كشف وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله عبدالرحمن الحصين عن تخوفه الشديد على الثروة المائية، وقال إنه من خلال تجربتي الشخصية المباشرة وغير المباشرة مع خطط العمل دون تحديد سقف زمني لإنفاذها يؤدي حتماً إلى أن يستغرق ذلك أمداً طويلاً، ونحن في سباق مع الزمن لتدارك ما يمكن تداركه من الثروة المائية غير المتجددة قبل نفادها على محاصيل زراعية يتوافر لها البديل، وعلى رأس القائمة زراعة الأعلاف. وأضاف الحصين أن منطقة حائل تستهلك في الوقت الحاضر لإنتاج محاصيلها الزراعية قرابة مليارين وثلاثمائة مليون متر مكعب سنوياً، وللأعلاف وحدها مليار وأربعمائة مليون متر مكعب سنوياً، وإذا قارنا ذلك باستهلاك المنطقة لمياه الشرب وهو 32 مليون متر مكعب سنوياً لوجدنا أن ما تستهلكه المنطقة زراعياً في السنة الواحدة يعادل الاستهلاك السنوي لسبعين سنة، وللأعلاف وحدها ما يعادل 45 سنة، أو أن ما سبق استهلاكه في السنوات ال 15 الماضية فقط يعادل استهلاك المنطقة من مياه الشرب بمستواه الحالي لألف سنة، وما استهلك لزراعة الأعلاف في الفترة نفسها يعادل الاستهلاك المنزلي لقرابة (700) عام، واستطرد الحصين لو لم أكن مطلعاً عن قرب على هذه الأرقام المفزعة، ومتحققاً من دقة مصادرها لظننتها من نسج الخيال، ولكنها الحقيقة. وأشار إلى أن الاستمرار على هذا المعدل من الاستهلاك لمياه أحفورية غير متجددة ونافدة لا يعني فقط عدم إمكانية استمرارية النشاط الزراعي في هذه المنطقة وغيرها من المناطق وظروفها متشابهة، بل يعني تهديداً مباشراً وصارخاً لأهم مقومات المنطقة ونمائها إلا وهو الماء للقطاع السكني.