صحيح أن الوسط الرياضي مليئ بالتعصب بين المنتمين إليه إلا أننا لم نتوقع أن تصبح زيارة المريض موضعاً لممارسته، فبعد زيارة الحكم الدولي مرعي عواجي لمهاجم الشباب نايف هزازي الذي أجرى عملية في الرباط المتصالب كثر الغمز واللمز من بعض رموز التعصب كون عواجي سيقود مباراة الليلة بين الشباب والنصر في دوري "جميل" السعودي للمحترفين، ندرك جيداً بأن التعصب مرض تغلل في نفوس البعض إلا أننا لا نقبل إطلاقاً أن يصل إلى هذا الحد، فالرياضة أسمى وأرقى من أن تصور زيارة حكم للاعب في المستشفى بطريقة سلبية تسيء للرياضة السعودية في المقام الأول، ومن يفعل ذلك هو عار على وسطنا الرياضي. النصراويون زاروه فهل يحق لأحد التشكيك بهم؟.. ومن حق الحكم ممارسة حياته الحكم السعودي مثلنا يحق له ما يحق لغيره، فمن ابسط حقوقه أن يزور فلان ويلتقي بعلان، لا أعلم ان كانوا يريدون من الحكم أن يعسكر في منزله قبل المباريات المهمة بأسبوع ولا يلتقي بأي طرف من أطراف المباراة التي سيقودها حتى يظهر في نظرهم محايداً، الأسلوب الذي اتبعه البعض في زيارة عواجي لهزازي يهدف في المقام الأول إلى ممارسة الضغط على الحكم حتى يثبت لهم حسن نواياه من خلال التحامل على الشباب في المباراة وهو أسلوب مستهلك أصبح لا ينطلي على الرياضيين الواعين بمثل هذه الأمور، كما أن عواجي من حكام النخبة الذين يعرفون جيداً مالهم وما عليهم وبادرته بزيارة هزازي تحسب له لا عليه ويستحق عليه عبارات الثناء والشكر بدلاً من التشكيك. المتعصبون بحثوا عن تضليل الجماهير الرياضية من خلال طرحهم، فزيارة مرعي لهزازي كانت قبل إعلان تكليفه في المباراة، حتى لو زاره عشية المباراة فلن يلومه ويغمز ويلمز إلا شخص مصاب بداء التعصب المزمن، اللاعبون النصراويون محمد نور ويحيى الشهري وخالد الزيلعي ومحمد السهلاوي زاروا زميلهم نايف هزازي في المستشفى قبل مباراتهم مع الشباب فهل من المنطق أن نشكك فيهم ونغمز ونلمز بأنهم سيتواطؤن مع الشباب ضد ناديهم بدليل زيارتهم للاعب شبابي والتقائهم بمسؤوليه؟، والأمر ايضاً ينطبق على مجلس الجمهور النصراوي الذي زاره في بادرة تستحق الشكر. رؤوساء الأندية يلتقون بالحكام عند غرف الملابس قبل المباريات وأحياناً تدور بينهم أحاديث مطولة فهل هذا يبيح لنا بالتشكيك فيهم وفي حياديتهم؟، هذه النظرة السوداوية لتصرفات الحكام السعوديين لابد أن تزول، فثقتنا في حكامنا لا حدود لها ونؤمن تماماً بأن أمانتهم لا يمكن التشكيك فيها وأن اخطاءهم وان كثرت ماهي الا تقديرية لا أكثر فالحكم هو في الأخير بشر يصيب ويخطيء، والغريب أن المجتمع الغربي قلما يشكك في نزاهة حكامه ولا يحدث ذلك إلا في وجود ادلة ملموسة تدين أولئك الحكام لأن هنالك من يحمي الحكام ويردع المشككين فيهم دون وجه حق، أما في مجتمعنا المسلم فالتشكيك في الحكام على عينك يا تاجر. مسؤولو رياضتنا السعودية يتحملون جزءا من المسؤولية كونهم لم يوفروا الحماية الكافية للحكام من المتعصبين الذين شككوا ولا يزالون يشككون في نزاهتهم، وما اتمناه أن تضع لجان اتحاد القدم حداً لذلك وكلي ثقة في رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد وأعضاء مجلس إدارته، لجنة الانضباط مطالبة بإيقاف من يشكك في الحكام من المنتمين للأندية عند حدهم، أما اللجنة القضائية فعليها ملاحقة المسيئين والمشككين في الحكام من غير المنتمين للأندية وذلك من خلال الجهات القضائية المختصة سواء كانوا اعلاميين أو جماهيرا أو رياضيين سابقين، عندها أبصم بالعشرة أن البيئة المساعدة على النجاح ستكون متوفرة للحكام وسيفكر كل شخص ألف مرة قبل أن يتعرض للتحكيم والحكام السعوديين. ختاماً أثق كثيراً بالحكم مرعي عواجي بقدرته على قيادة "الديربي" الليلة بنجاحه المعتاد والذي جعله في الموسم الماضي يقود نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال كأول حكم سعودي يقود مباراة نهائية منذ عشرة أعوام، وثقتي كبيرة في أنه لن يلتفت لتلك الحملة التي عقبت زيارته لمهاجم الشباب نايف هزازي.