أكدت الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عدم تسجيل أي حالة وفاة ناتجة عن المخدرات الرقمية، نافية صحة ما روجت له بعض وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس بخصوص تسجيل أول حالة وفاة بالمخدرات الرقمية لشاب أقدم على تعاطي "2 ميجابايت". وقال الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية والخبير الدولي بالأممالمتحدة عبد الإله بن محمد الشريف ل "سبق": "المخدرات الرقمية أو ما يسمى بالمؤثرات الصوتية عبارة عن نغمات موسيقية وجدت بالأصل في العلاج النفسي وتطبق في بعض المراكز النفسية في الدول الغربية وتستخدم في نطاق ضيق لدى مدمني المخدرات للبحث عن النشوة التي فقدوها نتيجة الإدمان الشديد".
وأضاف: "ما تم نشره في عدد من وسائل الإعلام العربي عن أنها تسبب الإدمان والوفاة، غير صحيح، ويحتاج تقييم مدى خطورة وتأثير المخدرات الرقمية إلى دراسات وبراهين، وهذا ما ستفعله اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالتعاون مع مستشفيات الأمل والمديرية العامة لمكافحة المخدرات".
وناشد "الشريف" الشباب التزام الحيطة والحذر بخصوص ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
أما مدير مستشفى الأمل بجدة الدكتور أسامة إبراهيم فقد أخبر "سبق" أنه لم تسجل أي حالة وفاة متعلقة بالمخدرات الرقمية، وقال: "لم تستقبل مستشفيات الأمل في منطقة جدة أي حالة مصابة بمثل هذا النوع من المخدرات ضمن المناطق التي تتبع لها وهي مكةالمكرمة ومنطقة عسير وأبها والمدينة المنورة.
وأضاف: "موضوع المخدرات الرقمية طرح قبل عدة سنوات دوليا ومحليا ولكنه لم يلق صدى لأن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كان محدوداً.
وأردف: "هناك كثير من المبالغة بالموضوع ولا بد من وجود دراسة علمية للتوصل إلى إجابات دقيقة، حيث إن تأثيرها مجرد إيحاء يعتمد على مدى تقبل الشخص لها وأساسها نفسي وليس كيمياوياً، ومن الناحية العلمية أستبعد أن يكون مثل هذا الشيء صحيحاً".
بدوره؛ قال مدير مستشفى الأمل بالدمام مستشار أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الدكتور محمد الزهراني ل"سبق": "موضوع المخدرات الرقمية أو المؤثرات الصوتية طرح قبل أربع سنوات وتمت مناقشته في أحد الملتقيات العلمية".
وأضاف: "هذه المؤثرات لا شكل لها وربما يكون تأثيرها على الدماغ وهذا يحتاج إلى دراسات لمعرفة خطورة تأثير هذه النغمات على الدماغ وهل تؤثر على مركز الإثابة وعلى مخ الإنسان وهل يتحمل الدماغ قوة هذه الموسيقى".
وأضاف: "لم يتم تسجيل أي حالة وفاة في مستشفيات الأمل بالدمام أو استقبال أي حالة متعلقة بمثل هذا النوع من المخدرات، وما نسمعه مجرد شائعات".
من ناحيتها؛ قالت استشارية الطب النفسي في أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وخبيرة الأممالمتحدة في علاج الإدمان الدكتورة منى الصواف ل"سبق": "إطلاق اسم المخدرات الرقمية على هذا النوع من المؤثرات الصوتية خطأ لأنها ليست مخدرات".
وأضافت: "لقد أثيرت حالة من الهلع بين عامة الناس بسبب ترديد عبارات خاطئة وأدى ذلك إلى تجاهل المشكلة الأساسية التي تواجه الإنسان في هذا العصر وهي ازدياد المخدرات التقليدية".
وأشارت إلى إفادة الدكتور "شتاين" من منظمة "nida" المركز القومي لأبحاث الإدمان والمخدرات بأمريكا خلال رده العلمي على من يتحدثون عن مثل هذه المخدرات ووصفه لما تفعله هذه المخدرات الرقمية في خلايا الدماغ.
وقال "شتاين": "هي تحدث موجات مختلفة للاذن اليمنى عن اليسرى يسمعها الشخص عن طريق سماعات وتسبب اضطراباً في تناغم كهرومغناطيسية الدماغ لكن لا دليل على أنها تسبب الإدمان، بينما يمكن استخدامها للتعرف على الأشخاص الذين يبحثون عن الإثارة، وهذا الموضوع قيد الملاحظة العلمية منذ 150 عاماً".
وقالت "الصواف": "العلم استخدم الموسيقى في التأثير على الحالات المزاجية واستخدم الموسيقى للاسترخاء، لكن مروجي مثل هذه التجارة يرددون أسماء جذابة وبراقة بتشبيهها بالكوكايين".
وقال أستاذ علم النفس بجامعة الملك سعود مستشار الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات نزار الصالح: "المخدرات الرقمية أحدثت ضجة إعلامية وهمية ومن المفترض عدم التجاوب مع مثل ذلك".
وأضاف: "اللجنة الوطنية ستدرس الموضوع وتقوم بإعداد بحث علمي عن مدى أخطار تلك النغمات على الدماغ البشري".
وناشد الأسر توجيه الأبناء والفتيات إلى عدم دخول تلك المواقع حتى ولو من باب التجربة والفضول وعدم تناقل أخبار بشأنها.