دأب الوسط الرياضي المتعصب في الآونة الأخيرة من نشر ثقافة مستحدثة في المجتمع الرياضي السعودي ساهمت بشكل وبآخر من زيادة حدة التعصب الممقوت والمعادي لثقافة الرياضة الأصيلة والحرة والتي تدعو دائما وأبدا إلى توسيع رقعة الخلق الرياضي بين ممارسيه ومتابعيه على مختلف ثقافاتهم واهتماماتهم وانتماءتهم المختلفة . وساهمت هذه الثقافة في تحجيم " الروح الرياضية " التي تدعو إلى التسامح والترابط بين المنتمين للوسط الرياضي وجعلها في بوتقة مصغرة تدور في فلك محدود ومحاط بعدة جبهات تساهم في تقنين أهداف الرياضة الأصيلة وتغليب العدو الأول لأهدافها وهو نشر التعصب بين أفرادها وتغليب ظاهرة التقليل والتحجيم كل طرف من الآخر . ويأتي من أبرز مسببات هذا الأنتشار أستخدام كلمة أو " ثقافة يحلمون " في أطروحات الأعلام المتعصب على مختلف توجهاته وخصوصا بعد الريمكس المعروف من إحدى القنوات الفضائية تجاه نادي " النصر " في وصف عدم انتقال أحد لاعبي الوحدة للنصر ورغبته للانتقال الى الهلال ، والتي يتغنى بها الاعلام المتعصب بأن نادي النصر ومنسوبيه كانوا " يحلمون " بإنتقال المحياني لهم ، والتي عاد جمهور ومنسوبي النصر بحمد الله بعدم اتمام الصفقة بعد تعثر اللاعب الواضح مع ناديه الحالي وبقائه أسيرا لدكة الأحتياط طوال الأشهر الثلاثة . ورغم ثقة مرددي هذه الكلمة في المستوى الحقيقي للمحياني وعدم استفادة ناديه الهلال منه إلا أنهم يعتقدون أو يحاولون إيهام منافسهم النصر على كسبهم للصفقة ، رغم أن النصر كسب بناء على رأي أغلب النقاد الرياضيين أفضل صفقة هجومية بإنتقال هداف النصر الحالي محمد السهلاوي لصفوفه في صفقة كانت هي الأعلى في تاريخ الرياضة السعودية . على الجانب الآخر يردد الجمهور الأصفر كلمة " يحلمون " تجاه الهلال حينما يأتي ذكر دوري أبطال آسيا وهو الدوري المؤهل لنهائيات كأس العالم للأندية والتي يبحث الهلال عن اللعب فيها منذ قرابة العشرة أعوام وهي البطولة التي شارك فيها النصر منذ القرن الماضي . ويرددها الجمهور الأصفر كثيرا للكلمة بحلم الهلال للتأهل لكأس العالم أسوة بالنصر والاتحاد الذين تأهلا منذ وقت طويل . وبين ما يردده النصراويون والهلاليون من تكرار ودعم ومؤازرة لثقافة " يحلمون " وهي السائدة محليا فقط كان المتضرر الأول المنتخب الوطني الذي دفعته الامواج المتعصبة في احتقان الجو العام نجم عنه فشلنا مع الأسف في تحقيق التأهل الخامس لكأس العالم . وأخيرا .. كل نجاح رياضي يقف خلفه إعلام متزن وطرح راقي بعيدا عن التعصب واحتقار الطرف الآخر بلاشك تظهر نتائجه بوضوح في ممثليه وأهمهم هنا بالطبع المنتخب الوطني ، وحتى لا ننتظر هذه الثقافة المستحدثة " يحلمون " من انتشارها خليجيا لمنتخبنا الوطني حين ذكر كأس العالم يجب الوقوف بصدق تجاه الاعلام المتعصب ونبذ الثقافات المستحدثة والابتعاد عن الوريقات الصحفية الداعية الى الاحتقان والتشكيك في الذمم واحتقار الطرف الآخر . عبدالعزيز محمد القحيز مدرب رياضي