دفع المنتخب الأولمبي ثمن التخبطات الإدارية، بالخروج من بطولة كأس آسيا تحت 23 سنة، المؤهلة إلى أولمبياد ريو دي جانيرو. التعاقد مع مدرب جديد قبل البطولة، وتنحية بندر الجعيثن الذي جهز الفريق ليكون مساعدا، ثم الاستعانة بطاقم من اللاعبين الجدد بدلا من الذين عسكروا خارجيا في سلوفاكيا، إضافة إلى أداء اللاعبين الذي لا يتوازى مع ما يقدمونه في أنديتهم، كل هذه عوامل هوت بالمنتخب الأولمبي خارج بطولتين مهمتين، ليستمر مسلسل تراجع المنتخبات السعودية التي كانت ذات زمن متزعمة آسيا. خيب المنتخب الأولمبي السعودي لكرة القدم آمال وتطلعات الجماهير السعودية في حجز مقعد بأولمبياد ريو دي جانيرو بعدما ودع بطولة كأس آسيا المؤهلة للأولمبياد من دور المجموعات، ولم ينجح في تقديم المستوى المأمول، لاسيما وأنه يملك بين صفوفه عددا كبيرا من الأسماء البارزة التي لها حضورها المميز مع أنديتها في المنافسات المحلية. نقطتان لا تكفيان اللافت للنظر، أن الأخضر لم يحقق أي انتصار في البطولة واكتفى بتعادلين أمام تايلاند وكوريا الشمالية، قبل أن يتلقى الضربة الموجعة بالخسارة أمام اليابان في الجولة الأخيرة، ولم تكن النقطتان كافيتين لبلوغ ربع نهائي البطولة القارية وترك الآمال معلقة، ليكون التعامل مع الأدوار المتبقية بطريقة اللعب على المضمون ومباريات الكؤوس وحسب المقولة الشهيرة "اللي تغلبه العبه". إعداد ضعيف لم تكن فترة الإعداد قبل البطولة كافية، واكتفى اتحاد كرة القدم بمعسكر في الإمارات استمر 10 أيام فقط، وهو أمر لم يمنح لاعبي المنتخب حالة الانسجام المطلوبة قبل البطولة. أخطاء بدائية والأبرز وقوع لاعبي المنتخب في أخطاء بدائية كلفته الكثير، سواء على الصعيد الدفاعي أو التمرير أو إنهاء الهجمة، مما كلف الأخضر خسارة 4 نقاط كانت في متناول اليد بالتعادل في اللحظات الأخيرة مع تايلاند وكوريا الشمالية. غياب الروح الروح التي كان يتمتع بها اللاعب السعودي غابت خلال مباريات البطولة القارية، ولم يظهر لاعبو الأخضر الأولمبي بالروح المعروفة عنهم مع أنديتهم، بل على العكس ظهر البعض منهم وكأنه يؤدي المباريات لمجرد تأدية الواجب، فغابت القتالية على الكرة، ولم يكن هناك ضغط على الخصم ولا إصرار على استعادة الكرة في حال فقدها، وعمت الفوضى والاجتهادات الفردية على الأداء بشكل عام، وساد البطء على التحرك داخل الملعب سواء بكرة أو دونها. مراكز مختلفة الجهاز الفني للمنتخب يتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية الخروج المر، كونه لم يتعامل مع اللاعبين حسب إمكاناتهم الفنية، وأشرك البعض منهم في مراكز مختلفة عن المراكز التي يجيدون اللعب فيها، إضافة إلى إصراره على إبقاء البعض على دكة البدلاء، والتخبط الواضح في اختيار القائمة الأساسية، وعدم استدعاء أسماء لها قيمتها الفنية مع أنديتها ويمكنها المشاركة في البطولة وتقديم الإضافة للمنتخب. مدرب مغمور التعاقد مع المدرب الهولندي دري كوستر قبل بداية البطولة بأيام قليلة يمثل خللا كبيرا، فالمدرب المغمور بعيد عن الكرة السعودية، فيما كان المدرب الوطني بندر الجعيثن قريبا من الأحداث وقاد المنتخب خلال التصفيات والتحضيرات الماضية، فكان من الأجدى إبقاء الجعيثن على رأس الهرم الفني ومنحه الصلاحيات كافة التي تساعده على النجاح في البطولة.