عاود فيروس كورونا المُسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية نشاطه بعد 8 أيامٍ من الخمول، إذ أدَّى إلى وفاة مواطنٍ أمس في مدينة الهفوف، بينما لم تُرصَد إصاباتٌ جديدة به أو حالاتُ تعافٍ. وأعلنت وزارة الصحة، في بيانٍ لها مساء أمس السبت، وفاة مواطنٍ يبلغ 57 عاماً ويقيم في الهفوف تأثُّراً بإصابته سابقاً ب «كورونا»، علماً أنه لا يعمل في القطاع الصحي ويعاني من أمراضٍ مزمنة. وبهذه الحالة؛ يفتتح شهر صفر الجاري سجلَّه مع ضحايا المتلازمة، إذ لم تظهر في أيامه الثمانية الأولى أي إصابات أو وفيّات، بينما رُصِدَت خلالها حالة تعافٍ واحدة كانت في الهفوف. وسجلت «الصحة» آخر وفاة بالمرض في ال 29 من محرم وآخر إصابةٍ في اليوم التالي، وكلاهما في الرياض. وإجمالاً؛ أصاب الفيروس 1277 شخصاً منذ ظهوره في المملكة في صيف عام 2012. وتُوفِّيَ 548 من هؤلاء بنسبة 42.9% من الإجمالي، فيما تعافى 727 بنسبة 57%، ولا يزال شخصان قيد المراقبة العلاجية بنسبة 0.1%. ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية مرضٌ معدٍ قد يؤدي إلى الوفاة، وهو أخطر من التهاب الجهاز التنفسي الحاد «سارز»، رغم انتماء الفيروسين المسبِّبين للمرضين إلى نفس عائلة الفيروسات التاجية. وتزيد نسبة وفاة المصابين بالمتلازمة بنسبة 38% مقارنةً بإصابات «سارز» الذي ظهر في شرق آسيا قبل سنوات. وكان وزير الصحة، المهندس خالد الفالح، وصف قبل أسبوع تجربة «كورونا» ب «صعبة ومريرة». لكنه أبدى تفاؤله بها لأنها مكَّنت المملكة من بناء قدراتٍ بحثيةٍ تجعلها دولة قيادية في المنظومة الطبية، مرجِّحاً أن يكون في البيئة السعودية ما تناسَب مع خصائص الفيروس، وهو ما يفسِّر ظهور معظم الإصابات فيها. أظهر إحصاء أعده «الشرق» تسجيل جميع إصابات "كورونا" خلال محرَّم الفائت والأيام ال 9 الأولى من صفر الجاري في منطقة الرياض ومحافظة الأحساء.وتوزَّعت 22 إصابة رصدتها وزارة الصحة منذ بدء العام الهجري الجاري بين 14 في منطقة الرياض (الرياض، الخرج، الدوادمي، عفيف) و8 في الأحساء كلُّها في مدينة الهفوف.