كشفت الكاتبة السعودية سمر المقرن أنها تعرضت تهديد بالقتل من قبل ما وصفته بمتشدد ديني على خلفية انتقاداتها اللاذعة للداعية الاسلامي الشيخ محمد العريفي. وكشفت الكاتبة المقرن في مقالتها بعنوان "القتل والتقطيع دفاعاً عن العريفي " نشرتها "صحيفة العرب القطرية" عن تلقيها رسالة عبر موقعها الالكتروني تهدد بتقطيعها "إربا إربا.. ورميها للكلاب" واصفاً أياها ب "الوضيعة" و"الرافضية". وهذا نص ما كتبته الكاتبة السعودية سمر المقرن : لم يدُر في خلدي أبداً أن هناك من يدعو إلى القتل وإزهاق الأرواح سوى القاعدة وأتباعها، إلا أن المفاجأة جاءت بعد مقالي الذي نشرته هنا قبل أسبوعين تحت عنوان: «العريفي والسيستاني.. الشق أوسع من الرقعة»، عندما وصلتني رسالة على موقعي الشخصي من أحد الأشخاص هذا نصها: «أقول يا سمر المقرن.. سيتم انتشالك وتقطيعك إربا إربا يا وضيعة هل أنتِ كفؤ للتهجم على العريفي؟ أقول سيتم تقطيعك ورميك للكلاب يا رافضية»، في الحقيقة لم يخفني هذا ولا غيره ممن تصلني منهم تهديدات وإن لم تكن قد وصلت إلى حد القتل والتقطيع، فالحمد لله الذي وهبني قلباً قوياً لا يهاب هذا وأمثاله من الجبناء الذين لا يستطيعون رد الحجة بالحجة، وليست لديهم القدرة على استخدام العقل وتفنيد الحق من الباطل؛ لذا ليس بيدهم سوى (القتل) والإقصاء والنعت بالرافضية، مع أني بينت في مقالي السابق أني سنية 100% وأنا ابنة مدينة شقراء النجدية، وكما هو معلوم أن منطقة نجد لا يوجد فيها من ينتمي إلى الطائفة الشيعية، وإن كنت لا أراها تهمة؛ لأننا جميعاً سنة وشيعة مسلمون، نؤمن بالله وبمحمد رسولاً له، إلا أني رغبت في مشاركة قرائي هذه الرسالة التي أحتفظ بها لأضحك من قلبي على أصحاب هذه العقول، ولنفكر سوياً في خطورة هذا الفكر الذي يجتاح المنطقة الخليجية والعربية، هذا الفكر الممسوخ الخطير الذي يرفع راية الدمار والدماء على جبينه، وبالتالي نحن جميعاً نحمل على جبيننا العار أمام المجتمع الدولي جراء تصرفات ذوي هذا الفكر. هناك رسائل كثيرة تردني على موقعي الشخصي أو على بريدي الإلكتروني، أضحك كثيراً وأنا أقرؤها، ولا أخفيكم أشعر بنشوة الانتصار فأصحاب هذه الرسائل من بعض مريدي المدارس بكلية المعلمين، ومن بعض مريدي الدكتور محمد العريفي ليس لديهم إلا السب والشتم والتهديد، تمنيت لو وصلتني رسالة واحدة فقط فيها حجة تجعلني أتراجع عن موقفي، لكن ولله الحمد لم أجد إلا كلمات بذيئة ونابية تزيدني إصراراً على المضي في هذا الطريق من أجل دحر الباطل وأن أكمل رسالتي التنويرية في زحزحة قناعات بعض المغيبين التابعين دون تفكير، هذه الرسالة الراسخة في قناعاتي أننا جميعاً أبناء دين واحد وعلينا أن نقبل بعضنا ونتعايش على اختلافاتنا كما جاء في توصيات والدي الحبيب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –أطال الله في عمره- لأن الدين الإسلامي دين عظيم، وجاء من أجل هدف نبيل، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون أصحاب الألفاظ النابية وأصحاب التهديد بالقتل والتقطيع هم من المتمسكين بأركانه، بل هم مجرد أصوات نباحة ناهقة لا تعرف إلا التبعية، تماماً مثل الرجال الآليين الذي نراهم في أفلام الكرتون، يتحركون آلياً تبعا للتعليمات دون أدني تفكير، قاموا بتسليم عقولهم لمن يجيرها لصالحه ولصالح أهدافه ويتغنى لهم بالدين الإسلامي، وهم مساكين لا يميزون، وليست لديهم القدرة على المعرفة والتمحيص. أستكمل تفكيري بصوت مسموع معكم، فعبر سنوات الكتابة في الصحافة والاختلاف مع كثير من التيارات وبعض الأفكار التي أراها ليست في صالحنا ونقد بعض الهفوات والأخطاء، لم تصلني أية رسالة فيها تهديد واضح بالقتل والتقطيع، بل كانت تصلني أحياناً رسائل من النوع البذيء، وبدوري أشكر أصحاب هذه الرسائل؛ لأنهم يزيدوني إصرارا على المضي في هذا النوع من الكتابة، من أجل تطهير الدين الإسلامي من هذه النوعية، ومع ذلك، وعلى مدى تلك السنوات كما أسلفت لم أستلم رسالة من هذا النوع، لذا أكتفي بما ذكرت وأترك لكم مهمة قراءتها لتدركوا بأنفسكم نوعية التابعين، وغسل العقول إلى أين وصل بنا؟ وهذا مقالها الذي انتقدت فيه الشيخ العريفي : "العريفي والسيستاني.. الشق أوسع من الرقعة": كالعادة شاب الصحوة الدكتور محمد العريفي، يخرج بثرثرة وآراء هي أكبر من أن يُصرح بها «داعية» يفترض أن حدود عمله لا تتجاوز دعوة غير المسلمين إلى الدخول في الدين الإسلامي، مع أني أتحفظ على كثرة الدعاة؛ لأن من يدعو إلى الدين الإسلامي يحتاج إلى التأهيل الخُلقي قبل الخَلقي والعلمي. أنا امرأة سنية 100 %، واختلف مع السيستاني عقيدة وخطاً سياسياً، لكن لا يشرفني ولا يسرني ما فعله العريفي من شق للصف، وبث للفرقة، ونشر للكراهية والبغضاء، فما قام بشقه العريفي أوسع من الرقعة؛ إذ كيف لرجل بالغ عاقل يصف رجلاً آخر أكبر منه وزناً وقيمة وله ثقله الديني والسياسي، بالزنديق الفاجر؟ لو فرضنا أن هذا الداعية يعتقد فجور إمام أو شيخ لطائفة أخرى، أليس هناك شيء من الحلم والسياسة التي تجعل الإنسان يمسك لسانه عن الهفوات؟ وكيف برجل يضع لنفسه لقب «داعية» يحاول من خلال هذا اللقب ضم الآخرين إلى ديننا، وتحبيبهم فيه، وهو لم يستطع أن يتمالك أعصابه في مثل هذا الموقف، فأطلق صرخات متهورة ليس لها زمام ولا خطام، تتسبب في اشتعال جذوة الكراهية والأحقاد من جديد! كما ذكر الشيخ الدكتور عبدالمحسن العبيكان: «إن هذا الرأي لا يمثل حكومة المملكة العربية السعودية، وإن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يسعى دائماً لنبذ الخلافات بين المسلمين وتوحيد الكلمة، وترك التطرف بكل أشكاله التي تشق صف الأمة». نعم يا فضيلة الشيخ عبدالمحسن العبيكان.. نعم يا سادة.. إن ما قام به هذا الداعية المتهور ليس فقط لا يمثل الحكومة السعودية، بل إنه عمل لا يمثل الشعب السعودي المسالم، الذي يبحث عن التعايش والسلم الاجتماعي، في حين أبتلي بالعنصرية التي يتصدى لها جيل واع يدفنها لئلا يكون لها بيننا مكان. الشعب السعودي متعدد، هذا هو تكوينه الاجتماعي، وليس كل السعوديين سنة ولا سلفيين، لكن هذا الشعب العظيم ألف التعايش المتعدد، وكره التعصب المقيت، فنحن نعيش مع المذاهب السنية الأربعة، ونعيش مع الشيعة الاثنى عشرية، والإحدى عشرية، والزيدية، والصوفية، وغيرها من الفرق والمذاهب كإخوة متحابين، نتعاون على كل عمل من شأنه أن يحقق الرفعة والسؤدد لوطننا، نجتمع تحت دين واحد، ونستظل بأرض وطن واحد، وما ابتلينا به جاء بعد أحداث جهيمان وخروج ما يسمى بالصحوة، التي رددت مراراً أنها «الغفوة»، لأنها حركة سياسية خرجت من رحم الإخوان المسلمين لتحقق مآربها السياسية باسم الإسلام! وإلا كيف يخرج الداعية على منابر خطبة الجمعة أو عبر القنوات الفضائية ليتحدث ويجيش القلوب على فرقة مسلمة، تؤمن بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وفي الوقت ذاته يدعي أنه يدعو الآخرين للإسلام! كيف يكون باستطاعة مثل هذا الرجل أن يحبب الآخرين في دينه، وهو نفسه لم يستطع أن يحب من هم على مثل دينه، كثيرة هي التناقضات التي أراها في مثل هذا المشهد! مثل هذه التجاوزات يجب أن يكون لنا على وجه العموم موقف منها، وعلى وجه الخصوص وزارة الشؤون الإسلامية في المملكة، فهذا الخط هو خط نشاز ومنهج خطير ومدمر، كما أنه يتعارض مع توجه وخط الملك الإصلاحي الإنسان الكبير عبدالله بن عبدالعزيز، كما أنه يتعارض مع الحس السليم وقيم التسامح، فهل سنرى من الوزارة موقفاً واضحاً من تلك الممارسات الطائشة التي تهدم ما يبنيه المصلحون في كل لحظة وبكلمة واحدة؟ آمل هذا.