افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس، مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية بالرياض، الذي يهتم بأبحاث البترول والطاقة والبيئة وسياساتها المستقبلية، ويهدف لأن يكون صرحًا لتبادل الخبرات والأفكار المتعلقة بالطاقة والبيئة وتوفير استراتيجيات وسياسات هادفة للمملكة وللعالم، انطلاقا من الدور الريادي للمملكة في مجال الطاقة والبترول. وعبر خادم الحرمين عن سعادته بافتتاح المركز الذي يحمل اسم الملك عبدالله (رحمه الله)، وقال: هذا مما خلفه لبلده، ونعتز الحمد لله بما قدمه، ونتبع سيرته كما اتبع هو سيرة والده وإخوانه من قبل وكان عهده عهداً محموداً مشهوداً له بالعناية بمصلحة وطنه ومواطنيه، ونسأل الله له المغفرة والرحمة. وكان في استقبال خادم الحرمين الشريفين لدى وصوله مقر المركز، أمير الرياض صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، ورئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان ووزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي ورئيس مجلس إدارة «أرامكو» المهندس خالد الفالح وعدد من المسؤولين. واطلع خادم الحرمين، على مجسم عن المركز ثم استمع إلى شرح عن المركز من رئيسه المهندس سامر الأشقر، بعدها شاهد في القاعة الرئيسة فيلماً تعريفياً عن المركز. وفي كلمته في الحفل أكد النعيمي أن الطاقة تعد أحد أهم أعمدة تطور الدول، ونموها الاقتصادي، ورخاء شعوبها، ولم يكن لها أن تنمو دون مصادر الطاقة، بمختلف أنواعها، مشيرًا إلى أن المملكة تزخر بثروات ضخمة من الزيت والغاز، حيث تمتلك 20% من الاحتياطي العالمي المعروف من البترول، وهي أكبر دولة منتجة ومصدرة للبترول، والرابعة في احتياطات الغاز الطبيعي، ومن أهم الدول في تصنيع وتصدير المنتجات البترولية والبتروكيماويات والأسمدة وغيرها. وهذا لم يكن ليتحقق دون سياسات حكومية واضحة، وإخلاص المسؤولين، والطاقات المبدعة، المتعلمة، المنتجة، والمخلصة، للمواطنين العاملين في هذه المنشآت العملاقة. وأضاف: لا شك أن البترول والغاز أسهم في رقي المملكة وتطورها، ورخاء شعبها، خلال العقود الماضية، ومستقبلاً، ونحن الآن بحاجة لتطوير مصادر الطاقة المختلفة، من أجل المنافسة اقتصادياً، وتلبية حاجات التنمية، وفي الوقت ذاته، الوفاء بمتطلبات المحافظة على حماية البيئة، وإيجاد حلول عملية وعلمية لاستخدام الطاقة بتكاليف أقل، وفاعلية أكبر. وهنا يأتي دور الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات مثل هذا المركز. وبين النعيمي أن المركز يتميز باستقلاليته المالية، والإدارية، وفي دراساته وأبحاثه، إلا أن هدفه الأساس هو خدمة المملكة ومؤسساتها المختلفة، وبالذات المرتبطة بقطاع الطاقة، بما في ذلك القطاع الخاص، والإسهام في عملية تنوع الاقتصاد السعودي وتوسعه، كما يُسهم في تطور دراسات محلية وعالمية مختصة بالبترول والطاقة بجميع أنواعها مثل الشمس والرياح، بالتعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث السعودية والعالمية، مما يجعل للمملكة موقعًا مرموقًا في أبحاث الطاقة، يعكس أهميتها في هذا المجال.