في خضم الأحداث التي تشهدها المنطقة، والصراعات التي تهدد الأمن والاستقرار العالميين لا يفتأ خادم الحرمين الشرفين يحمل على عاتقه أمانة المسؤولية العربية والإسلامية بوصفه القائد المحنك والأب الراعي لمصلحة الأشقاء والأبناء ولم شملهم وتقوية وحدتهم. بادر الملك عبدالله بدعوة الأشقاء في دول مجلس التعاون إلى بيتهم الكبير في الرياض وأذاب في اجتماع واحد جليد التوتر والفتور وعادت المياه إلى مجاريها والسفراء إلى سفارات بلدانهم، والكل هنأ وبارك وأثنى على دوره -حفظه الله- في الملمات والأزمات الصعبة، وكيف أنه استطاع أن يوازن الأمور ويعيد المياه إلى مجاريها.. وقال الجميع: الحمد لله. دول مجلس التعاون، وإن كانت تشكل في حد ذاتها لحمة واحدة ونموذجاً مثالياً للتعاون منذ عشرات السنين، إلا أنها تدرك تماماً أن الوحدة العربية أمر لا يمكن تجاهله كي تكتمل المنظومة وينعم أبناء الأمة الواحدة بكل ما فيه الخير والرخاء للوطن والمواطن. وفي تطبيق واقعي لهذا المفهوم دعا الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بعد اتفاق الرياض التكميلي، بأن تكون مصر، مع أشقائها دول المجلس، قيادة وشعباً جزءاً لا يتجزأ من العمل العربي المشترك في ظل رؤية إعلامية واعية تدعم كل ما فيه الخير للمنطقة وتوجهات قياداتها. العمل السياسي، في ظل رؤية خادم الحرمين الشريفين، لا بد له من دعم ومساندة من وسائل الإعلام وقادة الراي والفكر، ومن هنا جاءت دعوته لهذه الوسائل بأن تعمل جاهدة للإسهام في تحقيق كل أنواع التقارب بين الأشقاء وإنهاء كل خلاف يمكن أن يحدث بينهم. هذه الرؤية من الأب القائد تجسد الدور الكبير الذي يمكن لوسائل الإعلام أن تقوم به في مناصرة قضايا الحق والعدل وتأثيرها الكبير في تكوين التوجهات لدى العامة ورسم السياسات وتبني الأفكار. إدراك خادم الحرمين الشريفين لدور الإعلام لم يكن وليد اللحظة فقد أكد -حفظه الله- في أكثر من مناسبة على أهمية الكلمة ووجوب الحرص والتأكد من أن كل ما يكتب يصب في المصلحة العامة للوطن وللامة بكاملها. وقد سبق وأن شبه -حفظه الله- (الكلمة) بالرصاصة في قوة وسرعة الأثر، كما سبق وأن أصدر أوامره الكريمة بإنشاء الهيئات الإعلامية الجديدة ووجه بتنظيمات إعلامية عديدة في مجال الإعلام المقروء تكفل حماية الحرية الشخصية وتحاسب كل من يحاول الإساءة للآخرين بأي شكل من الأشكال. نحن الآن في زمن تحيط بنا فيه وسائل إعلام وتواصل متعددة ومتنوعة بعضها يحمل أفكاراً سلبية نلمس أثرها واضحاً لحظة بلحظة مما يتوجب معه استشعار المسؤولية كاملة والسير وفق الرؤية والنهج الذي رسمه خادم الحرمين الشريفين ونجعله خارطة طريق نسير عليها بكل قوة وثبات لتوفير المناخ الملائم لرأب الصدع ونبذ الفرقة والانقسام.