غيرت الخطط الاستراتيجية متوسطة وطويلة المدى التي عكفت البنوك السعودية على تنفيذها خلال السنوات القليلة الماضية، بهدف تعزيز وعي جميع أفراد المجتمع، بما في ذلك عملاء البنوك، بمختلف عمليات الاحتيال والنصب المالي وسبل الوقاية منها، المفاهيم المجتمعية حيال ضرورة محافظة عملاء البنوك على سرية معلوماتهم الشخصية وعدم التهاون أو التفريط فيها تحت أي ظروف. وأسهمت حملات التوعية المكثفة بعمليات الاحتيال المالي التي تتبناها البنوك من خلال لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية بشكل كبير في منع عمليات اختراق معلومات العملاء وبياناتهم الشخصية، رغم ما طرأ من زيادة كبيرة في حجم التعاملات المالية والمصرفية عبر قنوات البنوك الإلكترونية. وفي الوقت الذي تجاوزت فيه محاولات الاختراق الإلكترونية عبر العالم حاجز ال 5 مليارات محاولة في الربع الأول من العام الماضي، شددت لجنة الإعلام والتوعية المصرفية المنبثقة عن البنوك السعودية على أن هناك تعاونا مستمرا ومتواصلا مع الجهات الأمنية المختصة في المملكة للتصدي لمثل تلك المحاولات في حال استهدفهت عملاء البنوك المحلية، وأن البنوك تتبع إجراءات احترازية وتستثمر أموالا طائلة في كل عام لتطوير وتحديث أنظمتها المعلوماتية لجعل التعاملات المصرفية الإلكترونية مجالاً متاحا ومفتوحا وآمناً في الوقت نفسه. وأكدت اللجنة على لسان أمينها العام طلعت حافظ أن حملات التوعية التي تقوم بها البنوك السعودية بشكل سنوي لا تعني بالضرورة أن المصارف المحلية تشهد عمليات اختراق لأنظمتها المصرفية، أو أن المملكة وقطاعها المالي والمصرفي يعيش حالة من الظاهرة المرتبطة بعمليات الاحتيال المالي، مضيفاً "البنوك السعودية تهدف من خلال هذه الحملات التوعوية إلى تنقية بيئة التعاملات المالية والمصرفية في المملكة من أي محاولة للتحايل والنصب، فضلاً عن توفير قنوات مفتوحة وآمنة تتيح للعملاء تنفيذ تعاملاتهم المصرفية بسلاسة وراحة". وذكر حافظ أن عدد شكاوى عملاء البنوك بمختلف أنواعها التي سُجلت العام الماضي أضحت أقل من متوسط ما سجلته في الأعوام الأخيرة الماضية، مشيراً إلى أن الربع الأول من العام الماضي شهد في المتوسط تسجيل نحو 3676 شكوى ليست بالضرورة جميعها شكاوى تتعلق بالاحتيال المالي، كما شهدت أعداد الشكاوي عن العامين الماضيين انخفاضاً بنسبة 50 في المئة، الأمر الذي يؤكد ارتفاع مستوى الوعي المصرفي لدى كافة عملاء البنوك من جهة، وكفاءة مراكز معالجة الشكاوى في البنوك من جهة أخرى وخصوصاً لجهة قدرتها وسرعتها في التعامل مع شكاوى العملاء ومعالجتها. وكانت البنوك السعودية قد أطلقت الأسبوع الماضي، حملتها التوعوية السادسة على التوالي ضد عمليات الاحتيال المالي والمصرفي بعنوان "لا تِفشيها" وتحت شعار "وأنت الكسبان"، بهدف رفع مستوى وعي أفراد المجتمع عامة وعملاء البنوك خاصة بالأسس السليمة لاستخدام البطاقات البنكية والائتمانية والقنوات المصرفية الإلكترونية للحدّ من احتمالات التعرض لمحاولات الاحتيال. وشددّ حافظ على أن ظاهرة الاحتيال المالي والمصرفي شهدت معدلات قياسية، ظلت المملكة وإلى حد كبير بمنأى عنها، إذ يشهد العالم كل 14 ثانية محاولة أو الشروع في عمليات احتيال، وزاد من تفشي هذه الظاهرة تنامي التعاملات المالية والمصرفية الإلكترونية والقدرة على تحويل الأموال بين دول العالم بسرعة فائقة، الأمر الذي أصبح يهدد اقتصاديات الكثير من دول العالم. وبين حافظ أن معظم عمليات الاحتيال المالي التي يتعرض لها عملاء البنوك هي بسبب إفشائهم لمعلوماتهم وبيانتهم المالية والمصرفية للآخرين ما يعرضهم لسوء الاستغلال من قبل المجرمين وضعاف النفوس، موضحاً أن اللجنة ومنذ نشأتها شرعت بإطلاق حملات منظمة للتوعية بالأسس والمعايير السليمة لاستخدام القنوات المصرفية الإلكترونية والبطاقات المصرفية والائتمانية، وسبل الوقاية من محاولات التحايل المالي والمصرفي، حيث أسهمت مثل هذه الحملات بشكل مباشر في زيادة حجم الوعي العام بأهمية المحافظة على المعلومات الشخصية والبيانات المصرفية وكيفية التعامل معها.