أكدت البنوك السعودية تحقيق انخفاض لافت في حجم بلاغات وشكاوى العملاء الناجمة عن استخدام القنوات الالكترونية المصرفية المختلفة بنسبة 15 في المئة في الربع الثاني من العام الحالي، مشددةً على أن ذلك يعود نتيجة لتزايد وعي العملاء بالمحاذير الموجهة من البنوك السعودية حيال أساليب التحايل المالي والمصرفي، والتزامهم بتعليمات استخدام القنوات المصرفية الإلكترونية. جاء ذلك خلال حفلة إطلاقها للحملة التوعوية الثالثة بعمليات الاحتيال المالي والمصرفي أمس السبت، تحت عنوان "لا تِفشيها" وبمشاركة كل من أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية طلعت زكي حافظ ورئيس فريق العمل الإعلامي والتوعية المصرفية في البنوك السعودية محمد الربيعة، وعضو الفريق سعد الحريقي، واوضح حافظ ان مجموع عمليات التحايل البنكية بلغ 4800 عملية على مدار السنوات الثلاث الماضية. وقال في كلمته إن عملاء البنوك السعودية أظهروا خلال المراحل السابقة من الحملة والتي كان آخرها حملة "مرتاح البال" وعياً متنامياً بالرسائل التوعوية التي وجهتها البنوك خلال حملاتها في سبيل تعزيز معدلات الحصانة والحماية لحقوقهم ومدخراتهم من عبث العابثين ومحاولات التحايل، لا سيما عند تنفيذ العمليات المصرفية عبر القنوات الإلكترونية للهاتف المصرفي، والإنترنت البنكي، وأجهزة الصرف الآلي، إلى جانب البطاقات الائتمانية، مشدداً على أن وعي العميل يمثّل العمود الفقري للحيلولة دون الوقوع في مصيدة التحايل أو التعرض لمحاولات اختراق. وأضاف حافظ أن حرص البنوك على تبني المزيد من الحملات التوعوية يأتي في إطار جهودها لتنقية بيئة التعاملات المالية والمصرفية في المملكة من أي محاولة للتحايل وتوفير منظومة آمنة تتيح للعملاء تنفيذ الحاجات المصرفية عبر القنوات الإلكترونية براحة وأمان، معتبراً أن إطلاق تلك الحملات يأتي متماشياً مع الخطوات المتسارعة التي تبذلها البنوك السعودية على صعيد تطوير بنيتها التقنية وتعزيز حجم التعاملات المصرفية عبر القنوات الإلكترونية بالنظر إلى ما توفره تلك القنوات أمام العملاء من مرونة وسرعة في الإنجاز وكفاءة في الأداء وتوفيراً في وقت وجهد العملاء. من جهته، استعرض الربيعة أبرز ملامح الاستراتيجية الإعلامية الجديدة للبنوك السعودية للتوعية بعمليات الاحتيال المالي والمصرفي، والتي تأتي كامتداد للمراحل السابقة من الحملة والتي نفذتها خلال السنتين الماضيتين، موضحاً أن الحملة ستركّز على توجيه رسائل توعوية مباشرة إلى مختلف شرائح المجتمع، لتوعيتهم بالأسس السليمة لاستخدام القنوات المصرفية الإلكترونية، وبالظواهر والسلوكيات المصرفية السلبية التي يسعى المحتالون لاستغلالها بهدف إيقاع العملاء بمصيدة التحايل. واعتبر الربيعة أن القطاع المصرفي السعودي قطع أشواطاً طويلة في مسيرة تطوير خدماته المصرفية الإلكترونية على نحو يواكب أرفع المعايير الدولية، وتمكن من استثمار بلايين الريالات في سبيل تعزيز منظومته التقنية وتوفير الحصانة اللازمة لمدخرات وحقوق عملائه، وأن حملاته التوعوية بعمليات الاحتيال المصرفي والمالي تعد ضمن الخطوات الاحترازية التي تبذلها البنوك السعودية في سبيل الحفاظ على أقصى معايير الأمان والسلامة لبيئة التعاملات المالية. من جانبه، قال الحريقي إن اختيار بداية فصل الصيف لإطلاق حملة "لا تِفشيها" جاء بالنظر إلى ما يشهده موسم الصيف والإجازات من حركة نشطة لعمليات البيع والشراء، ومن تزايد ملحوظ في حجم استخدام البطاقات الائتمانية لغايات التسوق خاصة في خارج المملكة، معتبراً أن جهود البنوك في هذا المضمار غير مرتبطة بموسم محدد وأنها مستمرة ولا تتوقف انطلاقاً من حرصها الدائم على مصلحة عملائها، ومساعيها المتواصلة للحفاظ على حقوقهم ومدخراتهم.