عندما تبرز مفردة الصراع كبوح أسطورة لم تكتب نهايتها بعد، عندما تكون حكايا الحرب الحزينة ورداً يومياً مقدساً، عندما يختلط نشيج الألم مع أنفاس الفجر، فيزرع في الكون الموت والضياع والوجع.. تجد نفسك عند مفترق طريق؛ بين الحق والباطل، بين العدل والظلم، فلا تهدأ رغم تمادي السفاحين، بل تسعى بكل ما أوتيت من فكر وعزم لتطهر الأرض من جبروت طغاة وعنجهية إرهابيين أقسموا منذ أن اعتلوا عروش الحقد والكراهية على أن يسلبوا شعوب الأرض كرامتها، ويهدروا حقوقها.. ويحاوروها بلغة الدم.. أولم يعلموا أن الأرض التي تخضبت بالدماء لاشك أنها ستعشوشب يوما وتورق، رغم ركام الألم، رغم ظلام المحن، ورغم غمائم الشؤم.. لتستجيب السماء لنداءات الحرية والكرامة والعدل. إن شلالات الدم هنا وهناك، وأشلاء الأطفال الممزقة، وجماجم الشهداء وصرخات الأمهات وآلام المجاهدين ودموع الثكالى واليتامى دوت في بقاع الأرض كفى ظلما، كفى قهراً وتعذيباً. إن الإنسان المؤمن هو بذرة الإصلاح، فعلينا أن نعمل على تربية أنفسنا لنتحدى الصعاب في معترك هذه الحياة لنصل إلى شاطئ الهداية والأمان. علينا أن نكون أكثر وعياً وأكثر تحملاً للمسؤولية. إننا اليوم في مواجهة مفتوحة مع من لا يصنع، ولا يريد أن يصنع إلا مجتمعاً ثقافته الخوف والتبرير واللامبالاة، شبابه متقاعس فاشل، إرادته هشة وضعيفة، وهو لا يتوانى عن سحق كل من يعترض طريق انحرافه. إذن.. لابد أن نستعد لهذه المواجهة؛ فعلى القائد مسؤولية، وعلى رجل الدين مسؤولية، وعلى أصحاب القلم الحر مسؤولية، وعلى الشاعر مسؤولية.. كل فرد في منظومة المجتمع عليه مسؤولية لابد أن يرعاها ليساهم في نجاة الأمة من مستنقع التخلف والجمود والسلبية وإلا فإن الصمت اليوم يعد جريمة في حق الأمة لا تقل عن جرائم الإرهاب.