استنكر مغردون سعوديون المجازر التي ترتكبها ميليشيات أنتي بالاكا المسيحية بإفريقيا الوسطى بحق المسلمين هناك، والتي أكدت منظمات دولية حقوقية في تقارير لها اليوم الأربعاء، أن القوات الدولية المنتشرة في البلاد عاجزة عن وقف حملات التطهير العرقي للمسلمين. وطالب المغردون السعوديون عبر هاشتاق "إفريقيا الوسطي" على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، بضرورة تدخل الدول العربية والاسلامية بشتى السبل الممكنة لوقف هذه المجازر لإنقاذ إخوانهم في الدين من أيدي هذه العصابات المتطرفة. وعبر خالد البكر عن غضبه من أن هذه المجازر تتم على مرأى ومسمع من دول العالم قائلا: "تتواصل الإبادة الجماعية لمسلمي إفريقيا الوسطى على يد الميليشيات النصرانية تحت أنظار القوات الفرنسية ومسمع العالم كله". وغرِّد عبد العزيز السعيد قائلا: "المسيحيون يقتلون المسلمين بناء علي الهوية الأمر الذي تجرمه جميع القوانين الدولية قائلا". وغرد خالد العلكمي قائلا: "حرق المسلمين في الشوارع واعتداء على مساجدهم في إفريقيا الوسطى على يد ميليشيات مسيحية. العالم يتابع بصمت مطبق". من جهته غرد موسى الغنامي متعجبًا: "حال إخواننا في إفريقيا الوسطى !! اللهم ارفع عنا الذل والهوان يا رب العباد". فيما دعا أحمد الصويان المنظمات الإسلامية لنصرة المسلمين هناك قائلا: "منظمة التعاون الإسلامي رابطة العالم الإسلامي اتحاد علماء إفريقيا. العلماء والدعاة في العالم: إخوانكم في إفريقيا الوسطى يستصرخونكم لنجدتهم!". يُذكر أن الأوضاع تدهورت في إفريقيا الوسطى منذ الانقلاب الذي قاده ميشال دجوتوديا وائتلاف سيليكا المتمرد وأطاح بالرئيس فرانسوا بوزيزيه في مارس 2013. لكن دجوتوديا تنحى بضغط من رؤساء دول وسط إفريقيا في مطلع يناير الماضي. وفي يناير الماضي أدت المسيحية كاثرين سامبا بانزا عمدة بانجي، اليمين الدستورية لتصبح رئيسة مؤقتة جديدة للبلاد، خلفًا لميشال دجوتوديا، أول رئيس مسلم للبلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960. ومنذ تنحي دجوتوديا غرقت البلاد في دوامة من العنف الطائفي والأعمال الانتقامية التي تشنها هذه الميليشيات ضد مسلحي سيليكا والمدنيين المسلمين. وأدى انسحاب مسلحي سيليكا من مدينة بودا (شمال غرب) في 29 يناير الماضي إلى موجة عنف غير مسبوقة أسفرت عن مقتل 84 شخصا بينهم مسلمون ومسيحيون، بحسب الصليب الأحمر المحلي. وحسب منظمة العفو الدولية، فإن ميليشيات أنتي-بالاكا، شنت في 18 من الشهر نفسه هجومًا على مدينة بوسيمبتيليه (غرب)، ما أسفر عن سقوط "أكثر من مائة قتيل بين السكان المسلمين". وأدت أعمال العنف الطائفية إلى نزوح ربع سكان البلاد -البالغ عددهم 4.6 ملايين نسمة- عن مناطقهم خوفا من الهجمات الانتقامية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حذر من أن تقسيم جمهورية إفريقيا الوسطى بات أمرا ممكنا جراء أعمال العنف بين المسيحيين والمسلمين. وتضم قوة الاتحاد الإفريقي في جمهورية إفريقيا الوسطى حاليا 5400 عنصر من أصل ستة آلاف كان مقررا انتشارهم، فيما يوجد بالبلاد أيضا 1600 جندي فرنسي. من جهته، وعد الاتحاد الأوروبي بنشر نحو خمسة آلاف جندي في العاصمة بانغي في بداية مارس المقبل.