استضافت دائرة المكتبة الوطنية في المملكة الأردنية الهاشمية بعمان مساء الأحد ضمن نشاط كتاب الأسبوع الدكتور فيصل غرايبة للحديث عن كتابة "رؤى بعيدة لمستقبل واعد". وأعتبر رئيس الوزراء الأردني الاسبق الدكتور معروف البخيت في قراءته النقدية أن الكتاب محاولة للإسهام بتقديم إجابات لأسئلة يطرحها المواطن العربي الواعي على نفسه، وعلى من حوله وهي أسئلة عديدة تشغل أذهان النخبة ودعاة التغيير الايجابي نحو الأفضل. وأشار البخيت إلى أن المؤلف اختار بذكاء مجموعة من الكتب لمفكرين عرب ومبدعين تم انتقاء أفكارهم التي طرحوها؛ كإجابات على تساؤلات المواطن العربي، وناقشها المؤلف بحيادية ومهنية، ولم يغير فيها؛ لكنه أعاد تبويبها لتأتي في سياق أفضل للفهم، والهدف من هذا كله هو خير الأمة ومستقبل اجيالها لتستعيد مكانتها وموقعها واسهامها في مسار الحضارة الإنسانية. وبين البخيت أن ما تضمنه الكتاب: سؤال عن الذات وامثلته وعن الشخصية العربية والمرأة وسؤال عن الآخر وامثلته، العلاقة بين العرب والغرب واتجاهات العولمة في الالفية الثالثة وسؤال عن الابداع وامثلته، الرواية العربية ودور المفكر في حياة المجتمع، وسؤال الماضي وامثلته المثلث الحضاري بين الواقع والمثال، والماضي بين مخزون الذاكرة وسدول النسيان. وتحدث عن انطباعاته حول الكتاب فقال إن لغته سلسة وبسيطة مفهومة، إضافة إلى أن توقيت هذا الكتاب جاء موفقاً في المرحلة الدقيقة التي يمر بها الوطن العربي وحالة الصراع السياسي والاجتماعي الشرس والقاسي وما رافقه من تغيب للعقل يفرض على كل منا وعلى المثقفين بشكل خاص أن يقدموا المبادرات والأفكار التي تساعد على الخروج ونهوض الأمة والتحاقها بركب الحضارة ولن يتأتى هذا إلا بإجراء المراجعات الجريئة والجادة بأوضاعنا وأساليب تفكيرنا. وقال الدكتور كليب الفواز إن الكتاب يعطينا إجابات عن اسئلة تتعلق بوجودنا وتشغل بالنا على مدى القرنين الماضيين، كما أن لدى الكاتب هوس بالثقافة وخوفاً على مستقبلها ويضعنا أمام حقيقة يذكرها كثيراً في الكتاب تؤكد أن تطور تقنيات الاتصال سيضع الشعوب جميعها في هذا الكون الواحد على خط سير واحد وأمام فرص متساوية في مضمار سباق الأفكار. وأشار إلى أن الكاتب ابدع في عرض الأفكار التي تضمنها بعض كتب المؤلفين وتحليلها وأثرها على واقعنا العربي، إضافة إلى التنوع في المواضيع واختلاف ثقافة المؤلفين وهو سمة الكتاب؛ فالمواضيع تتوزع على خارطة بين موضوعات عدة لا تقتصر على ناحية واحدة ولا على اتجاه فكري واحد. وبينت الدكتورة أماني جرار أن الكتاب بمثابة رصد لمقولات المفكرين العرب حول القضايا الأكثر أهمية في العالم العربي، ألا وهي التنمية والديموقراطية والمواطنة والانتماء و الاصلاح، مشيرة إلى أنه يمكن تصنيف الكتاب ضمن أهم المؤلفات العربية المعاصرة في مجال الفكر الاصلاحي الساعي لخير الأمة ومستقبل أجيالها فهو يبحث دور النخبة المثقفة في الرقي في مسار الحضارة الإنسانية عموماً. وأضافت أن المؤلف استخدم أسلوب حواري محاولاً الخروج من فكر النخبة الثقافية نحو خير الأمة و السعي لمستقبل أفضل لأجيالها في مسار الحضارة الإنسانية ، يحاول فيه الكاتب أن يجيب عن عدد من التساؤلات الفكرية التي تشغل أذهان نخبة المثقفين العرب و رموز الاصلاح، داعياً فيه للتغيير الايجابي نحو الأفضل للحضارة الإنسانية العالمية. وقال الدكتور فيصل الغرايبة إن القارئ يجد نفسه أمام عدد من الاسئلة: سؤال الذات وسؤال الآخر وسؤال الابداع وسؤال الماضي، مستطلعا اجابته من خلال المثلث الحضاري بين الواقع والمثال، مملكة الأنباط ، ومسح الماضي من الذاكرة ،واشكاليات التأويل وسيسيولوجيا اللون.