أيُّ ثوب ذلك الذي ارتدته المملكة؟ وأيُّ حزن ذلك الذي خيَّم عليها؟ وأي دموع تلك التي انسكبت من ملايين الأعين؟ وأي صدمة تلك التي أفاق عليها الشعب السعودي؟ وأي فاجعة تلك التي تلتها ألسنة المذيعين في نشرات الأخبار؟ وأي يوم ذلك اليوم الذي ودَّعنا فيه والدنا وحبيبنا وقائدنا؟. إن الموت سنة إلهية وقدرة ربانية يجريها على كل خلقه، ولكن الموت الذي أخذ «عبدالله» للقاء ربه أحزن صدورنا وآلم أنفسنا. فمن منا لم تخنقه العبرة أو تذرف عينه الدمعة وهو يشاهد جثمان والدنا يغادر إلى مثواه الأخير؟ ولكن ربنا الذي قدَّر أقداره هو سبحانه الذي أنزل مع المصيبة الصبر، فماذا عسانا أن نقول سوى «إنا لله وإنا إليه راجعون». لقد مات «عبدالله» وحَزِنَّا، وتولى «سلمان» فعوَّضَنا عن حزننا بحكيم قراراته وجميل صنيعه الذي أخرس به ألسنة المتربصين وسد أفواه المغرضين، فالأعداء المارقون كانوا يراهنون على أن وفاة الملك عبدالله – رحمه الله- ستفتح أبواباً من الخلافات داخل الأسرة الحاكمة حول من يكون ملكاً ومن يكون ولياً للعهد، فصدرت قراراته الحكيمة ملجمة لكل أولئك، فالملك سلمان هو خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد هو الأمير مقرن، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل انتقل للجيل الثاني من الأسرة وهم أحفاد المؤسس، فعيَّن «محمد بن نايف» ولياً لولي العهد. فشكراً لله أن منحنا قيادات مشرفة زرعت الأمن في بلادنا والأمل في نفوسنا، وحمداً لله على قضائه وقدره، والله أسأل أن يديم نعمه علينا ويقينا الشرور والفتن.