عايشنا صغاراً جزءاً من المنظومة المباركة وأدركنا كباراً تتابع تولي أمر الحكم في بلادنا حفظها الله منذ تأسيس المملكة في عهد الملك عبدالعزيز غفر الله له وكيف كان انسياباً وفق شرع الله منذ الخلافة الراشدة، نعي ومبايعة، وإدراك لأهمية سد الفجوة في وجه الشيطان في دخوله لتفريق الأمة وبعثرة لَبناتها التي تصلب قوامها لتبقى شامخة قوية الأساس متينة الجدر تحفها وترعاها عناية ملك الملوك عز جلاله وعظم سلطانه. عيّن الملك عبدالعزيز ابنه سعود ولياً للعهد وبوفاته عُقد العزاء وتبعته البيعة لسعود ملكاً، وعيّن أخاه فيصل ولياً للعهد وبوفاته كان العزاء وبعده المبايعة لفيصل ملكاً، وبدوره عيّن أخاه خالد ولياً للعهد، ثم كان له لعزاء ولخالد المُلك، وعيّن أخاه فهد نائباً وخلفاً له، وعندما توفي تم العزاء وتبعته البيعة لفهد ملكاً، وأعلن أخاه عبدالله خلفاً له، ولوفاته كان العزاء وعقبته البيعة لعبدالله ملكاً، وكان الأسبوع الماضي ولازلنا نعزي ونُعَزى في فقيد الأمة عبدالله بن عبدالعزيز فتوافدت الجموع من الداخل والخارج للصلاة عليه وللعزاء فيه وخيم الحزن وذرفت الدموع في كل بيت رحمه الله وشمل برحمته تعالى مؤسس هذا الكيان وعقبه من أبنائه، كان العزاء ولازال وبُويع سلمان ملكاً في نفس الوقت بعد أن عينه الملك عبدالله ولياً له بوفاة أخويه سلطان ونايف رحمهما الله. تلك الانسيابية والمرونة في الانتقال من حاكم إلى عقبه كان ذلك المعلم البارز الذي تحدث عنه القاصي والداني ولا نملك فيه إلا الشكر لله مدبر الكون رب كل شيء ومليكه على ما حبانا من نعمه وفضله، فرحم الله عبدالله وبارك لنا في سلمان وولي عهده مقرن وولي ولي عهده محمد وسدد على طريق الخير خطاهم وبارك في مسعاهم لما فيه خير الأمة بأسرها، ليواصلوا المسيرة المباركة في النهج القويم شرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهو السر العظيم في العزة والسؤدد والفلاح والأمن والأمان، تمت البيعة وبشائر الرخاء ترتسم في طلائع الأيام بغد مزهر بالتفاؤل والخير للبلاد والعباد. حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه ومن كيد الكائدين وتآمر الطامعين.