اتَّفق الفنيون الدكتور عبدالعزيز الخالد ونايف العنزي ومحفوظ حافظ على أن إخفاق المنتخب الأولمبي في التأهل إلى أولمبياد ريودي جانيرو يعود للاستمرار في الارتجالية والعشوائية التي يمارسها اتحاد الكرة في اتخاذ القرارات. الخالد في البداية أكد عبدالعزيز الخالد أنَّ الخلل يعود لتغيير الجهاز التدريبي المشرف على المنتخب الأولمبي والذي يعمل منذ عامين في منظومة عمل فنية وإدارية واضحة تشربها اللاعبون، وقال: «نتج عن ذلك فترة إعداد قصيرة لم تكن كافية للمدرب «كوستر» لمعرفة إمكانيات عناصر المنتخب، اتحاد الكرة نسف جزءًا كبيرًا من الجهد الذي بذل في الفترة الماضية». وأضاف: «ضد من يحمّل اللاعبين مغبة الخروج، فهم ضحية الارتجالية في العمل والاجتهادات غير الموفقة من قبل اتحاد الكرة باتخاذ قرارات يتبين أنها لم يرسم لها أهداف وليست بناءً على رؤية واضحة، فالنتيجة إذًا الفشل وهو أمر متوقع، فلم يعط أصحاب القرار في اتحاد الكرة الأهمية التي تستحقها هذه البطولة، فلماذا إذًا توقف دوري المحترفين؟ وكأس فيصل لا تزال مبارياته جارية؟! وكان من المفترض اختيار عناصر المنتخب من أندية دوري الأمير فيصل وليس من الفريق الأول للأندية!». العنزي من جهته عبر المدرب الوطني نايف العنزي عن استيائه لخروج المنتخب الأولمبي من البطولة الآسيوية المؤهلة للأولمبياد، وتساءل قائلًا: «هل يلعب اتحاد الكرة ضد المنتخب ويعمل لإحباط الشارع الرياضي السعودي؟»، مشددًا على أنه لا يمكن أن يكون هناك فريق لديه بطولة مهمة ويصدر قرار بتغيير المدرب قبل انطلاقها بعشرة أيام. وقال العنزي: «لا أحمّل اللاعبين مغبة الخروج من البطولة، لأن الخطأ أكبر من كونه متعلقًا بهم، الخطأ إداري بحت فليس للاعبين ذنب لأن المنظومة والمنهجية والفكر التي تم البناء عليها سابقًا تغيرت بقرار ارتجالي، ومهما عمل المدرب لا يمكن أن ينجح مع الفريق في هذه الفترة القصيرة». وأضاف: «نفس الخطأ تكرر مع اتحاد الكرة حينما تم التعاقد مع كوزمين قبل انطلاق كأس آسيا 2015 بأستراليا، فلماذا تم تحييد المدرب بندر الجعيثن عن القرار الفني في المنتخب، فبعد أن تسلم كوستر المسؤولية أصبح صاحب القرار، أما الكابتن بندر فقراره لم يعد مؤثرًا، الخلل الإداري «حاس» اللاعبين والمدرب ونسف كل العمل، فلماذا تركت المدرب يعمل كل الفترة الماضية وأنت لا تثق به؟! اتحاد الكرة يعمل ليحبط جيل اللاعبين الصاعدين والعمل المتكامل هو الذي ينجح أي عمل، فمشكلة الكرة السعودية إدارية». حافظ من جهته أكد المحلل الفني محفوظ حافظ أنَّ الفئات السنية يجب وضع خطة إستراتيجية طويلة المدى لها، وقال: «الأمير نواف بن فيصل وضع إبان توليه رئاسة اتحاد الكرة الخطوط الأولى لهذه الإستراتيجة باختيار فريق عمل من عدد من المدربين الوطنيين، وقام بالعديد من الزيارات لدول متقدمة رياضيًا، وبرحيل الأمير نواف اختفى هذا العمل، فأين ذهب؟ ولماذا توقف؟». وأضاف: «يجب أن تُبنى الرياضة وفق خطة طويلة المدى لا تتغير بتغير الأسماء ولا تعتمد على تواجدها والكل يدعمها، فوضوية وارتجالية في الاتحاد السعودي ولا يمكن أن تتطور الكرة لدينا بهذا الفكر!». وتابع: «المحاسبة الكبرى في مسلسل الخروج المتكرر تقع على من اتخذ قرار اختيار المدرب قبل 10 أيام من انطلاق البطولة،، فبأي مبرر يتولى مساعد مدرب المنتخب الأول زمام الأمور الفنية لتدريب الأولمبي وهو فريق منفصل؟ فلديك بطولة لهذه الفئة لا تزال مبارياتها مقامة وبإمكان الاتحاد إيقافها ولكن أوقف دوري المحترفين إرضاء للأندية». واستطرد حافظ قائًلا: «نمتلك كافة مقومات النجاح، ولكن إداريًا لم يكن على مستوى التطلعات، ذلك أنتج لنا منتخبًا مهزوزًا بقرارات ارتجالية وفوضوية.. الفكر الإداري لبناء منتخب مفقود، وتغيير المدربين سواءً على مستوى الأندية أو المنتخبات آفة تقضي على التطور، المدرب جزء من العمل ولا بد أن يأخذ فرصته كاملة، وهذا الذي لم يحدث مع المدرب بندر الجعيثن».