارياته في بطولة آسيا تحت سن 23 المؤهلة لأولمبياد ريو دي جانيرو في البرازيل، وطغت السلبية الفنية على أداء المنتخب بعدم استغلال الفرص السانحة أمام المرمى، والسقوط الميداني في أخطاء دفاعية في ظل غياب التنظيم وافتقاد الانسجام العناصري، بالرغم من أن المنافس متواضع فنياً، وكانت هناك فرص سانحة للتسجيل بعد هجمات متعددة للمنتخب تفنن اللاعبون في إضاعتها أمام المرمى. وما حدث هو انعكاس سلبي للتأخر في الإعداد للبطولة، وكذلك للتغييرات الإدارية في الجهاز الفني، بتحويل المدرب الوطني بندر الجعيثن الى مساعد للمدرب الجديد الهولندي آدري كوستر، وعلامة استفهام على تلك التغييرات، لاسيما أن الجعيثن له باع طويل في قيادة الفئات السنية بالمنتخبات الوطنية، ويعرف إمكانات اللاعبين بحكم قربه الفترة الماضية، ويملك الكفاءة التدريبية والخبرة الفنية، وتحويله لمساعد قرار إداري سلبي كان له تبعات بفقد المنتخب الهوية الميدانية، والتشتت الذهني وهذا امتداد لسلبيات إدارية من اتحاد القدم غير القادر على صياغة القرارات بشكل يتناسب مع مصلحة المنتخب. فاللاعبون يتحملون الجزء الأكبر في ضياع فوز كان متاحا قياسا بضعف المنافس والفرص المهدرة أمام مرمى المنتخب التايلاندي. والكرة في ملعب الجهاز الفني واللاعبين لتصحيح السلبيات الميدانية، والتحضير المناسب للمباراة المقبلة أمام كوريا الشمالية المختلفة تماماً عن تايلاند، فالكوريون يمتازون بالسرعة والاختراقات عن طريق الأطراف، وبالمقابل الهفوات الدفاعية في المنتخب السعودي سمة بارزة وتحتاج لإصلاح مكامن الخلل الدفاعي، والمباراة المقبلة تتطلب وضع التكتيك الملائم لإمكانات اللاعبين لمحاولة تجاوز كوريا الشمالية والمضي قدماً نحو المنافسة على البطولة، والتأهل لأولمبياد البرازيل وإعادة الأمل للشارع الرياضي المحبط بعد جفاف الإنجازات الرياضية، وسنوات عجاف من الإخفاقات والغياب عن معانقة الذهب في المحافل الدولية.