أكد متخصصون وأطباء، أن ما يسمى ب»المخدرات الرقمية» مجرد وهم نفسي، ولا يوجد دليل علمي حولها ومدى ضررها، فضلاً عن أن الترويج لذلك جاء من جهات باحثة عن الإثارة وجذب الجماهير. ضجة إعلامية وهمية أكد أستاذ علم النفس في جامعة الملك سعود مستشار الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الدكتور نزار الصالح، أن «المخدرات الرقمية» مجرد ضجة إعلامية وهمية، ومن المفترض ألا يُنشر عنها إعلامياً بهذا الحجم، مؤكداً أن «اللجنة الوطنية ستدرس هذه النقطة وستعد بحثاً علمياً عن مدى خطر تلك النغمات على الدماغ البشري». وحث الأسرة إلى توجيه الأبناء والفتيات بعدم الدخول إلى تلك المواقع من باب التجربة والفضول وعدم تناقل الأخبار عنها. لم تسجل أي وفاة من جهته، قال مدير مستشفى الأمل في جدة الدكتور أسامة ابراهيم: «لم تسجل أي حالة وفاة متعلقة بالمخدرات الرقمية»، مشيراً إلى أن مستشفيات الأمل في منطقة جدة التي تخدم أربعة مناطق هي: مكةالمكرمة، وعسير، وأبها، والمدينة المنورة لم تسجل أي حالة مصابة بمثل هذا النوع من المخدرات. وأضاف: «موضوع المخدرات الرقمية طرح قبل سنوات عدة دولياً ومحلياً لكنه لم يلق صدى كون استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كان محدود». وتابع: «الموضوع فيه كثير من المبالغة، لابد من وجود دراسة علمية للوصول إلى إجابات دقيقة، وأن تأثيرها مجرد إيحاء يعتمد على مدى تقبل الشخص لها، وأن منشأها نفسي وليس كيمياوياً». د. نزار الصالح: مجرد ضجة إعلامية وهمية وسنعد بحثاً علمياً بذلك وأشار إلى أنه من الناحية العلمية استبعد أن يكون مثل هذا الشيء صحيحاً. مؤثرات لا شكل لها وأكد مدير مستشفى الأمل في الدمام ومستشار أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الدكتور محمد الزهراني، أن موضوع المخدرات الرقمية أو المؤثرات الصوتية طرح قبل أربع سنوات، وجرت مناقشته في إحدى الملتقيات العلمية، مؤكداً أن هذه المؤثرات لا شكل لها وربما تأثيرها على الدماغ، وهذا يحتاج إلى دراسات لمعرفة خطورة تأثير هذه النغمات على الدماغ وهل تؤثر على مركز الإثابة وعلى مخ الإنسان وهل يتحمل الدماغ قوة هذه الموسيقى، موضحاً أنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة تذكر في مستشفيات الأمل في الدمام أو استقبال أي حالة متعلقة بمثل هذا النوع من المخدرات، وقال مختتماً حديثه: «ما تم تناقله مجرد شائعة منذ 150 عام». المسمى خاطئ بدورها، قالت استشارية الطب النفسي في أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وخبيرة الأممالمتحدة في علاج الإدمان الدكتورة منى الصواف، أن إطلاق تسمية «المخدرات الرقمية» على هذا النوع من المؤثرات الصوتية هو «مسمى خاطئ» كونها ليست مخدرات، حيث أثارت حالة من الهلع بين عامة الناس بما سببته من لغط من دون أساس علمي ما أدى إلى حرف الانتباه عن المشكلة الأساسية التي تواجه الإنسان في العصر الحديث وهو ازدياد المخدرات التقليدية. د. عايد الحميدان: إثارة ذلك أمر مقصود بعد خسائر مواقع النغمات والأغاني وأضافت: «الدليل على ذلك إفادة الدكتور شتاين في منظمة «nida» المركز القومي لأبحاث الإدمان والمخدرات في أمريكا في رده العلمي عن مثل هذه المخدرات بوصفه لما تفعله هذه المخدرات الرقمية على خلايا الدماغ أنها تعمل موجات مختلفة للأذن اليمنى عن اليسرى يسمعها الشخص عن طريق سماعات، وتسبب اضطراباً في تناغم كهرومغناطيسية الدماغ حيث لم يثبت علميا في كل الأبحاث أنها تسبب الإدمان، إضافة إلى كونه يمكن استخدامها للتعرف على الأشخاص التي تبحث عن الإثارة وأنها تحت الملاحظة العلمية منذ 150 عاماً، كما اثبت العلم استخدام الموسيقى في التأثر على الحالات المزاجية واستخدام الموسيقى للاسترخاء. وتابعت: «بائعون لمثل هذه التجارة يروجون لها عن طريق أسماء جذابة وبراقه بوصفها شبيهة ب«الكوكايين» في حين أن مثل هذه التجارة تعتبر غير مشروعة لاستغلالها أحلام الآخرين. وهم نفسي وقال الخبير الدولي في مجال المخدرات من دولة الكويت الأستاذ الدكتور عايد علي الحميدان: «ما يثار عن المخدرات الرقمية هو وهمٌ نفسي صنعه الخاسرون فساءت تجارتهم وما يمكرون». وتساءل، هل بعد هذا الكم الهائل من العرض والنشر عن المخدرات الرقمية يعلم الناس لماذا أثير ذلك بهذا التوقيت؟، وما هي الحقائق الخفية وراء ما أسموه «المخدرات الرقمية»؟. وأضاف ملخصاً هذه الحقائق، أنه لا يوجد ما يسمى ب «المخدرات الرقمية»، ولكن هي جرعات الموسيقى الرقمية التي تنجم عن سماع الموسيقى الصاخبة أو النغمات الصوتية أو الذبذبات أو الترددات العالية، ويلجأ لها أحياناً بعض المدمنين بعد تعاطيهم أنواع محددة من المخدرات ليحققوا حالة من الطرب اغير المألوف والصراخ والصخب، وأشهر هذه العقاقير المخدرة التي توصلهم للجوء لذلك عقار «الإكستازي» أو عقار «ال اس دي 25». أثر ذلك لا يتجاوز الوهم النفسي وقال: «لا يصل إلى حالة الإدمان على الموسيقى الرقمية إلا من وصلوا لحالة الإدمان الشديد والتدهور الصحي وخاصة النفسي»، مشيراً إلى أن أغلب من يلجؤون إلى الموسيقى الرقمية هم المدمنون المصابون بحالة من الهوس والشرود الذهني ويشعرون أن المخدر الذي يتعاطونه لا يكفيهم، لذلك يلجؤون للصخب والموسيقى الماجنة ذات الصوت المرتفع حتى يطفئوا حالة اللاوعي أو الفوضى العبثية داخلهم». وأضاف: «تنتاب من يدمن المخدرات حالة هستيريا فهو يصاب بخلل بتفكيره ونتيجة لتلف بعض خلايا المخ لا يعرف ماذا يريد؟، لذلك يريد أي شيء يخرجه من عالمه وبصورة مفزعة فيلجأ للحفلات الصاخبة والموسيقى المرتفعة ومنها الموسيقى الرقمية». وذكر أن الإدمان على الموسيقى الرقمية يصاحبه تأثير خطير لهذه الموسيقى المرتفعة ذات الذبذبات العالية فتؤثر على العصب السمعي ويصاب بالغالب بالصمم، وأن الحالات التي ذكرت في العديد من التقارير هي حالات جداً منخفضة وتمت المبالغة في تضخيم أرقام المدمنين على ما أسموه «المخدرات الرقمية» في بعض الدول العربية رغبةً في الإثارة الإعلامية. وقال: «لم يتم أخذ رأي المختصين عند تداول ونشر تقارير الإدمان على ما أدعوا أنه المخدرات الرقمية، وتم عرض ما أثاروه حول «المخدرات الرقمية» على المشاهد ووصفت هذه الحالات بأنهم المدمنون لكن يتضح أنها حالات تمثيلية وكأنها صعق بالكهرباء أو صدور حركات التشنج اللاإرادية وهي أقرب لحالات الشعوذة وخرافات إخراج السحر أو الجن. ولفت إلى أن بعض وسائل الإعلام ومنها القنوات الفضائية سعت إلى عرض ما سمي ب «المخدرات الرقمية» بأسلوب دعائي غير مباشر للتوجه لبعض هذه المواقع الإلكترونية، وربما يكون ذلك ناجماً عن خطأ بشري في إعداد التقارير التي عرضت ذلك. د. إبراهيم الدبل: من روج لذلك جهات باحثة عن الإثارة وجذب الجماهير وذكر أن عرض ما يسمى «المخدرات الرقمية» في هذا التوقيت هو في الغالب أمر مقصود بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها مواقع تحميل النغمات والأغاني والموسيقى بصفة عامة فقام أصحاب هذه المواقع بإعادة ترتيب التسويق التجاري وعرض برامج دعائية منها ابتداع فكرة المخدرات الرقمية للدفع بالبعض لشراء هذه النغمات والترددات الصوتية والسمعية عبر ملفات عديدة ومتنوعة مثل MP3 وMP4 وذلك رغبةً بالكسب المادي. وحث على ضرورة الانتباه للشباب وفتح حوار معهم من الأسرة والمجتمع لبيان الحقائق، كما يجب أن ترصد مواقع ترويج ما يسمى «المخدرات الرقمية» وتحظر وتحجب لأنها في الغالب مواقع خصبة ووسيلة لنشر وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية، وربما تكون وسيلة مبتكرة لتوزيع المخدرات عبر شبكة الإنترنت. العلوم البشرية محدودة الأثر من جانبه، قال مستشار الأمانة العامة لمكافحة المخدرات الدكتور عبدالإله المشرف: «لا تزال العلوم البشرية محدودة الأثر في التحكم في عقل الإنسان وإرادته، مشيراً إلى أن القدرة على التحكم في جهاز متطور جدا بالغ التعقيد كالدماغ أمر صعب ليس فقط لجهلنا بميكانيكية عمل عقولنا وطبيعة نفوسنا بل أيضا بقدرة الجسم على المفهوم والتكيف لمؤثرات ومتغيرات البيئة ولذا تسعى الجهات السياسية والمخابراتية إلى توظيف مراكز البحث والدراسة بتسويق معلومات مضللة لتضخيم قدراتهم وتصويرهم بأنهم قادرون على التحكم في حياتنا وهذا إطلاقاً غير صحيح لكن الهدف تخويف الشعوب وتطويعها والأدلة تؤكد هذه الحقائق فإسرائيل التي تملك الوصول إلى أرقى تقنيات التجسس عجزت عن معرفة وإدارة وتطويع منطقة محصورة تحت سلطانها. وأضاف: «ما أريد تأكيده هو عدم الثقة في تقارير مراكز البحث والدراسات الغربية في تقاريرها ذات الأثر الاستعلاني الاستعماري فلكها موجهة لمصالح دول بعينها في أوائل القرن الماضي كان الأطباء ينصحون بالتدخين لأنه مفيد للصحة لأهداف استثمارية ونرى كيف تمنح جائزة نوبل للسلام وكيف توظف الجوائز المماثلة لمصالح السياسة». يؤكد أنه لا يوجد عملياً قدرة تقنية لتغيير سلوك أو اتجاهات الإنسان من دون إرادته. حروب إلكترونية وذكر مدير إدارة التخطيط والتطوير والتدريب في أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمستشار والمدرب الدولي سمير الخطيب، أن صناعة الحروب الإلكترونية والكثير من الأدوات العالية التقنية والتكنولوجيا من الأقمار الصناعية والموجات والإشعاعات الميكروفيه IR والترددات الالكترونية والمغناطيسية هي علوم قديمة منذ 1954 وحتى 1971 تمت عليها دراسات وبحوث علمية من IBC وجهات حكومية عسكرية غربية هي بكل المعرفة ليست «مخدرات رقميه». ولكنها حرب إلكترونية مقتنه ومدمرة. لحياه الإنسان والبيئة بأكملها والجديد منها ينطوي منذ 2008 تحت جرائم الإنسانية والاقتصادية والمعلوماتية بما يعرف حرب السايبر. الرقمي. Cyber digital crimes المخدرات المزعومة وتحدث الدكتور ابراهيم الدبل من شرطة دبي، عن وجود مواقع صعدت «المخدرات الرقمية»، والتهويل لأهداف الغرض منها زيادة المتابعين والمشاهدين والإعلان عن زيارة مواقع بأسلوب يجذب الشبان، وقد يكون هذا الأسلوب يسوقهم لتعاطي المخدرات الحقيقية، وليست الرقمية المزعومة. وذكر أن هناك مواقع روجت على رفع حالة التأهب لمواجهة هذه المخدرات وأن الدوائر الأمنية في الخليج العربي بدأت «رصد الظاهرة وتجفيف مصادرها»، وأنها قد سجلت حالات إدمان من هذا النوع من التعاطي الرقمي بحسب تعبيرهم، لكن في الواقع لم يصدر حتى اليوم أي بيان رسمي عن وجود ولو حالة واحدة في الإمارات تعد أو توصف ب«حالة» إدمان مخدرات رقمية. د. علياء الحسن: لا يوجد دليل علمي على ضررها بأي شكل من الأشكال وذكر العديد من مستخدمي مواقع التواصل في الإمارات، أنهم استمعوا لهذا النوع من المخدرات المزعومة، لكنها لم تصبهم بأي شيء، لكن في المقابل هناك عدد أكبر لا يعرف حقيقة الموضوع بشكل علمي فتعلو أصواتهم ذعراً وتحذيراً. واكد الدبل أن الحديث عن «المخدرات الرقمية» ليس جديداً، وسبق أن انتشرت موجة إعلامية مشابهة في 2010، لكن الجهات الباحثة عن الإثارة وجذب الجماهير بأي شكل لا تتورع عن خلق «وحوش» وهمية بين الحين والآخر. ويبقى أن نذكر أن الخطر ربما في «المخدرات الرقمية» أنها تجعل الشباب والمراهقين يفكرون أكثر بتجربة المخدرات الحقيقية، وتزيد من إعجابهم بها، وسعيهم للوصول للحالات التي فشلت «المخدرات الرقمية» في منحهم إياها. الدليل العلمي مفقود وتحدثت مديرة إدارة دعم جهود التنمية المجتمعية في مركز شرطة دبي الباحثة الإماراتية علياء حسين، عن دراسة علمية كاملة أعلنتها في يونيو 2013 ونشرها موقع «24»، تناولت فيها عصر المعلومات وتغير أنماط الحياة من خلالها، وبالتحديد تلك المتعلقة بالمخدرات الرقمية، وأن الخطر من انتشار «المخدرات الرقمية» بين الشباب، «أنها قد تؤدي إلى محاولات تجريب المخدرات الحقيقية فيما بعد». وبحسب الطبيب النفسي واستشاري الإدمان اللبناني الدكتور جوزيف خوري، في مقابلة نشرها موقع «ناو ميديا»، فإنه «لا دليل علمياً ولا ورقة بحثية واحدة ذات قيمة، تؤكد أن ما يعرف ب «المخدرات الرقمية» تؤدي لأعراض الإدمان أو تسببه، وأضاف: «لا دليل علمياً على ضررها بأي شكل من الأشكال». وانتقد خوري التقرير المعروض الذي وصفه ب «الهراء» و«التفاهة». د. عايد الحميدان د. إبراهيم الدبل د. عبدالإله المشرف د. نزار الصالح سمير الخطيب د. منى الصواف