أكدت البنوك السعودية أن هناك تعاونا مستمرا ومتواصلا مع الجهات الأمنية المختصة في السعودية للتصدي عمليات الاحتيال المالي الإلكترونى في حال استهدفهت عملاء البنوك المحلية، وقالت إنها ستتبع إجراءات احترازية وتستثمر أموالا طائلة كل عام لتطوير وتحديث أنظمتها المعلوماتية لجعل التعاملات المصرفية الإلكترونية مجالاً متاحا ومفتوحا وآمناً في الوقت نفسه. يحدث ذلك في الوقت الذي تجاوزت فيه محاولات الاختراق إلالكترونية عبر العالم حاجز ال5 مليار محاولة في الربع الأول من العام الماضي، وأكدت لجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية على لسان أمينها العام طلعت حافظ، أن حملات التوعية التي تقوم بها البنوك بشكل سنوي، لا تعني بالضرورة أن المصارف المحلية تشهد عمليات اختراق لأنظمتها المصرفية، أو أن المملكة وقطاعها المالي والمصرفي يعيش حالة من الظاهرة المرتبطة بعمليات الاحتيال المالي، مضيفاً: البنوك تهدف من خلال هذه الحملات التوعوية إلى تنقية بيئة التعاملات المالية والمصرفية في المملكة من أي محاولة للتحايل والنصب، فضلاً عن توفير قنوات مفتوحة وآمنة تتيح للعملاء تنفيذ تعاملاتهم المصرفية بسلاسة وراحة». وذكر حافظ أن عدد شكاوى عملاء البنوك بمختلف أنواعها التي سُجلت العام الماضي أضحت أقل من متوسط ما سجلته في الأعوام الأخيرة الماضية، مشيراً إلى أن الربع الأول من2013 شهد في المتوسط تسجيل نحو 3676 شكوى ليست بالضرورة جميعها شكاوى تتعلق بالاحتيال المالي، كما شهدت اعداد الشكاوي عن العاميين الماضيين «2011 و 2012م» انخفاضاً50%، الأمر الذي يؤكد ارتفاع مستوى الوعي المصرفي لدى العملاء من جهة، وكفاءة مراكز معالجة الشكاوى في البنوك من جهة أخرى وخصوصاً لجهة قدرتها وسرعتها في التعامل مع شكاوى العملاء ومعالجتها». وغيرت الخطط الاستراتيجية التي عكفت البنوك على تنفيذها خلال السنوات الماضية، بهدف تعزيز وعي جميع أفراد المجتمع المفاهيم المجتمعية حيال ضرورة محافظة العملاء على سرية بياناتهم الشخصية وعدم التهاون أو التفريط فيها تحت أي ظروف. وأسهمت حملات التوعية المكثفة بعمليات الاحتيال المالي بشكل كبير في منع عمليات اختراق معلومات العملاء وبياناتهم الشخصية، رغم ما طرأ من زيادة كبيرة في حجم التعاملات المالية والمصرفية عبر قنوات البنوك الإلكترونية. وكانت البنوك السعودية قد أطلقت الأسبوع الماضي، حملتها التوعوية السادة على التوالي ضد عمليات الاحتيال المالي والمصرفي بعنوان لا تِفشيها وتحت شعار «وأنت الكسبان»، بهدف رفع مستوى وعي أفراد المجتمع عامة وعملاء البنوك خاصة، بالأسس السليمة لاستخدام البطاقات البنكية والائتمانية والقنوات المصرفية الإلكترونية، للحدّ من احتمالات التعرض لمحاولات الاحتيال. وشددّ حافظ على أن ظاهرة الاحتيال المالي والمصرفي شهدت معدلات قياسية، ظلت المملكة وإلى حد كبير بمنأى عنها، إذ يشهد العالم كل 14 ثانية محاولة أو الشروع في عمليات احتيال، وزاد من تفشي هذه الظاهرة تنامي التعاملات المالية والمصرفية الالكترونية والقدرة على تحويل الأموال بين دول العالم بسرعة فائقة، الأمر الذي أصبح يهدد اقتصاديات الكثير من دول العالم. وبينّ حافظ، أن معظم عمليات الاحتيال المالي تحدث بسبب إفشاء العملاء لمعلوماتهم وبيانتهم للآخرين ما يعرضهم لسوء الاستغلال من قبل المجرمين وضعاف النفوس.