أطلق جنود الاحتلال أمس الرصاص على 5 شُبَّان في مواجهات باتت شبه أسبوعية على حدود قطاع غزة، في وقت أعلنت حركة «حماس» تأييدها إجراء انتخابات فلسطينية رئاسية وتشريعية. وأكد رئيس المكتب السياسي ل «حماس»، موسى أبو مرزوق، موافقة حركته على «إجراء الانتخابات اليوم قبل الغد»، معتبراً أن «الأمر عند أبو مازن باعتباره رئيساً للسلطة». وكان الرئيس محمود عباس، ألمح في كلمة له الأربعاء من بيت لحم إلى ممانعة الحركة المسيطِرة على غزة تشكيل حكومة وحدة وطنية والذهاب إلى اقتراع، وقال «منذ 8 سنوات ونحن نقول إننا نريد حلاً مع الإخوة في غزة»، متسائلاً «ما هو المطلوب؟ لا يريدون حكومة وحدة وطنية وبلغَني أمس أنهم لا يريدون انتخابات». لكن موسى أبو مرزوق شدد في تصريحات له عبر موقع «فيسبوك»، على التزام حركته ب «كل ما وقَّعت عليه بشأن المصالحة. ونبَّه إلى أهمية «إحياء أركان المصالحة التي توافقنا عليها، التي تنص على الإطار القيادي المؤقت، وهو المجلس التشريعي والانتخابات للرئاسة وللمجلسين التشريعي والوطني». وسيطرت «حماس» على القطاع في صيف 2007 بعد نزاعٍ مع الأجهزة الأمنية في السلطة. وووقع الجانبان في إبريل 2014 اتفاق مصالحة استناداً إلى ورقة كانت أُقرَّت بين الفصائل في القاهرة في 2011م. ونص الاتفاق على إنشاء حكومة وفاق وطني وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات للمجلس الوطني. وأدَّت حكومة وفاق وطني برئاسة رامي الحمد الله اليمين القانونية في يونيو 2014، وضمَّت وزراء من الضفة الغربيةوغزة، لكنها لم تنجح في إنهاء الانقسام. ميدانياً؛ أصيب خمسة شُبَّان فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في مواجهات اندلعت أمس في مناطق حدودية في غزة، على ما أفاد مصدر طبي. وعاين شهود اندلاع المواجهات بعد ظهر الجمعة بين عشرات الشُبَّان والصبية الفلسطينيين من جهة وقوات الاحتلال شرق الشجاعية والبريج من جهة ثانية. وأبلغ الناطق باسم وزارة الصحة في القطاع الطبيب أشرف القدرة، عن «إصابة خمسة مواطنين برصاص الاحتلال خلال المواجهات مع قواته»، مشيراً إلى «4 أصيبوا في المواجهات شرقي الشجاعية (شرق مدينة غزة) وشاب أصيب شرق مخيم البريج وسط القطاع». وأفاد المتحدث بنقل المصابين الخمسة إلى مستشفيي «الشفاء» و»شهداء الأقصى»، واصفاً حالتهم ب «المتوسطة» كون الإصابات تركَّزت في الأطراف. في غضون ذلك؛ تظاهر عشرات الشبان الغاضبين في قرية كفر قدوم التابعة لنابلس في الضفة الغربية أمس تنديداً بمصادرة سلطات الاحتلال أراضٍ فلسطينية. وردَّ المتظاهرون بإلقاء الحجارة وإشعال الإطارات على محاولة الجنود الإسرائيليين فض تجمعهم بالقوة. واندلعت في الأول من أكتوبر الماضي مصادمات في القدس والضفة المحتلة لا تزال مستمرة؛ بسبب الغضب الفلسطيني من محاولات تهويد المسجد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً بين المسلمين واليهود. وغالباً ما تمدَّد الصدام إلى غزة، حيث تقع مواجهات أسبوعية على حدوده. وتخلَّل هذه الهبَّة الشعبية، التي وُصِفَت ب «انتفاضة ثالثة»، استشهاد 142 فلسطينياً بينهم واحدٌ من عرب 1948، في حين قُتِلَ 22 إسرائيلياً وأمريكي وإريتري.