لقي الأطباء الهنود استحساناً أوفر من زملائهم من جنسيات أخرى. ولا يُمثل هذا الرأي رأياً قاطعاً، ولا يُعتبر من الآراء التي تتبناها هذه الجريدة، لكنني أتحدث عن الشائع من القول. تنبني تلك الأفكار على نظرية كون الهنود تكثر عندهم الوفيات، وقيل إن لكل فصل طب دراسي جثتين أو ثلات يومياً. ولا تنقصهم المطالعة والرؤية على كل جزء من الميت خصوصًا إذا كان أهل الميت قد تبرعوا بالجثة لكليات الطب. وجاء من يقول: إن أصحاب الديانة الهندوكية يحرقون موتاهم وفي هذه الحالة لايبقى مايستفاد منه تشريحياً. كما أن الهنود يدرسون علم الطب والتشريح باللغة الإنجليزية، ولا يجدون أدنى صعوبة في مواصلة دراساتهم العليا في انجلترا، والتسهيلات تُمنح لهم لكونهم من دول الكومنويلث. وتكثر لهم المنح الدراسية وتسهيلات السكن. ناحية أخرى حول الأطباء الهنود. وهم – لكثرتهم يقبلون برواتب أدنى مما يتطلبه الأوروبي. ويتفانى في الحفاظ على مستواه، لقد قل وجود الأوروبي في بلادنا في السنين الأخيرة بسبب المغريات التي يجدونها في أمريكا وكندا واستراليا ونيوزيلندا. وقيل لي أن من ذهبوا إلى سويسرا - مثلا - بقصد استشارة طبيب "سويسري" وجدوا أن الذي أمامهم طبيب جاء من أوروبا الشرقية بسبب هجرة الطبيب السويسري إلى عالم آخر وتلزيم عيادته أو بيعها إلى طبيب من شرق أوروبا. مثل تلك الأشياء لم تكن بالمفاجآت. فالبريطانيون صاروا يشتكون من أن طبيب الصحة المحلية الموكل إليه رعاية أهل الحارة، وتحويله إلى الاستشاري أو المستشفى ما هو إلا من القارة الهندية..