وحَّد الحادث الإجرامي الذي وقع في قرية الدالوة وراح ضحيته عدد من الأبرياء، علماء ومشايخ الأحساء، مؤكدين رفضهم التام لمثل هذه الأعمال الإجرامية، مشددين على أن ذلك سيزيد تمسك المواطنين بوحدتهم الوطنية. ووصف نائب رئيس المجلس البلدي في الأحساء وإمام وخطيب جامع آل ثاني الدكتور الشيخ أحمد بن حمد البوعلي، الحادث الإجرامي الذي وقع في الدالوة بأنه قتل بغير حق وجرم مستنكر عقلاً وشرعاً، مؤكداً أنه لا يجوز الاعتداء على الآمنين. وقال "نحن نُدين هذا العمل الإجرامي، وهذه فتنة، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، وهذا حدث غريب ومنكر ومستهجن في الأحساء، ولم يعهده الأهالي ولا يفعله إلا حاقد أثيم دخيل على الأحساء وتاريخها، إن هذا الجرم اعتداء وظلم للعباد آثم فاعله وجريمة نكراء وهتك للحرمات واعتداء على حرمة النفس المعصومة وعلى حياة المواطنين الآمنين المطمئنين وضياع للمصالح العامة، وما أبشع وأعظم جريمة من تجرأ على حرمات الله". وأضاف البوعلي "قدوتنا النبي صلى الله عليه وسلم كان أول تطبيق عملي للدولة الإسلامية في حسن التعايش ونبذ العنف، وهذه دعوة للجميع إلى الانضباط بضوابط الشرع الحنيف والامتثال لولي الأمر، وأن نحرص على أن نكون صفاً واحداً تجاه هؤلاء الخونة الإرهابيين للحفاظ على مستقبلنا، ولتفويت الفرصة على أعداء هذا الدين وهذا الوطن الذين يطمعون في النيل من وحدتنا واستقرارنا". وأكد أن بلادنا ستظل عزيزة المكان رفيعة الجنان، والأحساء أنموذج فريد للتآلف والتعايش بين أطيافها، وليست تربة صالحة للفتنة، داعياً الله تعالى بأن يحفظ بلادنا من مكر الماكرين، وكيد الكائدين، وأن يحفظ ولي أمرنا وشعبنا ويديم علينا الأمن والأمان، وأن يفضح كل معتد أثيم وحاقد شرير، وأن يحفظ سائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه. وقال الشيخ البوعلي في أحداث الدالوة: "إن من يريد أن يشعل النار في أحسائنا حسداً.. خابت نواياه في سرٍّ وفي علَنِ.. أما وجدتَ سوى الأحساء تُمطرها شرّاً وتبذرها من بذرة الفتنِ". عمل إجرامي وقال الشيخ عبدالجليل البن سعد إنه بحدوث هذا العمل الإجرامي نقابل ظاهرة انعدامية من الناحية الأخلاقية والنفسية، وهي من الأمراض الروحية المكتسبة التي لا تعرف ديناً ولا مذهباً، طبيعتها الشعور بالانتقام الذي يبدأ بالنفس أولاً عندما يتصور هذا الانتقامي أو ذاك أنه لن يكفر عن ماضيه، ولن يرضي باريه إلا بالنقمة والإبادة الشاملة تجاه المسلم والكافر السني والشيعي على السواء، وقال "نحن إن كان قد آلمنا ما حل بتلك الأرواح البريئة من أبنائنا الأعزاء، فقد زادنا الحدث ذاته شعوراً بالنصر وشعوراً بوحدة الوطن من خلال قوة وتنوع التصريحات المنددة بهذا الفعل الإجرامي، حيث شهدنا ردود أفعال واسعة وسريعة تؤكد على أن الوعي بخطر هذه المجموعات اليوم أقوى منه بالأمس، وتؤكد على مدى الاستيعاب العام لمشروع النسيج الواحد للوطن الواحد". جرم على الوطن أما الشيخ عادل بو خمسين، فقدم التعازي لأهالي قرية الدالوة العزيزة في أبنائهم الشهداء، وقال "هؤلاء أبناؤنا جميعاً، وأبناء الأحساء، وأبناء الوطن مضوا إلى بارئهم بعزة إيمانهم ويقين عقيدتهم، وأن هذا الجرم الشنيع بحقهم هو جرم على الوطن بكامله.