زار وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أمس، أفريقيا الوسطى التي حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من احتمال تقسيمها بسبب العنف بين مسيحيين ومسلمين. والتقى لودريان في زيارته التي تشكّل المحطة الأخيرة من جولة في دولٍ وسط أفريقيا، الجنود الفرنسيين المشاركين في عملية «سنغاريس»، ثم توجّه مع الرئيسة الانتقالية لأفريقيا الوسطى كاثرين سامبا بانزا إلى بلدة مبايكي التي تبعد 80 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة، وتشكّل مثالاً على نزوح المسلمين من مناطق بأكملها. والزيارة هي الثالثة للودريان إلى بانغي، عاصمة أفريقيا الوسطى، منذ بدء عملية «سنغاريس» في 5 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، علماً أن قوة الاتحاد الأفريقي المنتشرة في أفريقيا الوسطى تضمّ 5400 فرد من أصل ستة آلاف كان مقرراً نشرهم، فيما ينتشر 1600 جندي فرنسي. كما تعهد الاتحاد الأوروبي نشر حوالى 500 جندي في بانغي، مطلع آذار (مارس) المقبل. وكان لودريان حذر في برازافيل، الميليشيات في أفريقيا الوسطى، مؤكداً أن القوات الدولية مستعدة لوقف ممارساتها ب «القوة إذا لزم الأمر». إلى ذلك، باشر «برنامج الغذاء العالمي» تنظيم جسر جوي بين دوالا في الكاميرون وبانغي، لنقل 1800 طن من الغذاء إلى 150 ألف شخص. وقال ناطق باسم البرنامج إن أول طائرة شحن محمّلة 80 طناً من الرزّ حطّت في بانغي، مشيراً إلى أن 24 شحنة ستُنقل يومياً إلى عاصمة أفريقيا الوسطى حيث يحتاج 1.3 مليون شخص إلى مساعدة غذائية، أي نحو ربع سكان البلاد. تزامن ذلك مع دعوة «منظمة العفو الدولية» المجتمع الدولي إلى وقف «التطهير العرقي» في حق مسلمين في غرب أفريقيا الوسطى، مشيرة إلى أن «جنود قوة حفظ السلام الدولية عاجزون عن وقف هذا التطهير». وطالبت المجتمع الدولي ب «وقف سيطرة ميليشيات انتي-بالاكا، ونشر قوات بأعداد كافية في المدن المهدد فيها المسلمون». أما بان كي مون فاعتبر أن «الوحشية الطائفية في صدد تغيير ديموغرافية» أفريقيا الوسطى، لافتاً إلى أن «تقسيم البلاد بحكم الأمر الواقع، هو خطر بارز». وحض على «فعل مزيد لتجنّب فظائع جديدة وحماية المدنيين وإعادة النظام وتقديم المساعدة الإنسانية وصون وحدة البلاد»، داعياً فرنسا إلى أن «تفكّر في نشر قوات إضافية»، كما أعرب عن أمله بأن «يسرّع (الاتحاد الأوروبي وتيرة) نشر عمليته العسكرية» المقررة في البلاد. وذكر أنه تشاور في الأمر مع رئيسة أفريقيا الوسطى كاثرين سامبا بانزا ورئيسة الاتحاد الأفريقي نكوسازانا دلاميني زوما. ونبّه إلى أن «الوضع يواصل تدهوره» في أفريقيا الوسطى، معتبراً أن الرد الدولي على الأزمة «ليس بمقدار خطورة الوضع». وشدد على وجوب أن يكون الرد الدولي «قوياً، مع انتشار عسكري متجانس وسريع ويتصف بالصدقية»، وزاد: «يجب أن تكون الاستجابة الدولية سريعة، إذا أردنا الحؤول دون وقوع السيناريو الأسوأ».