أصبح التقليد والغش في الأدوات الكهربائية أمراً شائعاً، حتى غزت المنتجبات الكهربائية الأسواق بشكل مباشر، ولا يمر يوم إلاّ ويتم مصادرة آلاف من القطع الكهربائية المقلدة والمغشوشة من قبل فرق تفتيش وزارة التجارة، حيث إنّ الأدوات الكهربائية المقلدة والمغشوشة لم تستثن محلاً أو منزلاً، حتى انّها تكاد تكون أكثر من القطع الأصلية. وعلى الرغم من انتشار الأدوات المغشوشة ومخالفتها للمواصفات المعتمدة، إلاّ أنها أثرت من جانب آخر على المنافسة في السوق، فالمستهلك الذي يرغب في توحيد مقابس ومفاتيح وحدته السكنية، ويطلب المقبس الثنائي لن يجده لدى المصنعين والمستوردين للمنتجات الأصلية؛ بحسب قرار المنع من هيئة المواصفات، وبالتالي يضطر إلى البحث عن مجموعة المقابس والمفاتيح التي تتوافر على المقبس الثنائي، وهنا يحدث الضرر للمنتجين الملتزمين بالأنظمة والتعليمات، ويثير التساؤلات حول بقاء المقابس الثنائية في السوق رغم قرار المنع! توعية العملاء وأكّد "عبد رب الكليم سلام" -بائع في محل أدوات كهربائي- أنّ هناك إقبالا على المقابس الثنائية من قبل الزبائن، ويتم تأمينها من العمالة المخالفة أو المحال غير المتخصصة في بيع أدوات الكهرباء، موضحاً أن الطلب على المقبس الثنائي يترتب عليه شراء المجموعة الكاملة من المفاتيح والقوابس الثنائية، وهو ما أضرّ كثيراً بمنتجي المقبس الثلاثي المعتمد من هيئة المواصفات. وقال إن "الفيش الثلاثي" أقوى وأمتن، وهناك ماركات أوروبية ويابانية وصينية جيدة من هذا المنتج، كما أنّها آمنة، حيث صممت على الإغلاق تلقائياً في حال حدوث أي حمل حراري زائد عن المعدل المبرمج؛ ما يمنع حدوث الحرائق، مبيّناً أنّ البعض يجهل أضرار اتجاهه نحو المنتج الرخيص، كأن يشتري أفياشا أو توصيلات كهربائية ثلاثية لكنها مغشوشة ورديئة الصنع، ويعرض نفسه للخطر. وأضاف أنّه يحرص على توعية عملائه، ويوضح لهم أهمية اختيار المنتج الصحيح الذي يقي من الحرائق المنزلية التي قد تتطور وتكبر، لتصبح حريقا كبيراً، لافتاً إلى أنّهم يطلعون على الكثير من قصص حرائق الكهرباء، معتبراً أنّ جهل المستهلك من الأسباب الرئيسة لها، فحتى لو اشترى منتجاً قوياً، وهذا المنتج يتحمل حرارة بقدر معين تجده يحمله فوق قدرته، فإن لم يكن المنتج القوي به صمام أمان سيحترق مع الوقت ويسبب الحريق. وأشار إلى أنّ الأجهزة الكهربائية القادمة من جهات التصنيع حول العالم تعتمد شكلاً موحداً للقوابس ضمن مواصفات محددة، إلاّ إن كان المنتج في الأساس قدم للسوق السعودية وهو مقلد، موضحاً أنّ المقابس والتوصيلات الأصلية موحدة، وتحمل مواصفات عالية، كما أنّها تنسجم مع واقع الأدوات الكهربائية الأصلية، ويكون شكل القابس عريضاً ومتيناً وقادراً على تحمل الحرارة، وكذلك الأفياش التي سيوضع فيها القابس، وإن اختار الشخص فيشاً ثنائياً واشترى جهازاً حديثاً سيضطر لتغيير القابس في الجهاز عبر قطعه، أو شراء تحويلة، وهنا تبدأ المشاكل التي قد تسبب الحرائق، إذ أنّ تغيير المواصفات قد يؤدي للحوادث غير المتوقعة، لافتاً إلى أهمية اختيار المنتجات المطابقة للمواصفات الموحدة. توحيد الشكل وقال "ناصر العاشور" انّه لا يمكن أبداً كشف المقلد والرديء، إن لم يخبرك صاحب المحل عن جودة المنتج وأنه تقليد للماركة العالمية، مضيفاً:"الزبون حين يشتري المقبس الثنائي يشتري معه بقية المفاتيح والقوابس الأخرى المرتبطة به، ولا يمكن أن يغيّر الشكل بحيث يجمع ثنائيا مع ثلاثي في وحدته السكنية، وهنا يقع الضرر على منتجي المقابس الثلاثية المعتمدة من هيئة المواصفات"، لافتاً إلى أنّ الغالبية لا يتوقعون أنّ المقبس الثنائي غير المعتمد قد ينهي حياتهم. وشدد "محمد علي" -بائع في محل أدوات كهربائية- على أهمية توحيد شكل المقابس الثلاثية في السوق وسحب الثنائية؛ مما يسهّل كثيراً في عملية البيع، والحد من الإضرار بالمستهلكين، مستدركاً: "لكن الكثيرين يقبلون على شراء المقبس الثنائي رغم قرار المنع، وهو ما يتطلب شراء بقية المفاتيح والقوابس الأخرى، وبالتالي خسارة المنتجين والمستوردين للأفياش الثلاثية رغم مطابقتها للمواصفات"، مشيراً إلى أن بعض الزبائن لا زالوا يفضلون الأرخص والمقلد ولا يوجد من يوعيهم بخطورة ذلك، كما أنّ البعض يطلب من المحل صنع تحويلات بسلك كهربائي، ولا يهتم إن كان قادراً على تحمّل المزيد من الحرارة الناتجة عن التيار الكهربائي أثناء الاستخدام، موضحاً أنّ الأمر الجيد يكمن في شراء أفياش ثلاثية؛ لأنّ بها سلكا خاصا لتفريغ الكهرباء الزائدة. وقال "عبدالله الغريافي" -صاحب محل- إنّ الرقابة غير موجودة، وأنّ أي محل يخالف الجهات الرقابية يجب أن يمنح مخالفة، ومن يريد أن يعمل بشكل صحيح عليه أن لا يتخطى المواصفات القياسية ذات الجودة، وتحقق له مبيعات متنامية مع الوقت، مستدركاً: "إن كثيراً من المحال لا يزال بها عشوائية"، مطالباً بتوحيد المنتجات وفق آلية هيئة المواصفات والمقاييس والجودة، وأن تتدخل الرقابة لحماية هذا التنظيم الذي يعيد للسوق مكانته من ناحية المبيعات والعدالة بين البائعين. سلام: الزبون يفضل شراء مجموعة المقابس والمفاتيح حتى لو كانت ثنائية وهو ما يضر المنتجين عبدالله الغريافي ناصر العاشور